الاقتتال الوحشي حوّل السودان إلى «كارثة»

أعلنت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس»، أمس، أن الاقتتال «الوحشي» الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حوّل الأزمة في البلاد إلى كارثة.
جاء ذلك خلال إحياء البعثة يوم الأمم المتحدة (24 أكتوبر من كل عام)، احتفاءً بميثاق الأمم المتحدة.
ودعت نائب ممثل الأمين العام للسودان، الموظف المسؤول عن بعثة «يونيتامس»، المنسق المقيم، منسق الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، طرفي الصراع إلى وقف الاقتتال، والالتزام بوقف دائم للأعمال العدائية، والتقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، لحماية المدنيين، وتمكين الوصول الإنساني الآمن إلى المحتاجين، وشددت بالقول: «كلما طال أمد هذا القتال، أصبح تأثيره أكثر تدميراً».
وقالت سلامي، عبر رسالة نشرها الموقع الرسمي للبعثة: «نحيي اليوم، في وقت يواجه السودان واحدة من أسرع الأزمات نمواً في العالم، في ظل احتياجات غير مسبوقة»، ونوّهت بأن أكثر من 5.6 ملايين شخص اضطروا للنزوح من منازلهم، بجانب أن هناك 25 مليون شخص في حاجة للمعونة، وأن أكثر من 4.2 ملايين امرأة وفتاة معرضات لخطر العنف القائم على نوع الجنس، بالإضافة إلى أن 1 من كل 3 أطفال لا تتاح لهم فرصة الذهاب إلى المدرسة.
وميدانياً، تسببت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوبي دارفور، في سقوط عشرات القتلى من المدنيين، في وقت تواصلت عمليات القصف المدفعي المتبادل في العاصمة الخرطوم.
ووصف شهود عيان الوضع في مدينة نيالا بـ«الكارثي للغاية» في ظل القصف المكثف داخل الأحياء السكنية المحيطة بقيادة الفرقة 16، التابعة للجيش، وأكدوا وقوع ضحايا من المدنيين لاسيما في أحياء (خرطوم بليل والجير شمال والنهضة)، بجانب فرار الأهالي في عمليات نزوح جماعي من هذه الأحياء بحثاً عن مناطق أكثر أمناً.
وتداولت منصات قريبة من «الدعم السريع» مقاطع مرئية توضح سيطرة قواتها على السلاح الطبي والمستودعات الواقعة جنوب غرب قيادة الجيش بمدينة نيالا، وأفاد مصدر من المدينة بأن قوات الجيش تمكنت من صد الهجوم الذي نفذته «الدعم السريع»، فيما استولى الجيش على عدد من الآليات القتالية، وصفّى العشرات من القوات المهاجمة.