دراسة حديثة تحذر من نخر الأنف: عادة شائعة قد تفتح الطريق لمرض ألزهايمر

أظهرت دراسة علمية حديثة رابطًا محتملًا بين عادة نخر الأنف وزيادة خطر الإصابة بمرض الخرف، بما في ذلك مرض ألزهايمر. النتائج الأولية، التي أجريت على نماذج حيوانية، تشير إلى أن تلف الأنف قد يسهل وصول بعض البكتيريا إلى الدماغ، مما قد يؤدي إلى استجابات التهابية. هذه النتائج لا تزال مبكرة وتتطلب مزيدًا من البحث لتأكيدها لدى البشر.
أجريت الدراسة في جامعة غريفيث في أستراليا، ونشرت نتائجها مؤخرًا. ركزت الأبحاث على تأثير بكتيريا المتدثرة الرئوية، وهي مسببة شائعة للالتهاب الرئوي، على تطور الخرف. العلماء يحاولون فهم الطرق التي يمكن أن تدخل بها العوامل الممرضة إلى الدماغ وتساهم في الأمراض العصبية التنكسية.
نخر الأنف والخرف: ما الذي كشفت عنه الدراسة؟
وفقًا للباحثين، قد يوفر الأنف طريقًا مباشرًا للبكتيريا للوصول إلى الدماغ عبر العصب الشمي. أظهرت التجارب أن تلف الخلايا المبطنة للأنف، كما يحدث عند نخر الأنف المتكرر، يزيد من سهولة انتقال هذه البكتيريا. هذا الانتقال يمكن أن يحفز استجابة التهابية في الدماغ.
كيف يمكن للبكتيريا أن تصل إلى الدماغ؟
تشير الدراسة إلى أن بكتيريا المتدثرة الرئوية يمكن أن تنتقل من الأنف إلى الدماغ في غضون 24 إلى 72 ساعة. هذا الاكتشاف يعزز فكرة أن الأنف قد يكون بمثابة “بوابة” سريعة للعوامل الممرضة. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون زيادة في تراكم بروتين أميلويد بيتا في أدمغة الفئران المصابة، وهو بروتين مرتبط بمرض ألزهايمر.
على الرغم من أن هذه النتائج واعدة، إلا أن الباحثين يؤكدون على أنها لا تثبت بشكل قاطع أن نخر الأنف يسبب الخرف. ومع ذلك، فإنها تشير إلى وجود آلية بيولوجية محتملة تربط بينهما. من المهم ملاحظة أن 90% من الناس يمارسون نخر الأنف بشكل منتظم، مما يجعل فهم تأثيره أمرًا بالغ الأهمية.
تعتبر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي، مثل تلك التي تحدث بسبب نخر الأنف، شائعة. عادةً ما تكون هذه الالتهابات طفيفة وتزول من تلقاء نفسها. لكن الدراسة الحالية تثير تساؤلات حول ما إذا كان تلف الأنف المتكرر قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل عصبية طويلة الأجل.
يرى خبراء الأعصاب أن هذه النتائج “مخيفة” وتستدعي مزيدًا من التحقيق. إن سرعة انتقال البكتيريا إلى الدماغ، كما لوحظ في الدراسة، تثير القلق بشأن إمكانية حدوث تأثيرات مماثلة لدى البشر. الخرف هو تحدٍ صحي عالمي متزايد، وفهم عوامل الخطر المحتملة أمر ضروري لتطوير استراتيجيات الوقاية والعلاج.
تستهدف الأبحاث المستقبلية تحديد ما إذا كان تراكم بروتين الأميلويد بيتا استجابة التهابية قابلة للعكس بعد القضاء على العدوى. إذا كان الأمر كذلك، فقد يفتح ذلك آفاقًا جديدة لفهم أصول مرض ألزهايمر وتطوير علاجات تستهدف الاستجابة الالتهابية في الدماغ. الوقاية من الخرف تتطلب نهجًا متعدد الأوجه، يشمل عوامل نمط الحياة والصحة العامة.
بالإضافة إلى ذلك، يخطط الباحثون لإجراء دراسات مماثلة على البشر لتقييم ما إذا كانت الآلية التي تم تحديدها في الفئران تنطبق أيضًا على البشر. سيشمل ذلك تحليل عينات من الأنف والدماغ لدى الأفراد المصابين بالخرف، بالإضافة إلى دراسات قائمة على الملاحظة لتتبع العلاقة بين عادات الأنف وخطر الإصابة بالمرض. صحة الدماغ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة الجسم بشكل عام.
في الوقت الحالي، توصي الدراسة بتجنب نخر الأنف أو نتف شعره قدر الإمكان للحفاظ على سلامة النسيج الداخلي للأنف. قد يساعد الحفاظ على سلامة هذه الخلايا في تقليل خطر دخول البكتيريا إلى الدماغ. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن هذه توصية مبدئية تستند إلى نتائج أولية.
من المتوقع أن يتم نشر نتائج الدراسات البشرية في غضون السنوات القليلة المقبلة. حتى ذلك الحين، تظل العلاقة بين نخر الأنف والخرف غير مؤكدة. سيراقب الباحثون عن كثب أي أدلة جديدة تظهر، وسيقومون بتحديث توصياتهم بناءً على أحدث النتائج.





