اندلع حريق كبير في مدينة الفيصل الإعلامية بريف دمشق، مستهدفًا موقع تصوير مسلسل “النويلاتي”. وقد أدى الحريق إلى أضرار مادية جسيمة في الديكورات والمعدات، لكن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة عليه بسرعة دون وقوع إصابات بشرية. وتتجه التحقيقات نحو فرضية أن الحريق كان متعمدًا، مما يثير تساؤلات حول استهداف الإنتاج الدرامي في سوريا.
أعلنت شركة “غولدن لاين” المنتجة للمسلسل عن سلامة طاقم العمل، معربة في الوقت ذاته عن اعتقادها بأن الحريق لم يكن حادثًا عارضًا. وأشارت الشركة إلى وجود دلائل تشير إلى عملية إشعال متعمدة، لكنها تحفظت على تفاصيل هذه الدلائل لحين انتهاء التحقيقات الرسمية.
الأضرار والخسائر الناجمة عن حريق موقع تصوير “النويلاتي”
وتشير التقديرات الأولية إلى أن الأضرار المادية قد تصل إلى مليون ونصف مليون دولار أمريكي. وقد أتت النيران على الديكورات التي تم بناؤها خصيصًا للمسلسل، والتي تضمنت أزقة دمشقية تقليدية وبيوتًا دمشقية قديمة ومبانٍ أخرى. بالإضافة إلى ذلك، تضرر عدد كبير من المعدات التقنية والفنية المستخدمة في الإنتاج.
وبحسب شركة “غولدن لاين”، فإن فقدان هذه الديكورات والمعدات سيمثل تحديًا كبيرًا لاستكمال تصوير المسلسل. ومع ذلك، أكدت الشركة أنها ستعمل جاهدة على إعادة بناء الموقع واستئناف التصوير في أقرب وقت ممكن. كما أعربت عن ثقتها في أن الجهات المختصة ستحقق في الحادث وتكشف عن هوية المسؤولين عنه.
التحقيقات الأولية وتفسيرات شركة الإنتاج
تركيز التحقيقات يتجه حاليًا نحو تحديد دوافع الحريق والجهات التي قد تكون متورطة فيه. وتستمع الشرطة إلى شهادات شهود العيان وتجمع الأدلة المتاحة. لم تصدر أي بيانات رسمية من السلطات السورية حول سير التحقيقات حتى الآن.
وصفت شركة “غولدن لاين” استهداف موقع التصوير بأنه “إضرار مباشر بالمقدرات الفنية والاقتصادية” لسوريا. وأكدت أن هذا الحادث يمثل محاولة لتشويه صورة الدراما السورية وتقويض جهود الإنتاج الفني. وتطالب الشركة بتقديم الجناة إلى العدالة وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
مسلسل “النويلاتي” يشارك فيه نخبة من الممثلين السوريين، من بينهم سامر المصري، رفادي صبيح، محمد حداد، فايز قزق، ونادين تحسين بيك. العمل من تأليف عثمان حجي، وإخراج يزن شربتجي، وتشرف عليه فنياً المخرجة رشا شربتجي، و يندرج تحت تصنيف الدراما السورية و الفانتازيا التاريخية.
تدور أحداث المسلسل في دمشق القديمة، ويسلط الضوء على مهن النسيج وتربية دودة القز، بالإضافة إلى قضايا النفوذ والصراع بين العائلات المتنفذة في تلك الحقبة. العمل يهدف إلى تقديم صورة فنية وثقافية تعكس تاريخ سوريا وتراثها الغني.
الجدير بالذكر أن هذا الحريق يأتي في ظل تزايد المخاوف بشأن استهداف البنية التحتية السورية، بما في ذلك المواقع الثقافية والفنية. وتطالب العديد من الجهات بتعزيز الحماية لهذه المواقع وضمان سلامتها. الإنتاج التلفزيوني في سوريا يواجه تحديات كبيرة بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وهو ما يجعل استهداف مواقع التصوير أكثر خطورة.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في الحريق خلال الأيام القادمة، وأن يتم الإعلان عن نتائجها في وقت لاحق. وينتظر المهتمون بالدراما السورية لمعرفة ما إذا كانت السلطات ستتمكن من كشف هوية المسؤولين عن هذا الحادث، وما إذا كانت ستتخذ إجراءات للحد من تكراره. في الوقت الحالي، من غير الواضح حتى متى سيتم استئناف تصوير مسلسل “النويلاتي”، وما إذا كان الحريق سيؤثر على جدول الإنتاج.
