شهدت الساحة الدولية تطورات لافتة خلال الساعات الماضية، أبرزها تداعيات قضية العفو المحتمل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتصاعد التوترات في المنطقة، بالإضافة إلى ارتفاع مبيعات الأسلحة عالمياً. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الأزمات الإقليمية وتأثيرها على الأمن والاستقرار الدوليين.
وتشير التقارير إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد يكون له دور محوري في أي تسوية تتعلق بقضية نتنياهو، وليس الرئيس الإسرائيلي الحالي إسحاق هرتسوغ كما كان متوقعاً. وتتزامن هذه الأنباء مع دعوات إسرائيلية لإيجاد حلول للمضي قدماً بعد سنوات من المحاكمات المتعلقة بتهم الفساد.
مبيعات الأسلحة العالمية تشهد ارتفاعاً قياسياً
أظهر تقرير جديد صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) ارتفاعاً ملحوظاً في عائدات أكبر 100 شركة لصناعات الأسلحة في العالم. وبلغت هذه العائدات 679 مليار دولار أمريكي في عام 2024، بزيادة تقارب 6% مقارنة بالعام السابق. ويعزى هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى الطلب المتزايد على الأسلحة، مدفوعاً بالحرب في أوكرانيا والصراع في غزة، بالإضافة إلى زيادة الإنفاق العسكري العالمي.
وتشير البيانات إلى أن الشركات الأمريكية والأوروبية استحوذت على الجزء الأكبر من هذه المبيعات، في حين شهدت الشركات الروسية والصينية نمواً أيضاً. ويعكس هذا التوجه التغيرات الجيوسياسية المتسارعة وتزايد التنافس بين القوى الكبرى.
تأثير الصراعات الإقليمية على سوق الأسلحة
لقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى زيادة كبيرة في الطلب على الأسلحة من قبل الدول الأوروبية، التي تسعى إلى تعزيز قدراتها الدفاعية. كما أن الصراع في غزة ساهم في زيادة الطلب على الأسلحة من قبل إسرائيل والدول المجاورة. وتشير التقديرات إلى أن هذه الصراعات ستستمر في دفع مبيعات الأسلحة إلى الأمام في السنوات القادمة.
التطورات السياسية في إسرائيل
في سياق منفصل، دعت صحيفة جيروزاليم بوست إسرائيل إلى إيجاد طريقة للمضي قدماً بعد سنوات من المحاكمة الطويلة لرئيس الوزراء نتنياهو بتهم الفساد. ويرى الكثير من الإسرائيليين أن هذه المحاكمة أصبحت عبئاً ثقيلاً على البلاد، بينما يصر آخرون على استمرارها حتى النهاية. وتشير التقارير إلى أن بعض المقربين من نتنياهو يعتقدون أن المفاوضات الحقيقية حول مصيره ستجري مع جهات أمريكية، وليس مع رئيس الدولة الإسرائيلي.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه إسرائيل توترات متزايدة مع الفلسطينيين، وتصاعداً في الهجمات على الضفة الغربية وسوريا ولبنان. وتصف بعض التقارير ما يحدث بأنه “إمبريالية إسرائيلية” تتوسع في جميع أنحاء المنطقة.
الضمانات الأمنية لأوكرانيا والتركيز على بناء القدرات العسكرية
من جهة أخرى، يرى الكاتب أندرياس أوملاند في موقع ناشونال إنترست أن الضمانات الأمنية الغربية لأوكرانيا لا يمكن أن تكون بديلاً عن جيش أوكراني قوي. ويشدد على ضرورة التركيز على بناء القدرات العسكرية الأوكرانية كأفضل وسيلة لردع روسيا. ويؤكد على أهمية تطبيق الأدوات التي يمكن تطبيقها بشكل واقعي وسريع بعد وقف إطلاق النار.
وفيما يتعلق بقضايا الهجرة، اعترفت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية بموافقتها على ترحيل معتقلين فنزويليين إلى السلفادور رغم أمر قضائي بوقف ذلك. وقد أُطلق سراح هؤلاء المعتقلين لاحقاً ونُقلوا إلى فنزويلا في عملية تبادل سجناء واسعة. وتأتي هذه التطورات في ظل جهود إدارة بايدن للتعامل مع أزمة الهجرة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
من المتوقع أن تستمر التوترات في المنطقة في التصاعد في الفترة القادمة، مع استمرار الصراعات في أوكرانيا وغزة. كما من المتوقع أن تشهد مبيعات الأسلحة المزيد من الارتفاع، في ظل استمرار الطلب المتزايد عليها. وستظل قضية نتنياهو محل اهتمام دولي، مع ترقب أي تطورات جديدة في هذا الملف. وستراقب الأوساط الدولية أيضاً تطورات الأزمة الهجرية على الحدود الأمريكية الجنوبية، وجهود إدارة بايدن للتعامل معها.
