Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

سفارات مهجورة في واشنطن تروي قصصا

شهد حي السفارات في واشنطن تحولات ملحوظة في السنوات الأخيرة، مع إغلاق العديد من المقار الدبلوماسية بسبب التوترات الجيوسياسية. وتكشف جولة في المنطقة عن مبانٍ مهجورة، وأعلام لم تعد ترفرف، وحالة من الركود تعكس حالة العلاقات الدولية المتغيرة. هذا التغيير يثير تساؤلات حول مستقبل الدبلوماسية في العاصمة الأمريكية، وتأثير ذلك على تمثيل الدول ومصالحها.

في سبتمبر/أيلول الماضي، أُزيلت النباتات الكثيفة التي غطت مبنى السفارة السورية المهجور، وتم رفع العلم السوري مجددًا. يأتي هذا الإجراء بعد إعلان إدارة الرئيس ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن إمكانية إعادة فتح السفارة، إثر زيارة قام بها الرئيس السوري أحمد الشرع للبيت الأبيض. هذا الحدث يمثل نقطة تحول محتملة، ولكنه يطرح أيضًا أسئلة حول التحديات التي تواجه إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من الصراع.

جيران غاضبون وتأثير إغلاق السفارات

لا يقتصر تأثير إغلاق السفارات على الجانب الدبلوماسي فحسب، بل يمتد ليشمل الجيران والمجتمع المحلي. فالسفارة السورية، على سبيل المثال، كانت في حالة إهمال شديدة لسنوات، مما أثار استياء السكان القريبين. ووفقًا للدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي، قد يستغرق إعادة تأهيل المبنى سنوات بسبب حالته السيئة.

بالقرب من السفارة السورية، تقع سفارة أفغانستان، التي أُغلقت بعد استيلاء طالبان على السلطة في عام 2021. تصف ترينا طومسون، عاملة البريد التي تعمل في الحي منذ 25 عامًا، كيف تحولت السفارة من مكان حيوي إلى مبنى مهجور. وقد سُلّمت مفاتيح السفارة إلى الحكومة الأمريكية في مارس/آذار 2022، بعد أن وجد الدبلوماسيون الأفغان أنفسهم يمثلون حكومة لم تعد موجودة.

إضافة إلى ذلك، هناك العديد من السفارات الأخرى التي أُغلقت أو أصبحت غير نشطة، مثل السفارة الفنزويلية والسفارة الإيرانية. تُظهر هذه المباني المهجورة حالة من عدم اليقين والتوتر في العلاقات الدولية.

صيانة الممتلكات الدبلوماسية والتحديات القانونية

تتحمل وزارة الخارجية الأمريكية مسؤولية صيانة السفارات الأجنبية في الولايات المتحدة، حتى في حالة قطع العلاقات الدبلوماسية. ويستند هذا الالتزام إلى اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، التي تُلزم الدول بحماية مقر البعثات الدبلوماسية. ومع ذلك، تواجه الخارجية الأمريكية تحديات كبيرة في صيانة هذه المباني، خاصةً تلك التي تعود إلى دول معادية.

تعتبر روسيا وإيران والصين من بين الدول التي لديها مبانٍ دبلوماسية مهجورة في واشنطن. وقد أُغلقت بعض هذه المباني ردًا على إجراءات اتخذتها هذه الدول ضد الولايات المتحدة. وتتهم السفارة الروسية في واشنطن الخارجية الأمريكية بمنع الدبلوماسيين الروس من الوصول إلى هذه المباني، وتعتبر ذلك “سرقة” وخرقًا لاتفاقية فيينا.

تتفاقم هذه المشكلة بسبب القيود المفروضة على الوصول إلى بعض هذه المباني، مما يجعل من الصعب تقييم حالتها وإجراء الإصلاحات اللازمة. وتشير التقارير إلى أن الخارجية الأمريكية مسؤولة عن صيانة 29 مبنى من هذا النوع، مما يمثل عبئًا كبيرًا على ميزانيتها ومواردها.

مستقبل التمثيل الدبلوماسي في واشنطن

تُظهر حالة السفارات المهجورة في واشنطن انعكاسًا للتحولات الجيوسياسية والتحديات التي تواجه الدبلوماسية الحديثة. فإغلاق السفارات وتقليص التمثيل الدبلوماسي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات وسوء الفهم بين الدول.

ومع ذلك، فإن إعادة فتح السفارة السورية قد تمثل بداية لعملية إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وسوريا. لكن هذا يتطلب جهودًا كبيرة من كلا الجانبين، بالإضافة إلى حل القضايا العالقة مثل الأزمة الإنسانية والوضع السياسي في سوريا.

من المتوقع أن تستمر الخارجية الأمريكية في صيانة المباني الدبلوماسية المهجورة، وفقًا لالتزاماتها بموجب اتفاقية فيينا. ولكن مستقبل هذه المباني يعتمد على التطورات السياسية والعلاقات بين الولايات المتحدة والدول المعنية. يجب مراقبة أي تغييرات في السياسة الخارجية الأمريكية أو العلاقات الثنائية مع هذه الدول لتقييم تأثير ذلك على حالة المباني الدبلوماسية في واشنطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى