Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الكويت

سفيرة سيراليون: المرأة الأفريقية قوة صانعة للتاريخ

أطلقت مجموعة من الديبلوماسيات الأفريقيات جمعية خاصة بهن في الكويت، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والاجتماعي بين أفريقيا ودولة الكويت، بالإضافة إلى دعم دور المرأة في مجال الدبلوماسية. يأتي هذا الإطلاق في وقت تشهد فيه العلاقات الكويتية الأفريقية تطوراً ملحوظاً، مع التركيز على قضايا تمكين المرأة ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي. وتعتبر هذه المبادرة بمثابة دفعة قوية لـالدبلوماسية الأفريقية في الكويت.

جرت مراسم الإطلاق بحضور تهاني الناصر، مساعدة وزير الخارجية الكويتي للشؤون القانونية، والسفيرة حاجا ايشاتا طوموس، سفيرة سيراليون لدى الكويت، بالإضافة إلى عدد من الديبلوماسيات وأفراد السلك الدبلوماسي. وقد أكدت الناصر على أهمية هذه الخطوة في إطار تعزيز العمل الدبلوماسي المشترك ودعم مسارات السلام والتنمية في القارة الأفريقية.

تعزيز العلاقات الكويتية الأفريقية من خلال الدبلوماسية الأفريقية

تعتبر هذه الجمعية الجديدة بمثابة إضافة نوعية للجهود الدبلوماسية المبذولة بين الكويت والدول الأفريقية. ومن المتوقع أن تلعب الجمعية دوراً محورياً في توثيق الروابط الثقافية والاقتصادية والسياسية القائمة، وأن تساهم في فتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات. وتأتي هذه المبادرة في سياق تاريخ طويل من العلاقات المتميزة بين الطرفين، والتي تعود إلى أكثر من ستين عاماً.

أهداف الجمعية ورؤيتها

تهدف جمعية السيدات الديبلوماسيات الأفريقيات في الكويت إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، من بينها تعزيز التواصل والتنسيق بين الديبلوماسيات الأفريقيات العاملات في الكويت، وتوثيق العلاقات مع الجانب الكويتي على جميع المستويات. بالإضافة إلى ذلك، تولي الجمعية اهتماماً خاصاً بتمكين المرأة الأفريقية ودعم رؤية الاتحاد الأفريقي لعام 2063، والتي تركز على تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في القارة.

كما تسعى الجمعية إلى أن تكون الذراع النسائية للدبلوماسية الأفريقية، من خلال تنظيم الفعاليات والمؤتمرات وورش العمل التي تساهم في إبراز دور المرأة في بناء السلام والتنمية، وتعزيز المساواة بين الجنسين. وأشارت سفيرة سيراليون إلى أن الجمعية ستعمل على تفعيل بروتوكول مابوتو لحماية حقوق المرأة، والذي يعتبر إطاراً قانونياً هاماً لضمان حقوقهن وحمايتهن.

من جهتها، أشادت حرم السفير المصري د.رشا أبو العينين، بأهمية هذه المبادرة في إبراز الوجه الحقيقي لأفريقيا، كقارة غنية بالحضارة والتاريخ والثقافة المتنوعة. وأكدت أن الاحتفال يمثل إعلاناً متجدداً عن الهوية الأفريقية وقدرة القارة على استئناف مسيرة النهضة والازدهار.

وشددت أبو العينين على الدور المحوري الذي تلعبه المرأة الديبلوماسية في بناء جسور التواصل الثقافي والإنساني وتعزيز التعاون بين الشعوب، معربة عن تقديرها للجهود التي تبذلها الكويت في دعم قضايا المرأة وتمكينها. وأشارت إلى الدور التاريخي للعلاقات الكويتية الأفريقية، والتي رسختها عقود من التعاون والدعم الإنساني، بما في ذلك مساهمات الصندوق الكويتي للتنمية في مختلف القطاعات الحيوية.

تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع حملة “16 يوما لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي”، مما يعكس التزام الجمعية بالعمل على حماية حقوق المرأة ومكافحة جميع أشكال العنف والتمييز ضدها. وتم التأكيد على أن المرأة الأفريقية ليست مجرد ضحية، بل هي صانعة للتاريخ وقوة دافعة للتغيير الإيجابي في مجتمعاتها.

هذا التأسيس يعزز أيضاً من مكانة المرأة في العمل الدبلوماسي، ويعكس الاعتراف المتزايد بأهمية مشاركة المرأة في صنع القرار وتحقيق السلام والأمن في العالم. ويهدف إلى تقديم نموذج يحتذى به في مجال العمل الدبلوماسي، من خلال إبراز قدرات ومهارات الدبلوماسيات الأفريقيات، وتمكينه من لعب دور فعال في مختلف المحافل الدولية.

تعد هذه المبادرة جزءاً من جهود أوسع لتعزيز التعاون الجنوبي الجنوبي، وتبادل الخبرات والمعرفة بين الدول الأفريقية والكويت. وتشمل مجالات التعاون المحتملة قضايا مثل التعليم والصحة والطاقة والبنية التحتية، بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمشاركة السياسية. وتعتبر هذه الشراكات ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة في أفريقيا.

في الختام، من المتوقع أن تعقد جمعية السيدات الديبلوماسيات الأفريقيات في الكويت اجتماعاً قريباً لوضع خطة عمل تفصيلية لتنفيذ أهدافها ورؤيتها. وستركز الخطة على تنظيم الفعاليات والمبادرات التي تساهم في تعزيز العلاقات الأفريقية الكويتية، ودعم قضايا تمكين المرأة، ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي. وتشمل الخطط المحتملة أيضًا إطلاق مبادرات مشتركة مع المؤسسات الكويتية لتعزيز التبادل الثقافي والتعليمي، بالإضافة إلى استكشاف فرص جديدة للاستثمار والتعاون الاقتصادي. يبقى التحدي في تحويل هذه الأهداف الطموحة إلى واقع ملموس، وهو ما يتطلب تضافر الجهود وتنسيق العمل بين جميع الأطراف المعنية، بالإضافة إلى توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى