رئيس «المحاسبة»: اجتماعات «الأرابوساي» تعزز دور الأجهزة الرقابية في حماية المال العام

تضافر الجهود بين الأجهزة الرقابية العربية يمثل خطوة حاسمة نحو تطوير منظومة الرقابة المالية والمحاسبة في المنطقة. أكد رئيس ديوان المحاسبة الكويتي، عصام الرومي، على أهمية الاجتماعات الدورية للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الأرابوساي) في تحقيق انتقال نوعي في أعمال التحول من الأداء الرقابي التقليدي إلى أداء مهني موجه، وتعزيز دور هذه الأجهزة في حماية المال العام. جاءت تصريحات الرومي في ختام مشاركته باجتماعات الأرابوساي التي عقدت في جدة بالمملكة العربية السعودية.
تعد الأرابوساي، التي تأسست عام 1976، إطارًا تعاونيًا يضم جميع الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، وتهدف إلى تعزيز العمل المشترك بين الأجهزة الرقابية ودعمها في أداء مهامها المتعلقة بالشفافية والمساءلة. تأتي هذه الاجتماعات في سياق التحديات المتزايدة التي تواجهها الدول العربية في مجال الحفاظ على الموارد العامة ومكافحة الفساد.
أهمية التعاون في تطوير الأداء الرقابي
أشار رئيس ديوان المحاسبة إلى أن جدول أعمال الاجتماعات ركز على عدة محاور رئيسية، بما في ذلك بناء وتنمية القدرات المؤسسية، وتطوير الكوادر البشرية المتخصصة في مجالات التدقيق والرقابة. كما تم خلال الاجتماعات مناقشة تقارير اللجان المختلفة واعتماد قرارات تهدف إلى دعم وتعزيز العمل الرقابي في المنطقة.
وأضاف الرومي أن هذه اللقاءات توفر فرصة قيمة لتبادل الخبرات والتجارب بين الأجهزة الأعضاء، مما يتيح الاستفادة من أفضل الممارسات في مجال الرقابة المالية. هذا التبادل المعرفي يساعد على مواكبة أحدث التطورات في هذا المجال، ويساهم في رفع كفاءة وفاعلية التقارير الرقابية.
تطوير القدرات المؤسسية والمهنية
وشارك ديوان المحاسبة الكويتي بورقة عمل بعنوان “الارتقاء بتنمية قدرات مدققي الأجهزة الرقابية وفق معيار الأنتوساي ISSA 150 ومعايير التعليم الدولية IAES”، والتي قدمها الدكتور سعود الزمانان، الوكيل المساعد لقطاع الشؤون المالية والإدارية والقانونية والرقابة المسبقة بالإنابة. تهدف هذه الورقة إلى تسليط الضوء على أهمية تطوير مهارات المدققين وفقًا للمعايير الدولية، لضمان جودة وأداء عمليات التدقيق.
بالإضافة إلى ذلك، تم تكريم عدد من كوادر ديوان المحاسبة الكويتي، حيث اجتاز المدقق عبدالله المزرم برنامج زمالة المراجع العربي المعتمد. كما فاز كل من الدكتور عبدالرحمن المخيزيم وفاطمة علي بجائزة في مسابقة البحث العلمي التي نظمتها الأرابوساي، مما يعكس التميز الذي تحظى به الكوادر الكويتية في مجال الرقابة المالية.
دور ديوان المحاسبة الكويتي في منظومة الرقابة العربية
أكد الرومي أن ديوان المحاسبة الكويتي يلعب دورًا محوريًا في تعزيز منظومة الرقابة العربية، ويعتبر شريكًا أساسيًا في دعم مبادرات الأرابوساي. وقد اكتسب الديوان سمعة طيبة كمرجعية رقابية عالية الكفاءة على مستوى المنطقة، بفضل خبراته المتراكمة والتزامه بأعلى معايير الجودة والشفافية.
وتشمل مجالات التعاون الرئيسية بين ديوان المحاسبة الكويتي والأرابوساي تبادل المعلومات والخبرات، وتنظيم الدورات التدريبية وورش العمل، والمشاركة في اللجان الفنية المتخصصة. يهدف هذا التعاون إلى تطوير القدرات الرقابية في الدول العربية، وتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الموارد العامة.
وتعد مواضيع مثل الرقابة على الأداء و التحول الرقمي في الرقابة من بين المجالات التي تحظى باهتمام متزايد من قبل الأرابوساي والأجهزة الأعضاء.
في ختام الاجتماعات، أعرب الرومي عن تطلعه إلى تحقيق تكامل أكبر في العمل الرقابي العربي، وتعزيز التعاون المؤسسي، وتوسيع آفاق الشراكات مع الأجهزة النظيرة. كما أكد على أهمية بناء بيئة رقابية تدعم تبادل المعرفة وتطوير الكوادر الوطنية، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
من المتوقع أن تستمر الأرابوساي في تنظيم اجتماعات وفعاليات تهدف إلى تعزيز التعاون بين الأجهزة الرقابية العربية. وستركز الجهود المستقبلية على تطوير معايير الرقابة المالية، وتبني أفضل الممارسات الدولية، ومواجهة التحديات الجديدة التي تواجه المنطقة في مجال الحفاظ على الموارد العامة ومكافحة الفساد. سيتم متابعة تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عن الاجتماعات الأخيرة، وتقييم مدى فعاليتها في تحقيق الأهداف المنشودة.




