يستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وقف إطلاق النار قبل «القضاء» على حركة حماس، بالتزامن مع مروحة واسعة من الجهود تدور في مجلس الأمن، كما في دول معنية من أجل وقف إطلاق نار إنساني أو على الأقل هدنة إنسانية، في ظل وصول عدد من لقوا حتفهم في غزة إلى قرابة 20 ألف شخص، معظمهم نساء وأطفال.
في واشنطن، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي «تجري نقاشات ومفاوضات جادة للغاية ونأمل أن تؤتي ثمارها… إنه أمر نعمل عليه منذ انتهاء فترة التوقف السابقة».
من جهته، أكد مصدر مطلع على المباحثات عقد «اجتماع إيجابي» بين رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ديفيد برنياع ونظيره الأمريكي وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في وارسو هذا الأسبوع.
وقال المصدر إن المباحثات مستمرة بهدف «التوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة مقابل هدنة مع احتمال إطلاق سراح أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل».
رفض إسرائيلي
وبعدما أعلن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الثلاثاء استعداد إسرائيل «لهدنة إنسانية جديدة ومساعدة إنسانية إضافية للسماح بإطلاق سراح الرهائن»، استبعد نتانياهو وقف النار قبل تحقيق إسرائيل أهدافها المعلنة.
وقال نتانياهو في بيان أمس، «لن نتوقف عن القتال حتى نحقق كل الأهداف التي وضعناها لأنفسنا: القضاء على حماس والإفراج عن الرهائن لديها، ووضع حد للتهديد القادم من غزة».
وكان من المقرر التصويت على مشروع القرار الاثنين، لكن تم إرجاء العملية لأكثر من مرة، ثم أُعلن أن التصويت سيتم اليوم، فيما يبحث أعضاء المجلس عن صيغة تسمح بتجنب فيتو أمريكي.
وبعدما كان النص يدعو في نسخته الأصلية إلى «وقف عاجل ودائم للأعمال الحربية»، بات يكتفي بالدعوة إلى «تعليق» المعارك. وأعربت روسيا وجامعة الدول العربية عن أملهما في صدور قرار من مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار.
قصف متواصل
ميدانياً، أعلن المكتب الإعلامي في غزة أن ما لا يقل عن 20 ألف شخص قتلوا في القطاع الفلسطيني منذ بدء الحرب. وأضاف أن 8000 طفل و6200 امرأة من بين القتلى، فيما بلغ عدد المصابين 52600.
جاء ذلك مع مواصلة إسرائيل قصفها المكثّف على القطاع المحاصر في اليوم الخامس والسبعين للحرب على غزة. وقُتل 12 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات في غارات جوية إسرائيلية على رفح، وفق وزارة الصحة في القطاع.
وأفاد صحافيون في المدينة عن وقوع أكثر من عشر غارات جوية متتالية أصابت منازل عدة. وأعلنت الوزارة «انتشال 12 شهيداً وعشرات المصابين بينهم أطفال ونساء من تحت الأنقاض باستهداف منزل ومسجد على بعد مئات الأمتار من مستشفى الكويت».
ويحتشد في رفح عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا من مناطق شمال القطاع في ظل المعارك.
وفي المدينة الحدودية مع مصر، تعرض مخيم الشابورة لقصف إسرائيلي عنيف.
أين سنذهب؟
وقالت سمر أبو لولي إنها استفاقت على «صوت الانفجار القوي الذي هز منطقة الشابورة». وسألت بينما يظهر الركام من خلفها «أين سنذهب؟ لا مدارس فارغة ولا مستشفى فارغ ولا عيادة ولا حتى مسجد، لم يتركوا شيئاً، دمروا كل شيء».
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه «يوسع نطاق عملياته ويعمقها» في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع، وأنه نفذ أكثر من 300 غارة. وقال إنه نفذ عمليات برية وجوية وبحرية، بما في ذلك مواقع إطلاق الصواريخ ومراكز القيادة والسيطرة بخان يونس، حسب رواية الجيش الذي قال إن عدد القتلى في صفوفه ارتفع إلى 134 جندياً منذ بدء العملية البرية.
