صحف عالمية: لقاء ترامب ونتنياهو مرهون بمحادثات الوسطاء في ميامي

تتجه الأنظار نحو تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، مع ترقب محادثات جديدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما يواجه قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة. وتتداخل هذه الملفات مع قضايا إقليمية أخرى، مثل الوضع في سوريا وتأثير التحولات في أولويات المساعدات الأوروبية على المنطقة. وتعتبر الأزمة في غزة محورًا رئيسيًا للمناقشات الدولية، مع استمرار الجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية.
وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن تحديد موعد اجتماع جديد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– لا يزال مرهونا بمخرجات محادثات الوسطاء في ميامي. وتركز هذه المباحثات بشكل أساسي على المرحلة الثانية من خطة ترامب بشأن غزة، والتي تشمل الترتيبات المتعلقة بوضع المدنيين وآليات الحكم البديلة، مع إمكانية وجود دور دولي في القطاع.
تطورات الأزمة في غزة والأبعاد الإقليمية
تتجاوز تداعيات الأزمة في غزة الحدود الجغرافية للقطاع، حيث تشير تقارير إلى ارتباطها بقضايا إقليمية أوسع. وتؤكد مصادر صحيفة معاريف أن الإدارة الأميركية تسعى إلى منع أي تصعيد في سوريا قد يهدد الاستقرار، خاصةً مع الجهود المبذولة لتثبيت النظام الحالي في دمشق. ويُعتقد أن هذه المساعي مرتبطة بشكل وثيق بالملف الإيراني، وأن نتائج لقاء ترامب ونتنياهو ستعتمد على قدرة نتنياهو على ضمان دعم أميركي للمواقف الأمنية الإسرائيلية تجاه سوريا ولبنان وإيران.
الأزمة الإنسانية المتفاقمة
على صعيد الوضع الإنساني، يصف موقع ميديا بارت الفرنسي غزة بأنها تعيش “حربًا أخرى” بعد انتهاء العمليات العسكرية. وتفاقمت الأوضاع بسبب العواصف والأمطار الأخيرة، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان. ويشير الموقع إلى أن شتاء غزة قاسٍ بشكل عام، لكن هذا العام يتميز بظروف استثنائية.
وتشير التقارير إلى تباين كبير في تأثير الظروف الجوية بين غزة وإسرائيل، حيث تبدو العواقب أشد وطأة على القطاع. وتتهم العديد من المنظمات الإنسانية إسرائيل بمنع دخول شحنات الإغاثة الضرورية إلى غزة، مما يزيد من صعوبة الوضع.
تأثير الوضع في الضفة الغربية
وفي سياق متصل، كشف تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز عن فرض إسرائيل واقعًا جديدًا في الضفة الغربية من خلال الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين بطرق مختلفة. ويشير التحقيق إلى أن المستوطنين يلعبون دورًا متزايدًا في هذا الصراع، حيث يتعرض الفلسطينيون للهجمات والمضايقات التي تدفعهم إلى ترك أراضيهم. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الأوامر العسكرية لتوسيع نطاق الاستيطان بشكل تدريجي.
وتؤكد الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تعلن بشكل متكرر سيادتها على هذه الأراضي، وترفض أي مطالبات فلسطينية بها، مما يؤدي إلى تشكيل بؤر استيطانية جديدة وتوسيع البؤر القائمة.
تحولات في المساعدات الأوروبية
بالتوازي مع ذلك، تشهد سياسات المساعدات الأوروبية تغييرات ملحوظة. وذكرت صحيفة الغارديان أن بعض الدول الأوروبية تعيد ترتيب أولوياتها في التمويل، حيث يتم خفض الميزانيات التنموية لصالح دعم أوكرانيا وزيادة الإنفاق الدفاعي. وقد أعلنت ستوكهولم عن تقليص تمويلها لعدد من الدول في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، بينما خفضت برلين ميزانيتها الإنسانية لعام 2026 بشكل كبير.
ويشمل هذا التقليص برامج حيوية مثل توفير الغذاء واللقاحات ومكافحة الإيدز، مما يهدد بانتكاسات صحية وتنموية واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم. ويحذر محللون من أن هذه التحولات تعكس استخدام المساعدات كأداة جيوسياسية قصيرة الأجل، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها. الوضع الإنساني بات يواجه تحديات متزايدة بسبب هذه التحولات.
من المتوقع أن تستمر المشاورات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لعدة أيام، مع التركيز على التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية من خطة غزة. يبقى الوضع الإنساني في غزة مصدر قلق بالغ، وتعتمد الجهود المستقبلية على قدرة الأطراف المعنية على إيجاد حلول مستدامة. وتستدعي التطورات الأخيرة في الضفة الغربية والتحولات في سياسات المساعدات الأوروبية مراقبة دقيقة لتقييم تأثيرها على الاستقرار الإقليمي.





