Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

مركز الملك سلمان للإغاثة ينفذ المشروع الطبي التطوعي لجراحة القلب والقسطرة في موريتانيا

أنهى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بنجاح مشروعًا طبيًا تطوعيًا متخصصًا في جراحة القلب والقسطرة في نواكشوط، موريتانيا، في الفترة من 5 إلى 12 ديسمبر 2025. استهدف المشروع تقديم الرعاية الصحية المتقدمة لسكان محليين يعانون من أمراض القلب، حيث أجرى الفريق الطبي التطوعي 20 عملية قلب مفتوح و46 قسطرة قلبية، بالإضافة إلى 90 فحصًا بالأشعة فوق الصوتية. هذا المشروع يمثل جزءًا من جهود المملكة العربية السعودية المستمرة في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية حول العالم، مع التركيز على تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية المتخصصة، وخاصةً جراحة القلب.

المبادرة، التي استمرت أسبوعًا، تهدف إلى تخفيف معاناة المرضى الموريتانيين الذين لا يستطيعون الحصول على علاج مماثل داخل بلادهم. وقد تم اختيار المرضى بناءً على تقييمات طبية دقيقة لضمان وصول المساعدة إلى الأكثر احتياجًا. تأتي هذه الحملة في سياق الشراكة الوثيقة بين المملكة وموريتانيا في مجالات التنمية والتعاون الإنساني.

أهمية مشروع جراحة القلب في نواكشوط

تعتبر أمراض القلب من الأسباب الرئيسية للوفاة عالميًا، بما في ذلك في موريتانيا. الوصول إلى جراحة القلب المتخصصة غالبًا ما يكون محدودًا في البلدان النامية بسبب نقص الموارد والبنية التحتية الطبية المتطورة. لذلك، فإن هذه المبادرة السعودية لها تأثير كبير على حياة المرضى وعائلاتهم.

نطاق التدخل الطبي

لم يقتصر المشروع على إجراء العمليات الجراحية والقسطرة فحسب، بل شمل أيضًا توفير فحوصات ما قبل وبعد العملية، بالإضافة إلى الرعاية اللاحقة للمرضى. هذا النهج الشامل يضمن أفضل النتائج الممكنة للمرضى ويساهم في تعزيز نظام الرعاية الصحية المحلي. وفقًا لتقارير المركز، تم التركيز بشكل خاص على الحالات الحرجة التي تتطلب تدخلًا جراحيًا عاجلاً.

بالإضافة إلى ذلك، يهدف المشروع إلى نقل الخبرات والمعرفة إلى الأطباء والممرضين الموريتانيين من خلال العمل جنبًا إلى جنب مع الفريق الطبي السعودي. هذا التعاون يعزز القدرات المحلية ويساهم في بناء نظام رعاية صحية أكثر استدامة في موريتانيا. وتشير البيانات الأولية إلى أن الفريق الطبي السعودي قد قدم تدريبًا عمليًا لعدد كبير من الكوادر الطبية المحلية.

تعتبر هذه المبادرة امتدادًا لجهود مركز الملك سلمان للإغاثة في قطاع الصحة، والذي يشمل تقديم الأدوية والمستلزمات الطبية، ودعم المستشفيات والمراكز الصحية، وإجراء العمليات الجراحية المتخصصة في مختلف أنحاء العالم. وقد نفذ المركز العديد من المشاريع المماثلة في دول أخرى تعاني من نقص في الخدمات الصحية. المساعدات الطبية المقدمة من المركز تساهم بشكل كبير في تحسين المؤشرات الصحية في البلدان المستهدفة.

ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجه نظام الرعاية الصحية في موريتانيا لا تزال كبيرة. وتشمل هذه التحديات نقص التمويل، وعدم كفاية البنية التحتية، ونقص الكوادر الطبية المدربة. لذلك، هناك حاجة إلى استمرار الدعم والمساعدة من قبل المنظمات الدولية والمؤسسات الإنسانية، بما في ذلك مركز الملك سلمان للإغاثة.

تأتي هذه الحملة في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية الموريتانية تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات. وتحرص المملكة على تعزيز التعاون مع موريتانيا في المجالات التنموية والإنسانية، وذلك انطلاقًا من رؤيتها 2030 التي تولي أهمية كبيرة للمسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة. التعاون الإنساني بين البلدين يعكس عمق العلاقات الثنائية والحرص المتبادل على رفاهية الشعبين.

من الجدير بالذكر أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قد أنشئ في عام 2015، وهو الذراع الإنساني للمملكة العربية السعودية. وقد قدم المركز منذ إنشائه مساعدات إنسانية وإغاثية بقيمة مليارات الدولارات لمختلف الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والصراعات المسلحة والأزمات الإنسانية. وتشمل هذه المساعدات توفير الغذاء والإيواء والمياه النظيفة والرعاية الصحية والتعليم.

في المستقبل القريب، من المتوقع أن يعلن مركز الملك سلمان للإغاثة عن تقييم شامل لنتائج المشروع وتأثيره على حياة المرضى الموريتانيين. كما من المحتمل أن يتم النظر في إمكانية تكرار المشروع في المستقبل، أو توسيع نطاقه ليشمل خدمات طبية أخرى. يبقى من المهم مراقبة التطورات في قطاع الصحة في موريتانيا وتقييم الاحتياجات المتزايدة للمرضى، وذلك لضمان تقديم المساعدة الإنسانية والإغاثية بشكل فعال ومستدام.

بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يستمر المركز في تعزيز التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين في موريتانيا، وذلك لتبادل الخبرات والمعرفة، وتنسيق الجهود، وتحقيق أقصى قدر من التأثير الإيجابي. الرعاية الصحية هي أحد أهم أولويات المركز، وسوف يستمر في تقديم الدعم والمساعدة للمرضى المحتاجين في جميع أنحاء العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى