أظهرت دراسة حديثة أن تناول الكاكاو الغني بالفلافانول قبل فترات الجلوس الطويلة قد يحسن صحة الأوعية الدموية ويحميها من التدهور. هذه النتائج، التي نشرت مؤخرًا، تقدم حلاً بسيطًا محتملاً للتخفيف من الآثار السلبية للجلوس المطول، وهي مشكلة متزايدة في العصر الحديث. الدراسة أجريت على مجموعة من الشباب الأصحاء، وتهدف إلى فهم تأثير الكاكاو على وظائف القلب والأوعية الدموية.
أجريت الأبحاث من قبل باحثين في [اسم المؤسسة البحثية أو الجامعة، إذا كان متاحًا]، ونشرت نتائجها في [اسم المجلة العلمية، إذا كان متاحًا]. شملت الدراسة 24 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عامًا، وتم تقسيمهم بناءً على مستوى لياقتهم البدنية. وقد تم تقييم وظائف الأوعية الدموية لديهم قبل وبعد فترات الجلوس، مع اختلاف نوع المشروب الذي تم تناوله.
الكاكاو والفلافانول: حماية الأوعية الدموية
تعتبر الفلافانولات مركبات نباتية موجودة بوفرة في الكاكاو الداكن، وتشتهر بخصائصها المضادة للأكسدة. وفقًا للدراسة، فإن هذه المركبات تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز إنتاج أكسيد النيتريك، وهو جزيء يساعد على استرخاء وتوسيع الأوعية الدموية. هذا الاسترخاء والتوسع ضروريان للحفاظ على تدفق الدم الصحي.
تأثير الجلوس المطول على صحة الأوعية الدموية
الجلوس لفترات طويلة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن تناول الكاكاو الغني بالفلافانول قبل الجلوس يمكن أن يخفف من هذه المخاطر. أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا مشروب الكاكاو عالي الفلافانول حافظوا على وظيفة الأوعية الدموية بشكل أفضل بكثير مقارنة بأولئك الذين تناولوا مشروبًا وهميًا.
في المقابل، أظهر المشاركون الذين تناولوا المشروب الوهمي انخفاضًا ملحوظًا في وظيفة الأوعية الدموية بعد جلوسهم لمدة ساعتين. هذا يشير إلى أن الجلوس المطول يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الأوعية الدموية، وأن الكاكاو قد يوفر حماية فعالة.
مستوى اللياقة البدنية ليس عاملاً حاسماً
من الجدير بالذكر أن الدراسة وجدت أن فوائد الكاكاو كانت متسقة بغض النظر عن مستوى اللياقة البدنية للمشاركين. سواء كانوا يتمتعون بمستوى لياقة قلبية تنفسية مرتفع أو منخفض، فقد استفادوا جميعًا من تأثير الكاكاو الواقي. هذا يشير إلى أن الكاكاو يمكن أن يكون مفيدًا لمجموعة واسعة من الأفراد، بغض النظر عن عاداتهم الرياضية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن استهلاك الكاكاو قد يكون له تأثير إيجابي على صحة القلب بشكل عام. فالفلافانولات لا تساعد فقط في تحسين وظائف الأوعية الدموية، بل قد تساهم أيضًا في خفض ضغط الدم وتحسين مستويات الكوليسترول.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الدراسة ركزت على الكاكاو عالي الفلافانول، وليس جميع أنواع الكاكاو تحتوي على نفس الكمية من هذه المركبات المفيدة. عادةً ما يكون الكاكاو الداكن هو الأفضل، حيث يحتوي على نسبة أعلى من الفلافانولات مقارنة بالكاكاو بالحليب أو الكاكاو الأبيض.
تشير النتائج إلى أن دمج الكاكاو الداكن في النظام الغذائي قد يكون استراتيجية وقائية بسيطة لدعم صحة القلب والأوعية الدموية، خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يقضون فترات طويلة في الجلوس. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن هذه الدراسة لا تدعو إلى استبدال النشاط البدني بالكاكاو، بل تعتبره إضافة محتملة لنمط حياة صحي.
من المتوقع أن تجري المزيد من الأبحاث لتحديد الجرعة المثالية من الفلافانولات ولتقييم الفوائد طويلة المدى لتناول الكاكاو على صحة القلب والأوعية الدموية. كما سيتم استكشاف تأثير أنواع مختلفة من الكاكاو ومستويات الفلافانول المختلفة. من المقرر نشر نتائج إضافية في غضون عام واحد، وستركز على تأثير الكاكاو على مجموعات سكانية أوسع.
