قصف في الخرطوم يبدد آمال «هدنة رمضان»

قصف سلاح الجو في الجيش السوداني، مناطق تمركزات لقوات الدعم السريع في عدة أحياء من الخرطوم، أمس، رغم الدعوات لإقرار هدنة في السودان خلال شهر رمضان.
وتواصلت الاشتباكات بمختلف الأسلحة في عدد من محاور القتال بالعاصمة السودانية الخرطوم، وسمعت أصوات انفجارات وقذائف مدفعية بمنطقة الإنقاذ قرب تمركز قوات الدعم السريع ناحية المدينة الرياضية وأرض المعسكرات جنوبي الخرطوم. وقال شهود عيان، إن أعمدة الدخان تصاعدت من مبانٍ قرب المدينة الرياضية وحي المعمورة جنوب شرقي العاصمة، مشيرين إلى سماع دوي انفجارات عنيفة.
ووضعت الحكومة السودانية، 4 شروط لتنفيذ الهدنة، إذ طالب الجيش السوداني، قوات الدعم السريع، بالخروج من جميع المناطق التي تسيطر عليها في العاصمة الخرطوم وإقليمي دارفور وكردفان، إضافة إلى ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض في وسط البلاد.
إجراءات
وطالبت الولايات المتحدة، مجلس الأمن الدولي، بفعل المزيد من أجل إنهاء معاناة السودانيين، إذ دعت المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن، ليندا توماس غرينفيلد، المجلس إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الصراع في السودان.
وقالت الخارجية الأمريكية، إن المبعوث الخاص الجديد إلى السودان، توم بيريللو، أمس، جولة للالتقاء بالشركاء في إفريقيا والشرق الأوسط، من أجل بحث توحيد الجهود الرامية لإنهاء الحرب.
ومنذ بدء الحرب منتصف أبريل الماضي، انهارت 4 هدن سابقة بين الجيش وقوات الدعم السريع، كانت كلها في الأشهر التسعة الأولى من الحرب، ولم يصمد أي منها سوى ساعات قليلة.
ملف أسرى
في الأثناء وعلى وقع استمرار المعارك، تبادل طرفا الصراع اتهامات في شأن ملف الأسرى.
ونفى الناطق باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله، ما ذكرته قوات الدعم السريع، أول من أمس، في شأن رفض القوات المسلحة تسلم مئات الضباط والجنود ممن تم أسرهم في المعارك بين الطرفين المتقاتلين.
ووصف الناطق العسكري في بيان تصريحات قوات الدعم السريع بأنها أكاذيب وتزييف للحقائق درجت عليها قوات الدعم السريع بحديثها عن رفض تسلم 537 أسيراً بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأضاف في بيان: توضح القوات المسلحة أنها لم تتلقَ من المنظمة الدولية أي اتصالات أو مكاتبات تتعلق بهذا الشأن، وأن ما أصدرته قوات الدعم السريع محض أكاذيب.
وأعلنت قوات الدعم السريع، الأحد، رفض الجيش تسلم المئات من ضباطه وجنوده المأسورين عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأبدت قوات الدعم السريع في بيان لها، أسفها لرفض قيادة القوات المسلحة تسلم 537 أسيراً من أفرادها ومنتسبي القوات النظامية الأخرى كبادرة حسن نوايا تزامناً مع حلول شهر رمضان الكريم، وأوضحت أن قيادة قوات الدعم السريع بادرت بإطلاق سراح 537 فرداً من أسرى القوات المسلحة لدى قوات الدعم السريع، وبناء على ذلك خاطبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وظلت على تواصل معها من أجل استكمال إجراءات إطلاق سراح الأسرى، ومن ثم تسليمهم للقوات المسلحة وفقاً لما هو متعارف عليه وفق أحكام القانون الدولي الإنساني والمبادئ الإنسانية الدولية.