تفاصيل عودة الوزارات من بورتسودان إلى العاصمة السودانية

الخرطوم – بدأت الحكومة السودانية في تنفيذ خطة لعودة الوزارات والمؤسسات الحكومية إلى العاصمة الخرطوم، بعد فترة من العمل المؤقت من بورتسودان، وذلك في إطار جهود إعادة تهيئة الولاية وتحسين الخدمات للمواطنين. وتأتي هذه الخطوة استجابة لتوجيهات اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين، وتعتبر جزءًا من عملية استعادة الاستقرار في الخرطوم. تعتبر عودة الحكومة إلى الخرطوم خطوة حاسمة في عملية إعادة الإعمار والتطبيع.
في منتصف يوليو/تموز الماضي، شكّل رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، لجنة برئاسة إبراهيم جابر، بهدف إعداد الظروف المناسبة لعودة الوزارات والموظفين إلى الخرطوم. وقد أصدر مجلس الوزراء تعميمًا رسميًا في ديسمبر/كانون الأول الجاري، يوجه عددًا من الوزارات لاتخاذ الترتيبات اللازمة لنقل مقارها وعودة موظفيها إلى العاصمة.
نجاح خطة عودة الحكومة إلى الخرطوم وتأثيرها على الخدمات
أعلنت وزارات الثقافة والإعلام والسياحة، والموارد البشرية والرعاية الاجتماعية، والتعليم العالي والبحث العلمي، والصناعة والتجارة، عن نقل مقارها وموظفيها إلى الخرطوم. وتشمل هذه النقلات الانتقال إلى مجمع الوزارات الجديد، بالإضافة إلى مقار بديلة أخرى، وذلك بهدف استئناف العمليات الإدارية وتقديم الخدمات بشكل أفضل.
وقد زار القائد عبد الفتاح البرهان عددًا من مقار الوزارات والمؤسسات التي باشرت مهامها في الخرطوم، مؤكدًا على أهمية هذه الخطوة في استعادة عمل الحكومة وتطبيع الحياة في العاصمة. وأشار إلى أن عودة الوزارات ستساهم في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز الاستقرار.
صرح وكيل وزارة الثقافة والإعلام والسياحة الاتحادية، جراهام عبد القادر، بأن عودة الوزارات للعمل من داخل الخرطوم يمثل نجاحًا لجهود الدولة في إعادة الإعمار. وأضاف أن هذه الخطوة ستساهم في استعادة الاستقرار وتحسين الخدمات، وتبعث برسالة طمأنينة للشعب السوداني.
تأثير العودة على قطاعات مختلفة
بدأت وزارة التربية والتعليم في استيعاب الطلاب النازحين وتوفير مقاعد دراسية لهم في مختلف ولايات البلاد، وذلك بفضل عودة بعض الوزارات إلى مقارها. كما أعلنت عن توفير 5 آلاف وظيفة معلم لسد النقص الذي حدث بسبب الحرب.
من جهته، أفاد وكيل وزارة الثروة الحيوانية والسمكية، عمار الشيخ إدريس، بأن الوزارة بصدد نقل مقرها من بورتسودان إلى الخرطوم، وذلك لاستكمال الترتيبات اللازمة لعودة الموظفين واستئناف العمليات. وأكد على أن جميع الترتيبات الإدارية اللازمة قد اكتملت، وأن النقل سيتم خلال الأيام القادمة.
دلالات سياسية وإقتصادية لعودة الحكومة إلى الخرطوم
يرى المحللون السياسيون أن عودة الوزارات إلى الخرطوم تعني تعافي العاصمة واستتباب الأمن فيها، مما يشجع على عودة الاستثمارات والشركات. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة دعوة للمستثمرين للحضور إلى الولاية والمساهمة في عملية إعادة الإعمار.
وأشار الصحفي والمحلل السياسي النور جادين إلى أن عودة الحكومة إلى الخرطوم تمثل إشارة إيجابية للمجتمعين الداخلي والخارجي، وتؤكد على التزام الحكومة بإعادة الاستقرار والتطبيع في البلاد. وأضاف أن تقريب الظل الإداري داخل العاصمة سيشجع الأهالي على العودة إلى منازلهم.
وتأتي هذه التحركات في إطار مسار إعادة تموضع مؤسسات الحكم في الخرطوم، في توقيت مهم يرفع أسهم العاصمة على خارطة العودة التدريجية للولاية.
تواصل وزيرة شؤون مجلس الوزراء، لمياء عبد الغفار، جولاتها في الخرطوم للإشراف على عملية عودة الوزارات والمؤسسات الحكومية. وتشمل هذه الجولات زيارة رئاسة مجلس الوزراء وبرج الاتصالات، بالإضافة إلى مجمع الوزارات والمواقع الجديدة للمؤسسات، وذلك للوقوف على إعدادها وتهيئة بيئة العمل. ومن المتوقع أن تعلن الحكومة عن جدول زمني مفصل لعودة بقية الوزارات والمؤسسات خلال الأسابيع القادمة، مع التركيز على ضمان استمرار تقديم الخدمات للمواطنين وتطبيع الحياة في العاصمة. يبقى الوضع الأمني والاقتصادي في الخرطوم محل مراقبة دقيقة لضمان نجاح هذه العملية.





