شهداء بنيران الاحتلال في غزة والنازحون يصارعون البرد والسيول

أفادت تقارير اليوم الثلاثاء باستمرار التصعيد العسكري في قطاع غزة، حيث أعلنت قوات الاحتلال عن مقتل خمسة مسلحين في رفح وطائرة مسيرة قتلت شخصًا شمال القطاع. بالتزامن مع ذلك، تتفاقم الأوضاع الإنسانية مع وصول منخفض جوي جديد يهدد حياة مئات الآلاف من النازحين في القطاع، مما يزيد من الضغوط على البنية التحتية المتضررة.
وذكرت مصادر طبية أن فلسطينياً استشهد نتيجة إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال شرق خان يونس، بينما تشهد مناطق الشيخ ناصر وقيزان رشوان قصفاً متلاحقاً. وتشير التقديرات إلى أن عدد الشهداء والجرحى يرتفع بشكل مستمر، في ظل صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة وتقديم المساعدة الطبية اللازمة.
الوضع الإنساني في ظل المنخفض الجوي
يواجه مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين ظروفًا معيشية قاسية للغاية مع حلول منخفض جوي جديد. وقد غمرت مياه الأمطار الخيام المؤقتة التي تؤوي العائلات في مناطق مختلفة من غزة، بما في ذلك رفح ودير البلح والزيتون، مما أدى إلى تدمير ممتلكاتهم القليلة المتبقية.
ناشد ناشطون ومنظمات إغاثة المنظمات الدولية بالتدخل الفوري لتوفير المأوى والمساعدات الإنسانية الضرورية، بما في ذلك البطانيات والأدوية والمواد الغذائية. ويأتي هذا الاستنكار في ظل منع مستمر من قبل الاحتلال لإدخال الخيام والمواد الإغاثية الأساسية إلى القطاع، مما يعرقل جهود الإغاثة ويؤجج الأزمة الإنسانية.
وأكدت بلدية غزة أن طواقمها تعمل بكل ما لديها من قدرات للحد من آثار السيول، لكن الإمكانيات محدودة للغاية. وحذر المكتب الإعلامي الحكومي من أن أكثر من 90% من الخيام الموجودة حالياً باتت ممزقة وغير صالحة للاستخدام، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض وانتشار المعاناة بين النازحين.
تطورات ميدانية وارتفاع حصيلة الضحايا
في وسط قطاع غزة، أعلن الدفاع المدني عن انتشال جثامين 14 شهيداً من تحت أنقاض منزل في مخيم المغازي. وبذلك، ترتفع حصيلة الشهداء في الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 17 شهيداً على الأقل، بالإضافة إلى 16 مصاباً، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.
وقد وصلت إجمالي حصيلة الشهداء منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 69 ألفاً و775 شهيداً، فضلاً عن إصابة أكثر من 170 ألف شخص. وتصف الوزارة هذه الحرب بأنها من أعنف موجات الإبادة والدمار في تاريخ القطاع، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى تدخل دولي لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين.
خروقات لوقف إطلاق النار
على الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتهم منظمات دولية وحقوقية إسرائيل بمواصلة الخروقات. فقد ذكرت منظمة “الصوت اليهودي” الأميركية أن الاحتلال انتهك وقف إطلاق النار 500 مرة خلال 44 يوماً، معتبرة أن “الإبادة لم تتوقف”.
كما وثقت جهات حكومية وحقوقية في غزة عشرات الخروقات الأخرى، بما في ذلك القصف وإطلاق النار ونسف المباني داخل المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. وتثير هذه الخروقات مخاوف جدية بشأن التزام إسرائيل بشروط اتفاق وقف إطلاق النار واحترام حقوق الإنسان.
وتتزايد الدعوات الدولية لإجراء تحقيق مستقل في هذه الخروقات ومحاسبة المسؤولين عنها. ويعتبر الوضع في غزة من بين أخطر الأزمات الإنسانية في العالم، ويتطلب تعاوناً دولياً عاجلاً لتخفيف المعاناة وتوفير الحماية للمدنيين.
من المتوقع أن يستمر النقاش حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في الأيام القادمة، مع استمرار الضغوط الدولية على الأطراف المعنية. يشكل الوضع الإنساني المتدهور والظروف الجوية السيئة تحديات إضافية، ما يجعل التوصل إلى حل دائم أمراً بالغ الأهمية. سيراقب المراقبون عن كثب تطورات المفاوضات وأي تغييرات في الوضع الميداني، بالإضافة إلى ردود فعل المجتمع الدولي على الخروقات المستمرة.





