أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية عن تنفيذها جولات تدقيق ميدانية لضمان استدامة تطبيق معايير **الآيزو** التي حصلت عليها في العام الماضي. تأتي هذه الخطوة في إطار خطة سنوية لتقييم الأداء والالتزام بالمعايير المعتمدة، بهدف رفع كفاءة العمل وتحسين الخدمات المقدمة للمستفيدين. وتهدف الوزارة من خلال هذه الجولات إلى التأكد من أن جميع الإدارات تعمل وفقًا لأعلى مستويات الجودة.
بدأت فرق التدقيق التابعة للوزارة بالفعل في زيارة مختلف القطاعات، وسيتبع ذلك في منتصف الشهر الجاري وصول مدققين من المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO) لإجراء فحص شامل. يأتي هذا التدقيق الإضافي بعد التغييرات الهيكلية الأخيرة في الوزارة وتعيينات إدارية جديدة، لضمان استمرار الامتثال لمعايير الجودة العالمية.
أهمية تطبيق معايير الآيزو في القطاع الحكومي
يعتبر الحصول على شهادة الآيزو اعترافًا دوليًا بأن المؤسسة تتبع أنظمة إدارة فعالة لضمان الجودة والتحسين المستمر. بالنسبة للوزارات الحكومية، مثل وزارة الشؤون الاجتماعية، يعني ذلك قدرة أكبر على تقديم خدمات عالية الجودة للمواطنين والمقيمين. كما يعزز الشفافية والمساءلة في العمل الإداري.
دور التدقيق الداخلي والخارجي
تعتمد عملية ضمان الجودة على نظام تدقيق مزدوج. أولاً، تقوم فرق التدقيق الداخلية بالوزارة بتقييم الأداء وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. ثانياً، يمثل التدقيق الخارجي من قبل المنظمة الدولية للآيزو (ISO) تقييمًا مستقلًا لمدى التزام الوزارة بالمعايير المطلوبة.
وفقًا للوكيل المساعد لقطاع الشؤون المالية والإدارية وشؤون التعاون في وزارة الشؤون الاجتماعية، الدكتور سيد عيسى، فإن هذه الجولات الميدانية ليست مجرد إجراء شكلي، بل هي عنصر أساسي في ضمان استدامة جودة العمل المؤسسي. تهدف إلى رصد الملاحظات التطويرية ومعالجة أي قصور في الإجراءات المتبعة.
تأتي هذه الجهود في سياق رؤية الكويت 2035، التي تولي أهمية كبيرة لتطوير القطاع العام وتحسين كفاءة الخدمات المقدمة. وتعتبر شهادة الآيزو خطوة مهمة نحو تحقيق هذه الرؤية، حيث تساهم في بناء ثقافة الجودة والتحسين المستمر داخل الوزارة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تطبيق معايير الجودة يساعد في تبسيط العمليات الإدارية وتقليل الهدر في الموارد. وهذا ينعكس إيجابًا على الميزانية العامة للدولة ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة. كما أن الالتزام بالمعايير الدولية يعزز من سمعة الكويت على المستوى العالمي.
وتشمل معايير الآيزو جوانب متعددة، مثل إدارة الموارد البشرية، وإدارة المخاطر، وإدارة العمليات، ورضا العملاء. وتسعى وزارة الشؤون الاجتماعية إلى تطبيق هذه المعايير في جميع إداراتها وأقسامها، لضمان تقديم خدمات متكاملة وفعالة.
من الجدير بالذكر أن الحصول على شهادة الآيزو يتطلب استيفاء مجموعة من الشروط والمتطلبات، بما في ذلك وجود نظام إدارة موثق، وتدريب الموظفين على المعايير، وإجراء عمليات تدقيق منتظمة. وتلتزم وزارة الشؤون الاجتماعية بتوفير جميع الموارد اللازمة لتحقيق هذه الشروط.
وتعتبر **الآيزو** أداة قوية لتحسين الأداء المؤسسي وزيادة القدرة التنافسية. وتساعد المؤسسات على تحديد نقاط القوة والضعف لديها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الأداء. كما أنها تساهم في بناء علاقات قوية مع العملاء والشركاء.
وتشير التقارير إلى أن المؤسسات التي تطبق معايير الآيزو تحقق نتائج أفضل من المؤسسات التي لا تطبقها. حيث تتميز هذه المؤسسات بمستويات أعلى من الجودة والإنتاجية والابتكار. كما أنها تتمتع بسمعة أفضل في السوق.
وتؤكد وزارة الشؤون الاجتماعية على أنها ماضية في تطوير بيئتها الإدارية وفقًا لأفضل الممارسات العالمية. وتسعى إلى أن تكون نموذجًا يحتذى به في القطاع الحكومي، من خلال تقديم خدمات عالية الجودة للمستفيدين. وتعتبر **شهادة الآيزو** بمثابة التزام تجاه المجتمع بتحقيق أعلى مستويات الجودة والتميز.
من المتوقع أن يقدم فريق التدقيق الخارجي تقريرًا مفصلًا عن مدى التزام الوزارة بمعايير **الآيزو** في غضون أسابيع قليلة. وستقوم الوزارة بعد ذلك بدراسة التقرير واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة أي ملاحظات أو توصيات. ويجب متابعة نتائج هذا التدقيق لتقييم مدى فعالية جهود الوزارة في الحفاظ على معايير الجودة العالمية، بالإضافة إلى مراقبة أي تحديثات مستقبلية في **نظام الآيزو** وتأثيرها على عمليات الوزارة.
