نهج الشكوى الدائمة
من الطبيعي أن نتعرض للضغط النفسي والشعور بالحزن والإحباط في حياتنا اليومية، ولكن التعود على الشكوى وتصدير سلبيات الحياة واتباع نهج الشكوى الدائمة إنما هو نوع من الموت البطيء والظلم لنفسك ولأسرتك والإحباط لعائلتك، والإغراق في بحر من المشاعر السلبية، وربما يدفع الآخرين حتى يكونوا بعيدين عنا.
وفي حال استمرار هذا النمط من التفكير والتعود عليه علينا رؤية الإيجابيات، وقد تتفاقم الشكوى وتصبح معطلة للحياة.
أكاد أجزم بأننا يومياً نسمع التذمر والشكوى ممن نصادفهم في حياتنا اليومية، لست ضد الشكوى ولا التذمر ولكن نلاحظ انتشارها حتى باتت ممارسة بديهية وعادية، ولا يمكن أن يكون أي منا لم يلاحظها، ويكفي جلسة بسيطة مع الأهل أو الأصدقاء لتسمع وتجد من بينهم من يشكو أو يتذمر من أي موقف مر به، من صديق أو مدير وستجد ذلك ممارسة في مقر عملك.
وحياتك فلا يمكن أن ينتهي يوم من دون أن تشعر بذلك التذمر والروتين، وللأسف الكثيرون منا لا ينظرون لما في أيديهم، وإنما نظرهم موجه لما في أيدي الآخرين، هم لا يستشعرون النعمة التي يملكونها ولا يحسون بقيمة ما في أيديهم، ولذا يطلبون المزيد.
وإذا لم يتحقق لهم، بدؤوا بالتذمر والشكوى وربما اتباع منهج في الحياة هو الملل والإكثار من الشكوى المستمرة والدائمة.. الذي يتضح أن هؤلاء غير قنوعين، غير راضين ولكنهم بدلاً من العمل وتطوير أنفسهم، يتوجهون للفعل الأسهل وهو الشكوى والتذمر.
ولذلك تجد الكثير من الناس قد اعتادوا الشكوى من العمل وحياتهم العادية من دون أن يفعلوا أي شيء حتى يستطيعوا أن يغيروا النتيجة وأشخاص آخرون يشتكون من حالتهم المادية ولكن لا يغيرون أساليبهم ولا طرائقهم ولا يحاولون أن يتعلموا أي شيء جديد يساعدهم على تحسين مهاراتهم حتى يحصلوا على نتائج مختلفة ومتنوعة وجديدة هناك حكمة صينية تقول:
(لو فعلت الشيء نفسه سوف تحصل على نتيجة ولن يحدث تغيير حتى تغير السبب الأساسي) من الغريب أن تجد شخصاً يعاني مشكلات نفسية يضع كل مشكلاته وتركيزه على العالم الخارجي حتى يخرج من حالته ولكنه مع ذلك يستمر في العيش بالطريقة نفسها ولا يخرج من دوامة المشكلات ولا التفكير المستمر ولا إيجاد حل لمشكلاته ويلقي اللوم على الآخرين.
هذه الفئة من الناس، تحتاج إلى إرشاد وتوجيه، وأن يستشعروا النعمة التي بين أيديهم ويوجهوا الشكر لله، هذه الفئة تحتاج إلى أن تغير تفكيرها نحو ما تملكه، ويتم إرشادهم إلى كيفية تحقيق رغباتهم.
وأنه لا سبيل للتفوق والتميز، بالتذمر والشكوى، والحديث عن فلان وعلان.. إنما بالقناعة والعمل والرضا، انظر لحولك وحاول قدر الإمكان اتباع نهج الرضا والقبول واستشعار النعم والابتعاد عن الأشخاص السلبيين يقول كاتب التنمية البشرية: (ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك بأنك باستطاعتك أن تصبح واحداً منهم).