Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

جامعات غزة المدمرة.. مبادرات الأساتذة تعيد الحياة للمسيرة التعليمية

على الرغم من التحديات الهائلة التي تواجهها، تواصل الجامعات في قطاع غزة، وعلى رأسها الجامعة الإسلامية، جهودها الحثيثة لاستمرار التعليم الجامعي في ظل الظروف القاسية. تأتي هذه الجهود بعد دمار واسع النطاق أصاب البنية التحتية للقطاع، مما أدى إلى انقطاع الخدمات الأساسية وتشتت الطلاب، لكن الإصرار على عدم توقف العملية التعليمية يبقى هو السائد.

تتضمن هذه المساعي إيجاد طرق بديلة للتدريس، مثل الدروس عبر الإنترنت، وتنظيم جلسات تعليمية مؤقتة في أماكن النزوح، مع التركيز على دعم الطلاب المتضررين وتوفير الموارد المتاحة لمساعدتهم على مواصلة دراستهم. يواجه الأساتذة والطلاب على حد سواء صعوبات جمة في الوصول إلى الإنترنت، وتوفير الكهرباء، والتغلب على الصدمات النفسية الناجمة عن الأحداث الجارية.

تحديات استمرار التعليم الجامعي في غزة

أكد أساتذة وطلاب الجامعة الإسلامية أن الكارثة الإنسانية تجاوزت مجرد الخسائر المادية والشخصية، وامتدت لتشمل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل التعليم في القطاع. يشير الدكتور أحمد أبو فول، أستاذ الهندسة المدنية، إلى أن استهداف الجامعات والبنية التحتية التعليمية يمثل محاولة يائسة لإضعاف صمود الشعب الفلسطيني وتقويض قدرته على التطور والنهضة.

في الأسابيع الأولى من الأزمة، حاولت الجامعات التواصل مع الأساتذة القادرين على تقديم المحاضرات عن بعد، لكن الانقطاع المتكرر للشبكة وصعوبة الوصول إلى مناطق توفر الاتصال جعلت هذه المحاولات غير فعالة في كثير من الأحيان. اضطر العديد من الأكاديميين للبحث عن مقاهٍ توفر خدمة الإنترنت المحدودة، على الرغم من تعرض معظمها للقصف أو الإغلاق.

معاناة الطلاب وتأثير النزوح

تفاقمت معاناة الطلاب بسبب النزوح القسري وفقدان المنازل، مما أدى إلى صعوبة الوصول إلى المواد التعليمية والمشاركة في المحاضرات. أفاد العديد من الطلاب بأنهم يواجهون تحديات كبيرة في إيجاد أماكن هادئة للدراسة، وتوفير الأدوات اللازمة، مثل أجهزة الكمبيوتر والكتب.

يقول أحد الطلاب النازحين إلى مناطق المواصي جنوب القطاع إن الانتقال إلى هذه المناطق جعل الوصول إلى الإنترنت والكهرباء مهمة شبه مستحيلة، مما عطّل متابعته للمحاضرات وأثر سلبًا على تحصيله الدراسي. وأضاف أن الظروف المعيشية الصعبة، مثل نقص الغذاء والمياه، تزيد من صعوبة التركيز على الدراسة.

جهود الأساتذة في ظل الظروف الصعبة

على الرغم من كل هذه التحديات، يواصل الأساتذة جهودهم لتقديم الدعم للطلاب ومساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة. ينظم الدكتور أبو فول جلسات تعليمية مبسطة في أماكن النزوح، مستخدمًا حاسوبًا محمولًا صغيرًا لشرح المفاهيم الأساسية في الهندسة المدنية. ويؤكد على أهمية الحفاظ على التواصل العلمي “حتى لا تنقطع السلسلة التعليمية”.

يواجه طلاب الهندسة تحديات خاصة بسبب طبيعة تخصصاتهم التي تعتمد بشكل كبير على المختبرات والزيارات الميدانية. يشير الطلاب إلى أن غياب الجانب العملي أثر على كفاءتهم وفهمهم للمواد الدراسية، على الرغم من لجوئهم إلى متابعة تسجيلات وفيديوهات بديلة.

تأثير الأزمة على المسيرة الأكاديمية

يشدد الأساتذة والطلاب على أن استهداف البنية التحتية التعليمية يهدف إلى القضاء على أي أمل لعودة المسيرة الأكاديمية في غزة. ومع ذلك، يؤكدون على استعدادهم لاستئناف التعليم في أي ظروف، حتى لو اضطروا إلى الجلوس على الأرض أو داخل خيام. ويعتبرون حماية المسار التعليمي مسؤولية وطنية تتجاوز حدود القاعات والمختبرات.

تعتبر الجامعة الإسلامية، وغيرها من مؤسسات التعليم العالي في غزة، ركيزة أساسية في المجتمع الفلسطيني، حيث تساهم في تخريج الكفاءات المؤهلة وتلبية احتياجات سوق العمل. كما تلعب دورًا هامًا في تعزيز الهوية الوطنية والثقافة الفلسطينية.

نظرة مستقبلية

من المتوقع أن تستمر الجهود الرامية إلى استعادة التعليم الجامعي في غزة في مواجهة تحديات كبيرة، خاصة مع استمرار الأزمة الإنسانية وعدم وضوح الرؤية المستقبلية. تعتمد إمكانية استئناف الدراسة بشكل كامل على توفير التمويل اللازم لإعادة بناء الجامعات والمختبرات، وضمان وصول الطلاب والأساتذة إلى المرافق التعليمية بشكل آمن. يجب مراقبة تطورات الوضع الإنساني والأمني في القطاع، بالإضافة إلى الجهود الدولية المبذولة لدعم قطاع التعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى