Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

خبير عسكري: إسرائيل تسعى لفرض حزام إستراتيجي بين الليطاني والجليل

كشف تحليل عسكري حديث أن إسرائيل تهدف إلى السيطرة على خمس مناطق حدودية رئيسية في جنوب لبنان، وهي بلاط وجل الدير والدواوير والحمامص والبونة، وذلك كجزء من استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز الأمن في شمالها. وتعتبر هذه المناطق ذات أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تمثل نقاط ارتكاز محتملة للسيطرة النارية على القرى اللبنانية المجاورة، وتأمين المستوطنات الإسرائيلية في الجليل.

وأشار العميد إلياس حنا، الخبير العسكري، إلى أن هذه المناطق المرتفعة تشكل ما يشبه “حزامًا عسكريًا” يسمح للجيش الإسرائيلي بمراقبة وتأمين المنطقة حتى نهر الليطاني. وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التوترات الحدودية وتبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.

أهمية المناطق الحدودية في جنوب لبنان

تكمن أهمية هذه المناطق الحدودية في أنها تشكل خط الدفاع الأول عن المستوطنات الإسرائيلية في الجليل الأعلى والأوسط، مثل دوفيف وأفيفيم وحانيتا وزرعيت والمالكية والمطلة وكريات شمونة. وفقًا للتحليلات العسكرية، فإن هذه المستوطنات تعرضت لتهديدات متزايدة خلال المواجهات الأخيرة، مما دفع القيادة الإسرائيلية إلى التفكير في تعزيز الأمن في المنطقة.

ولفت حنا إلى أن إسرائيل نفذت أكثر من 10 آلاف خرق للحدود اللبنانية على مر السنين، بما في ذلك غارات جوية وعمليات برية وتوغلات داخل الأراضي اللبنانية. ويشير هذا إلى اتساع نطاق العمل العسكري الإسرائيلي وتجاوز القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة، والذي يهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.

التهديد الصاروخي و ردع إسرائيل

وأكد الخبير العسكري أن إطلاق صاروخ واحد من طراز “كاتيوشا” من جنوب الليطاني يمكن أن يعرض هذه المستوطنات للخطر، مما يزيد من تصميم إسرائيل على السيطرة على المناطق الخمس في جنوب لبنان. وتعتبر إسرائيل أن السيطرة على هذه المناطق ضرورية لردع أي هجمات مستقبلية ومنع حزب الله من تهديد أمنها.

وأضاف حنا أن اختيار تل أبيب لهذه المناطق ليس عشوائيًا، بل يعتمد على طبيعتها الطبوغرافية المرتفعة وقربها من بعضها البعض، مما يسمح بالسيطرة عليها ككتلة واحدة. كما أن هذه المناطق تاريخيًا كانت مناطق مدمرة، مما يجعلها عرضة للعمليات العسكرية المتكررة.

التصعيد المحتمل وتأثيره على المنطقة

وفي سياق متصل، حذر حنا من أن التصعيد المحتمل لا يقتصر على الحدود اللبنانية، بل يمتد إلى الجبهة السورية. وأشار إلى وجود خروقات واسعة في منطقة فك الاشتباك، مما يمثل اعتداءً مستمرًا على السيادة السورية، وقد يفتح الباب أمام معادلات أمنية جديدة في المنطقة. الوضع الأمني يتطلب مراقبة دقيقة.

وانتقل الخبير إلى الملف السياسي، معتبرا أن المهلة المعلنة لنزع سلاح حزب الله بحلول ديسمبر/كانون الأول المقبل غير عملية ولا واقعية. وشدد على أن أي خطوة في هذا الاتجاه تستوجب أولا وقفا شاملا لإطلاق النار، وانسحابا إسرائيليا كاملا من المناطق التي تقدمت إليها، وتسليمها إلى الجيش اللبناني أو قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل). الوضع السياسي معقد ويتطلب حوارًا.

وأشار حنا إلى تغير في الموقف الأميركي من لبنان، حيث كانت واشنطن تشيد سابقًا بأداء الجيش اللبناني في استلام نحو 85-90% من المراكز جنوب الليطاني، قبل أن تتحول فجأة إلى وصف لبنان بـ”الدولة الفاشلة”. واعتبر هذا التحول مؤشرًا على منح إسرائيل مساحة أوسع للتحرك. العلاقات الدولية تلعب دورًا حاسمًا.

كما رأى أن إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن يعكس ضغطًا إضافيًا على بيروت ويمهد لاحتمالات تصعيد عسكري في المرحلة المقبلة. الجيش اللبناني يواجه تحديات كبيرة.

وختم حنا بالتأكيد على أن أي تحرك أحادي الجانب قد يقود إلى تصعيد متدرج، وأن المرحلة المقبلة ستكون حساسة، خصوصا بعد انتهاء الزيارات الدولية المهمة مثل زيارة بابا الفاتيكان إلى لبنان. من المتوقع أن تشهد المنطقة تطورات متسارعة في الأسابيع القادمة، ويتطلب ذلك متابعة دقيقة وتقييمًا مستمرًا للمخاطر المحتملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى