Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الإمارات

رؤية محمد بن راشد رسخت الإمارات ضمن الكبار في قطاع الفضاء عالمياً

أولت دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً بقطاع علوم وصناعات الفضاء، وذلك انطلاقاً من وعي القيادة الرشيدة بأهمية هذا القطاع الحيوي، والسعي لدعم الابتكارات العلمية والمشاريع التقنية لدفع عجلة التنمية، ولطالما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بدعم جهود الدولة في مجال الفضاء، بهدف إنشاء بنية تحتية متكاملة للتكنولوجيا والبحوث والصناعات المتعلقة بالفضاء، وانعكس ذلك من خلال إصدار سموه قانوناً بإنشاء «مركز محمد بن راشد للفضاء».

طموحات كبيرة

وتعكس توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، الطموحات الكبيرة نحو ترسيخ قطاع الفضاء وإيلائه أولوية قصوى بهدف استشراف مستقبله، حيث قال سموه: «مسيرتنا لاستكشاف الفضاء انطلقت للتو، وسنشهد المزيد من المهمات في المستقبل، وسنواصل الاستثمار في بناء علوم الفضاء والهندسة ورواد الفضاء والمركبات الفضائية.. إن عدداً كبيراً من النجوم في السماء تحمل أسماءً عربية، ويمكن للعرب الآن الحلم بالوصول إليها».

وتأسس مركز محمد بن راشد للفضاء منذ نحو 18 عاماً لتنطلق مسيرته لاستكشاف الفضاء في الإمارات في عام 2006، حيث بدأ تحت اسم مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة (إياست) بناءً على مرسوم حكومي.

وكان الهدف من تلك المبادرة الاستراتيجية إلهام الابتكار العلمي، وتعزيز التقدم التكنولوجي في الدولة، إلى جانب تعزيز التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي في دولة الإمارات وخارجها، فيما انطلق المركز بخمسة مهندسين أخذوا على عاتقهم الارتقاء بقدراتهم وتطوير معارفهم في مجال الفضاء، بالاعتماد على إرادتهم الصلبة وعزيمتهم القوية. وواصل المركز منذ ذلك الحين مسيرته ليكون الجهة المعنية باحتضان برنامج الإمارات الوطني للفضاء.

وتترجم الإنجازات التاريخية في مجال الفضاء، الطموحات الإماراتية الكبيرة لتصبح إحدى الدول الفاعلة في مجال الفضاء وعلومه، وذلك بفضل رؤية القيادة الحكيمة وعزيمة أبناء الإمارات، الذين اكتسبوا حب الإنجاز وتحدي المستحيل وتحقيق الطموحات من قيادتهم التي لا ترضى إلا بأعلى مستويات التميز.

وكان أحدث هذه الإنجازات، نجاح مهمة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي «طموح زايد2»، في محطة الفضاء الدولية، كأطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، والتي تكللت بعودته سالماً إلى أرض الوطن.

كما جسد المشروع التاريخي «مسبار الأمل» لاستكشاف كوكب المريخ، آمال وأحلام العالم العربي في مجال الفضاء، والذي طورته الكوادر الوطنية في مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الإمارات للفضاء، حيث تم إطلاقه في العام 2020 إلى المريخ ليصل في العام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

أقمار اصطناعية

وبدأ مركز محمد بن راشد للفضاء رحلته مع تصميم وتشغيل الأقمار الاصطناعية في العام 2006، بتطوير أول قمر اصطناعي لدولة الإمارات، حيث قام مهندسو المركز بتصميم وتصنيع أول قمرين اصطناعيين لرصد الأرض، دبي سات – 1 ودبي سات – 2، اللذين تم إطلاقهما في 2009 و2013 على التوالي، وقمرها الاصطناعي النانومتري الأول «نايف-1».

وفي إنجاز تاريخي متميز سطرته دولة الإمارات في أكتوبر من عام 2018، أطلق قمر «خليفة سات» عالي التقنية، ليكون بذلك أول قمر اصطناعي لأغراض الرصد يتم تطويره داخل الغرف النظيفة في مختبرات تقنيات الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، بينما شهد العام 2021 إطلاق القمر الاصطناعي النانومتري «دي إم سات – 1» الذي يُعد الثاني من نوعه في الإمارات، وهو أول قمر اصطناعي نانومتري بيئي لبلدية دبي بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء.

وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في العام 2020، عن مشروع القمر الاصطناعي الجديد «MBZ-SAT»، والذي سيصبح ثاني قمر اصطناعي إماراتي يتم تطويره من قبل فريق من المهندسين الإماراتيين، والمقرر إطلاقه خلال الفترة المقبلة، والذي يعد أكثر الأقمار الاصطناعية تقدماً في المنطقة في مجال صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة.

رواد فضاء

ومن بين المشاريع والمهام التي يتولاها المركز، «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، والذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي الذي يقدم التدريبات والخبرات والتأهيل اللازم للكوادر الإماراتية لتمثيل دولة الإمارات والعالم العربي في بعثات الفضاء المستقبلية، وإجراء تجارب علمية تدعم مسيرة استكشاف الفضاء عالمياً، كما يهدف البرنامج إلى تطوير فريق وطني من رواد الفضاء لتحقيق تطلعات الدولة في الاستكشافات العلمية. واختير كل من رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي في عام 2018، من بين الدفعة الأولى من برنامج الإمارات لرواد الفضاء.

بينما ضمت الدفعة الثانية نورة المطروشي، أول رائدة فضاء إماراتية، ومحمد الملا، وفي شهر سبتمبر من العام 2019، أرسلت الإمارات هزاع المنصوري رائدها الأول لمحطة الفضاء الدولية ليخط اسمه في التاريخ كأول عربي يزور المختبر المداري، وفي سبتمبر 2023، عاد رائد الفضاء سلطان النيادي بنجاح إلى الأرض، عقب إنجازه أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، والتي امتدت لـ6 أشهر.

أعلنت دولة الإمارات في عام 2014، عن البعثة المريخية الإماراتية المعروفة باسم بعثة «مسبار الأمل»، وهو مشروع سعى إلى إرسال أول بعثة عربية للكوكب الأحمر، وقد تحقق الحلم في فبراير من العام 2021 حينما تمكن مسبار الأمل من دخول الغلاف المحيط بكوكب المريخ، وانطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات الداعمة لتعزيز المعرفة والاستكشاف في مجال الفضاء، يقود مركز محمد بن راشد للفضاء برنامج المريخ 2117.

ويهدف المشروع إلى بناء أول مستعمرة بشرية على سطح المريخ للمئة سنة المقبلة، وهي أكبر مدينة فضائية يتم بناؤها على الأرض ونموذج عملي صالح للتطبيق على كوكب المريخ، بهدف محاكاة الظروف الفضائية على الأرض.

وقد تمت المهمة الأولى من برنامج SIRIUS-21 بنجاح على يد أحد أعضاء الطاقم الإماراتي، صالح العامري، في يوليو 2022 بعد استمرارها على مدار ثمانية أشهر لدراسة الآثار التي تحدثها العزلة على الصحة النفسية والفيزيولوجية للبشر.

وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في أبريل 2023، عن المهمة الجديدة لمركز محمد بن راشد للفضاء لاستكشاف القمر تحت اسم «راشد2»، حيث أكد سموه أن الإمارات ماضية في مسيرتها الريادية في مجال صناعة واستكشاف الفضاء، وقال سموه: «تم إنجاز المحاولة الأولى للوصول إلى القمر.. ومستمرون في إنجاز محاولات جديدة بإذن الله حتى نصل».

اقتصاد الفضاء

أدى تصنيع أجزاء الأقمار الاصطناعية وتطوير الخبرات المحلية في هذا المجال إلى زيادة فرص العمل والإسهام في نمو الاقتصاد الإماراتي. فتطوير القمر الاصطناعي «MBZ-SAT» على سبيل المثال كان ركيزة أساسية لدعم عملية التوسعة في صناعة الفضاء المحلية، فقد صنعت البنية الميكانيكية بنسبة 90 % والوحدات الإلكترونية بنسبة 50 % في الإمارات.

وأصبحت دولة الإمارات في وقت قياسي عضواً بارزاً في المشهد التجاري العالمي للخدمات الفضائية، ما مكنها من تقديم خدمات متنوعة للبلدان الأخرى حول العالم، بما فيها خدمات القنوات الأرضية التي تشمل تعقب الأقمار الاصطناعية والقياس عن بُعد وقيادة العمليات، وأحدث ما ورد من خدمات ومنتجات في مجال العلوم الجيولوجية والاستشعار عن بُعد.

ويعمل مركز محمد بن راشد للفضاء كذلك على تقديم حلول متكاملة لمراقبة الأرض من خلال أسطول أقمارها الاصطناعية، وهذه الخدمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، تدعم إدارة المشاريع والتخطيط الثلاثي الأبعاد ورصد وتحليل الظروف البيئية وإدارة الكوارث وغيرها الكثير.

ويوظف المركز أحدث تقنياته في البحث وحل المشكلات في مختلف المجالات، وتقديم المعلومات حول خصائص المناطق الحضرية وتغيراتها مع مرور الزمن، وقد تعاون المركز مع بلدية العين من أجل تطوير تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمسح المناطق الزراعية ورصد أشجار النخيل، واستطاع المركز رصد 45.000 نخلة في غضون أقل من أسبوع بدقة 98.7 %.

ومن خلال الاستفادة من الصور عالية الدقة التي يستقبلها المركز من أقماره الاصطناعية، فإنه يدعم إدارة أسطح المياه واليابسة وإدارة الأنظمة البيئية المائية والتنوع البيولوجي، كما سخر التقنيات الفضائية على مدار السنوات الماضية لتخفيف تداعيات الكوارث الطبيعية والبشرية، ويقدم المركز كذلك خدمات تجارية أخرى كإعداد برامج تعليمية وتدريبية لتهيئة البلدان والمؤسسات الأخرى لتطوير كفاءاتها في مجال الفضاء.

وتتواصل إسهامات المركز بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، في تحقيق رؤية وطموحات دولة الإمارات للعبور إلى آفاق جديدة خلال العقد المقبل في مجال صناعات الفضاء، مع الاهتمام بتوطين تكنولوجيا الفضاء ونقل المعارف والخبرات وإعداد الكادر الإماراتي القادر على تحقيق إنجازات جديدة، تضاف إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولة في مجال اكتشاف الفضاء.

الإنجازات التاريخية في مجال الفضاء تترجم الطموحات الكبيرة للدولة

أبناء الإمارات اكتسبوا تحدي المستحيل من القيادة التي لا ترضى إلا بأعلى مستويات التميز

«مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ جسّد آمال وأحلام العالم العربي في مجال الفضاء

قمر «خليفة سات» عالي التقنية إنجاز تاريخي متميز سطرته الإمارات في 2018

«برنامج رواد الفضاء» يستهدف تأهيل الكوادر الإماراتية لتمثيل الدولة والعالم العربي في بعثات الفضاء

هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي في محطة الفضاء الدولية وأول عربي يزور المختبر المداري

سلطان النيادي نجح في خوض أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب

مركز محمد بن راشد للفضاء يعمل على تقديم حلول متكاملة لمراقبة الأرض من خلال الأقمار الاصطناعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى