Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

خاص| لماذا يعيش بعض المصابين بأنواع عدوانية من السرطان لفترات أطول من المتوقع؟ دراسة تكشف السبب

تجري مراكز الأبحاث التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا (NHS) دراسة جديدة على المرضى الذين عاشوا لفترات أطول من المتوقع بعد تشخيصهم بأنواع عدوانية من السرطان، بهدف تطوير أساليب علاجية جديدة.

بدأ الأطباء دراسة واسعة لمعرفة الأسباب التي تجعل بعض مرضى السرطان يتجاوزون التوقعات الطبية ويعيشون فترات أطول بعد تشخيصهم بسرطانات خطيرة. وقد انضمت 8 مراكز أبحاث من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا إلى عشرات المستشفيات حول العالم في محاولة للعثور على مرضى يتسمون بتقبل استثنائي للعلاج والذين عايشوا فترات أطول مما كان متوقعًا لهم.

جمع الباحثون معلومات صحية تفصيلية لـ 1000 مريض، شملت تحاليل الحمض النووي، بروتينات الدم، الميكروبات، والمؤشرات الحيوية الجزيئية، بهدف فهم سبب تعافي هؤلاء المرضى.

سوف تُستخدم نتائج الدراسة لتحديد نقاط ضعف السرطانات وتطوير أساليب علاجية جديدة للأورام العدوانية. بعض الأساليب قد تحاول تقليد السمات البيولوجية التي يتمتع بها “الناجون الفائقون”، في مسعى لتحسين فرص النجاة لبقية المرضى.

ويشارك أكثر من 40 دولة في الدراسة، حيث يتم التركيز على المرضى الذين عايشوا لفترات طويلة بعد تشخيصهم بأنواع سرطانية عدوانية مثل سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة، الأورام الدماغية العدوانية، أو سرطان البنكرياس. المرضى الذين يعتبرون في أعلى 3% من حيث وقت البقاء على قيد الحياة يتم تأهيلهم للمشاركة في الدراسة.

وقال الدكتور ثانكاما أجيثكومار، استشاري الأورام في مستشفى جامعة كامبريدج: “لا نتوقع أن يعيش الأشخاص المصابون بهذه الأنواع من السرطان لأكثر من عامين أو ثلاثة، لكن حوالي 3-5% منهم يعيشون لفترات أطول. نتساءل دائمًا: هل هناك شيء في الورم أو في جيناتهم يجعل من السهل عليهم مقاومة السرطان؟”

تم تسمية الدراسة “دراسة روزاليندا” تيمنا بعالمة البلورات البريطانية روزاليندا فرانكلين التي اكتشفت البنية الحلزونية المزدوجة للحمض النووي، والتي توفيت بسبب السرطان عام 1958.

وأضاف الدكتور أجيثكومار: “قبل هذه الدراسة، حاول عدد قليل من الأطباء دراسة حالة هؤلاء المرضى الاستثنائيين لمعرفة إذا كان يمكن تكرار ذلك مع مرضى آخرين لتحسين فرص نجاتهم.”

ويشير بعض المرضى إلى أن تحورات جينية في الأورام قد تجعلها أكثر عرضة للأدوية المستخدمة في العلاج، بينما يرى آخرون أن السبب في قدرة جهازهم المناعي على تدمير الخلايا السرطانية. تهدف الدراسة إلى فهم هذه العوامل بشكل أعمق لتوفير أمل أكبر للمرضى الآخرين.

ستتم حفظ البيانات التي تم جمعها في قاعدة بيانات عالمية تديرها شركة فرنسية ناشئة تُسمى “العلاج 51″، التي تمول مشروع روزاليندا من خلال استثمارات من شركة سوفينوفا.

وقال نيكولاس وليكو، الرئيس التنفيذي لشركة “العلاج 51”: “نحن نعلم أن هؤلاء الأشخاص نجوا من السرطان، ويجب أن نعرف السبب ونكشف عن آلية نجاتهم. إذا نجحنا في ذلك، فإننا نملك فرصة كبيرة للمساهمة في القضاء على السرطان.”

وعلى الرغم من أهمية الدراسة، إلا أن العثور على هؤلاء المرضى وتسجيلهم في الدراسة قد يكون صعبًا. في المملكة المتحدة، يتم تصنيف مرضى السرطان الذين أبدوا تحسنًا بعد 5 سنوات على أنهم متعافون، مما يعرقل تتبع تقدمهم.

وقالت الدكتورة هاتي بروكس، من مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: “فهم سبب تأثير العلاجات بشكل مختلف على الأشخاص المصابين بنفس نوع السرطان أمر بالغ الأهمية لتطوير طرق أكثر فاعلية لمكافحة السرطان، وقد يسمح ذلك للأطباء بابتكار علاجات جديدة تعالج الأورام العدوانية التي يصعب علاجها.”

وأشارت إلى أن الدراسات في هذا المجال مرحب بها، خصوصًا في الأورام التي ينجو منها عدد قليل من المرضى بعد 10 سنوات من التشخيص. وعلى الرغم من أن الدراسة لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أنها قد تكون خطوة مهمة نحو تطوير علاجات جديدة للأورام السرطانية العدوانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى