Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

دراسة تكشف مفاجآت مثيرة عن عالم الميكروبات في هواء المستشفيات والطائرات

أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة نورث وسترن الأمريكية أن جودة هواء الطائرات والمستشفيات لا تشكل بالضرورة خطرًا كبيرًا على الصحة، حيث يحتويان بشكل رئيسي على ميكروبات غير ضارة مرتبطة بالبشر. هذا الاكتشاف قد يساهم في تخفيف المخاوف لدى الأشخاص الذين يعانون من رهاب الجراثيم، ويوفر فهمًا أعمق للميكروبات المحمولة جوًا في الأماكن المغلقة. وقد أجريت الدراسة في الولايات المتحدة، مع تحليل عينات جمعت من رحلات داخلية ودولية، بالإضافة إلى مرافق طبية.

اعتمد البحث، الذي وصف بأنه الأول من نوعه، على طرق مبتكرة لجمع العينات، بما في ذلك استخدام أقنعة الوجه وفلاتر الهواء. جمع الباحثون أقنعة وجه من متطوعين ارتدوها خلال السفر الجوي وأقنعة أخرى من العاملين في المستشفيات، ثم قاموا بتحليلها لتحديد أنواع الميكروبات الموجودة. تم جمع العينات بعد انتهاء الرحلات أو الورديات الطبية وإرسالها للمختبرات في أكياس معقمة، لضمان دقة النتائج.

دراسة تكشف عن مكونات الهواء في الطائرات والمستشفيات

كشف تحليل الحمض النووي للميكروبات المستخلصة من العينات عن وجود أكثر من 400 نوع مختلف من الميكروبات في كل من الطائرات والمستشفيات. ومع ذلك، وجدت الدراسة أن الغالبية العظمى من هذه الميكروبات هي بكتيريا شائعة وغير ضارة، ترتبط بشكل وثيق بالجلد البشري والبيئات الداخلية. يؤكد هذا أن البشر هم المصدر الرئيسي للميكروبات الموجودة في هذه الأماكن المغلقة، وليس البيئة نفسها.

أنواع الميكروبات السائدة

وفقًا للباحثين، تشمل الميكروبات الأكثر شيوعًا تلك التي تعيش بشكل طبيعي على بشرة الإنسان، والتي تتساقط بشكل مستمر في الهواء. كما تم العثور على ميكروبات أخرى شائعة في الأماكن المغلقة، مثل البكتيريا الموجودة في الغبار والأقمشة. على الرغم من اكتشاف بعض الميكروبات التي قد تكون مسببة للأمراض، بالإضافة إلى جينات مقاومة للمضادات الحيوية، إلا أن هذه الاكتشافات كانت نادرة ولم تشير إلى وجود عدوى نشطة.

أشار فريق البحث بقيادة البروفيسورة إيريكا م. هارتمان إلى أن استخدام أقنعة الوجه أثبت فعاليته كأداة بسيطة ومنخفضة التكلفة لجمع عينات الهواء وتحليلها. وأوضحت أن وجود البكتيريا المرتبطة بالهواء الداخلي والجلد البشري أمر طبيعي ومتوقع. ولفتت هارتمان إلى أن طرق انتقال العدوى الأكثر شيوعًا لا تعتمد على الهواء بشكل مباشر، بل على ملامسة الأسطح الملوثة أو التفاعل المباشر مع الأفراد المصابين.

تأتي هذه النتائج في وقت يتزايد فيه الوعي بأهمية جودة جودة الهواء الداخلي، خاصة بعد جائحة كوفيد-19. وقد أدت المخاوف بشأن انتشار الفيروسات في الأماكن المغلقة، مثل التهوية في الطائرات، إلى زيادة الطلب على أنظمة تنقية الهواء وتقنيات المراقبة. إلا أن هذه الدراسة تقدم منظورًا جديدًا، حيث تشير إلى أن التركيز يجب أن يكون على تقليل انتشار الميكروبات من البشر أنفسهم.

من المهم الإشارة إلى أن هذه الدراسة لا تعني أن الهواء في الطائرات والمستشفيات معقم تمامًا. بل تشير إلى أن المخاطر الصحية المحتملة قد تكون أقل مما كان يُعتقد سابقًا، وأن التقييم الدقيق لتركيبة الميكروبات المحمولة جوًا يتطلب دراسة متأنية لمصادر هذه الميكروبات.

تشير النتائج إلى أن التنظيف والتطهير المنتظمين للأسطح، بالإضافة إلى اتباع ممارسات النظافة الشخصية الجيدة، مثل غسل اليدين بانتظام، قد يكونان أكثر فعالية في الحد من انتشار العدوى في هذه الأماكن المغلقة من مجرد التركيز على تحسين تنقية الهواء.

ويخطط فريق البحث لمواصلة دراسة الميكروبات المحمولة جوًا في بيئات أخرى مغلقة، مثل وسائل النقل العام والمكاتب والمنازل. كما يعتزمون إجراء المزيد من التحليلات لتحديد العوامل التي تؤثر على تركيبة الميكروبات، مثل الكثافة السكانية وأنظمة التهوية وأنماط السلوك البشري. من المتوقع أن يُنشر تقرير مفصل عن هذه الدراسات بحلول نهاية العام القادم.

يبقى هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم العلاقة المعقدة بين الميكروبات المحمولة جوًا والصحة البشرية بشكل كامل. ويجب مراقبة تطورات مقاومة المضادات الحيوية، حتى وإن كانت نادرة في هذه الدراسة، لضمان فعالية العلاجات الطبية في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى