د. رومان فانو في حديث خصّ به «الأنباء»: إقبال متزايد للمرضى الكويتيين على مصحات «بشتني» للعلاج بالطب الطبيعي

تعتبر مدينة بشتني بسلوفاكيا وجهةً بارزةً للسياحة العلاجية، خصوصاً في مجال علاج المفاصل والعظام. تجمع المصحات في بشتني بين الموارد الطبيعية الفريدة، مثل المياه الحرارية والكبريتية، والتقنيات الطبية الحديثة، لتقديم برامج علاجية شاملة وفعالة. وتسعى هذه المصحات باستمرار لتطوير خدماتها لتلبية احتياجات المرضى المتزايدة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الخليج العربي.
يرجع تاريخ العلاج في بشتني إلى أكثر من قرن من الزمان، وقد اكتسبت شهرة واسعة بفضل فعاليتها في علاج أمراض الجهاز الحركي. يزور المدينة سنويًا آلاف المرضى من الكويت ودول الخليج، بالإضافة إلى المرضى من أوروبا وأماكن أخرى. وتتميز بشتني بتقديم رعاية طبية متخصصة في بيئة هادئة ومريحة، مما يساهم في تسريع عملية الشفاء.
لماذا تكتسب بشتني أهمية في علاج المفاصل؟
تتميز بشتني بتركيبة فريدة من الموارد الطبيعية التي تعزز عملية العلاج. المياه الحرارية الغنية بالمعادن والكبريتيد الهيدروجين تعمل على تخفيف الألم وتقليل الالتهابات وتحسين الدورة الدموية في المفاصل. بالإضافة إلى ذلك، الطين الكبريتي الموجود في المنطقة يمتلك خصائص علاجية مماثلة، ويستخدم في العديد من العلاجات الجلدية والمفاصلية. هذا المزيج الطبيعي يعتبر أساساً للعديد من برامج العلاج التأهيلي.
وبالإضافة إلى هذه الموارد الطبيعية، تعتمد مصحات بشتني على أحدث التقنيات والأجهزة الطبية في مجال إعادة التأهيل. ويشمل ذلك أجهزة العلاج المائي، والتمارين الرياضية الموجهة، والعلاج بالحرارة، والعلاج الكهربائي. يتم تصميم كل برنامج علاجي خصيصًا لتلبية احتياجات كل مريض، بناءً على التشخيص ونتائج الفحوصات.
الحالات المستفيدة من العلاج في بشتني
تشمل الحالات التي تستفيد بشكل كبير من العلاج في بشتني ما يلي:
- الفصال العظمي (خشونة المفاصل)
- التهابات المفاصل الروماتويدية
- إصابات الغضاريف والأربطة
- مشاكل العمود الفقري (الديسك، الانزلاق الغضروفي)
- الحالات التي تتطلب إعادة تأهيل بعد العمليات الجراحية
وبالإضافة إلى هذه الحالات، يمكن للعلاج في بشتني أن يساعد في تخفيف آلام العضلات والعظام، وتحسين الحركة والمرونة، وتقليل الاعتماد على الأدوية المسكنة. هذا النهج الشامل يركز على معالجة الأسباب الجذرية للألم وليس فقط الأعراض.
دور البيئة المريحة والعوامل النفسية في العلاج
تؤمن مصحات بشتني بأهمية العوامل النفسية والبيئة المحيطة في عملية الشفاء. من خلال توفير بيئة هادئة ومريحة، تشجع المصحات المرضى على الاسترخاء والتخلص من التوتر، مما يعزز من فاعلية العلاج. بالإضافة إلى ذلك، تقدم المصحات مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية والثقافية التي تساعد المرضى على قضاء وقت ممتع والاستفادة من إقامتهم في بشتني.
هذه الأنشطة تساعد المرضى على الانخراط في مجتمع علاجي داعم، وتبادل الخبرات مع الآخرين الذين يعانون من مشاكل مماثلة. كما أن وجود فريق طبي متخصص ومتعاون يساهم في توفير الدعم العاطفي والنفسي للمرضى طوال فترة العلاج. البالنيولوجيا (علم العلاج بالمياه المعدنية) لا تعالج الجسد فحسب، بل تولي اهتماماً كبيراً للراحة النفسية للمريض.
مستقبل السياحة العلاجية في بشتني
تخطط مصحات بشتني لمواصلة تطوير خدماتها وزيادة قدرتها الاستيعابية لتلبية الطلب المتزايد على السياحة العلاجية. وتشمل هذه الخطط استثمار المزيد في الأبحاث والدراسات العلمية التي تثبت فعالية العلاجات المقدمة، بالإضافة إلى إدخال تقنيات طبية جديدة ومبتكرة. كما تسعى المصحات إلى تعزيز شراكاتها مع وكالات السفر والسياحة في منطقة الخليج العربي، لتسهيل وصول المرضى إلى بشتني وتوفير خدمات متميزة لهم.
في الوقت الحالي، تركز المصحات على تطوير برامج علاجية متخصصة للأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى برامج إعادة التأهيل الرياضي. من المتوقع أن تشهد بشتني زيادة في عدد الزوار من منطقة الخليج العربي في السنوات القادمة، وذلك بفضل جودة الخدمات العلاجية والبيئة المريحة والأسعار التنافسية. ويبقى التنسيق المستمر مع الجهات الصحية والسياحية في المنطقة أمراً بالغ الأهمية لضمان استمرار نجاح بشتني كوجهة رائدة في السياحة العلاجية.



