حمود المبارك: هيئة خليجية موحدة للطيران المدني

تشهد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تطورات متسارعة في قطاع الطيران المدني، حيث تستضيف أكثر من 23 مطاراً دولياً وتضم 17 شركة طيران، ست منها مصنفة ضمن الأفضل عالمياً. وآخر هذه التطورات، أوصت اللجنة التنفيذية الخليجية للطيران المدني بإنشاء هيئة خليجية موحدة للطيران المدني، في خطوة تهدف إلى تعزيز التكامل والارتقاء بالقطاع. يهدف هذا التوحيد إلى تطوير الطيران المدني في المنطقة وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين.
نحو توحيد الطيران المدني الخليجي
أعلن رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الكويتي، الشيخ حمود المبارك، عن توصية اللجنة التنفيذية الخليجية بإنشاء الهيئة الموحدة، مشيراً إلى أن القرار سيُرفع إلى المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لإقراره. ويأتي هذا المقترح في سياق سعي دول المجلس لتعميق التعاون والتكامل في مختلف المجالات، وخاصةً في قطاع النقل الجوي الذي يعتبر من أهم محركات النمو الاقتصادي.
أهمية التكامل والابتكار
شدد الشيخ المبارك على ضرورة مواكبة التطورات العالمية في مجال الطيران المدني، مؤكداً أن توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية هو عامل أساسي في تحسين كفاءة الإجراءات وتعزيز السلامة والجودة. وأضاف أن التنسيق في التشريعات وتوحيد الأنظمة يتماشى مع رؤية قادة دول المجلس الهادفة إلى تسهيل الإجراءات وتوفير أفضل الخدمات للمواطنين والمقيمين.
لا يقتصر التعاون على الجانب التشريعي والتنظيمي، بل يمتد ليشمل تبادل الخبرات وتعزيز البنية المؤسسية المشتركة. وقد أثمر هذا التعاون عن تحسين بيئة العمل الإقليمي ورفع مستوى الأداء في قطاع الطيران.
إنجازات خليجية في مجال الطيران
شهدت دول مجلس التعاون إنجازات بارزة على الصعيد الدولي، حيث فازت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر بعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) للأعوام 2025-2027. يعكس هذا الفوز المكانة المرموقة التي تتمتع بها هذه الدول في قطاع الطيران، وقدرتها على المساهمة الفاعلة في رسم مستقبل هذا القطاع الحيوي.
بالإضافة إلى ذلك، حصلت سلطنة عمان على تزكية لرئاسة الجمعية العمومية لمنظمة الإيكاو في دورتها الـ42، بينما نالت مملكة البحرين جائزة رئيس مجلس الإيكاو تقديراً لتميزها في أمن الطيران المدني. وأكد الشيخ المبارك أن الكويت لم تتخلف عن هذا الركب، حيث حصلت على جائزة مماثلة بعد اجتيازها تدقيق منظمة الإيكاو الخاص بأمن الطيران بنجاح.
نمو حركة المسافرين
وبحسب الأمين العام للشؤون الاقتصادية والتنموية بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، خالد السنيدي، فقد حقق قطاع النقل الجوي في دول المجلس تطوراً نوعياً في البنية التحتية والتشريعات والخدمات والتقنيات الذكية. وأشار السنيدي إلى أن عدد المسافرين عبر شركات الطيران الخليجية بلغ حوالي 68 مليون مسافر في عام 2023، مما يؤكد مكانة دول المجلس كمركز رئيسي لحركة النقل الجوي العالمية.
هذا النمو يعزى إلى الاستثمارات الضخمة في تطوير المطارات وتقديم خدمات عالمية المستوى، بالإضافة إلى السياسات المرنة التي تتبناها دول المجلس في مجال تسهيل السفر والإقامة. وتساهم هذه العوامل في جذب المزيد من المسافرين وتعزيز مكانة المنطقة كوجهة سياحية واستثمارية.
نظام البوابة الواحدة ومستقبل الطيران الخليجي
من بين الخطوات الهامة التي يتم اتخاذها لتعزيز التكامل في قطاع الطيران، هو تطبيق نظام البوابة الواحدة بين البحرين والإمارات، والذي يهدف إلى تسهيل إجراءات السفر وتقليل الوقت والجهد اللازمين للمسافرين. ويأمل القائمون على هذا المشروع في تعميم النظام على جميع دول المجلس في المستقبل القريب.
الخطوة التالية المتوقعة هي عرض توصية إنشاء الهيئة الخليجية الموحدة للطيران المدني على المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. تعتبر الموافقة على هذه التوصية خطوة حاسمة نحو تحقيق تكامل أكبر في القطاع، لكن يبقى الجدول الزمني الفعلي لإنشاء الهيئة وتفعيلها أمراً غير مؤكد ويتوقف على عدة عوامل سياسية وإجرائية.



