صحف عالمية: نتنياهو يعزز الانقسام الداخلي وسلوكه في سوريا غير مفيد

تناولت الصحف العالمية والإسرائيلية تطورات سياسية وأمنية متسارعة، بدءًا من حالة الانقسام الداخلي في إسرائيل بسبب التحركات الأخيرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وصولًا إلى المخاوف المتجددة في أوروبا بشأن مساعي الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وتتزايد التساؤلات حول تأثير هذه التطورات على الاستقرار الإقليمي والعلاقات الدولية، خاصةً فيما يتعلق بـالسياسة الخارجية الإسرائيلية ومستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا.
فقد سلطت صحف إسرائيلية الضوء على الجدل الدائر حول طلب نتنياهو الحصول على عفو بشأن تهم الفساد الموجهة إليه، بينما ركزت الصحف العالمية على التحديات التي تواجهها جهود السلام في أوكرانيا في ظل التغيرات المحتملة في الإدارة الأمريكية. وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متزايدة، مما يزيد من أهمية فهم الديناميكيات السياسية المعقدة.
انقسام داخلي في إسرائيل وتداعياته على السياسة الخارجية
أشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” إلى أن طلب نتنياهو للعفو يمثل ضربة جديدة للثقة في النظام القضائي الإسرائيلي، خاصةً بعد الجدل الذي أثارته الإصلاحات القضائية الأخيرة. وكتب تشيل تروي في مقال له أن هذا الطلب “يقوض ثقة الجمهور في القضاء مجددًا”، مؤكدًا على ضرورة إجراء تحقيق شامل في ملابسات إخفاقات 7 أكتوبر 2023.
ويرى مراقبون أن الإصلاحات القضائية التي أقرها نتنياهو كانت مثيرة للانقسام بشكل كبير، وأن هذا الطلب للعفو يعكس مدى هذا الانقسام. وتشير التحليلات إلى أن مواجهة هذه الحالة تتطلب كشف الحقائق المتعلقة بإخفاقات 7 أكتوبر، وإجراء انتخابات عامة لإعادة بناء الثقة السياسية في البلاد.
من جهتها، نقلت “تايمز أوف إسرائيل” عن ميكا فيتمان، المحامي السابق لنتنياهو، أن حصول الأخير على العفو “غير ممكن دون اعتراف رسمي منه بالذنب”. ويؤكد هذا الرأي على التعقيدات القانونية والسياسية المحيطة بطلب العفو، واحتمالية رفضه من قبل الرئيس إسحاق هرتسوغ.
وقد احتشد متظاهرون مناهضون لرئيس الوزراء خارج منزل الرئيس هرتسوغ، مطالبين برفض طلب العفو. وأفادت التقارير بأن الرئيس يسعى للحصول على مشورة قانونية قبل اتخاذ أي قرار، وأنه “لا يفكر حاليًا في إصدار عفو مشروط كما يشاع”.
التحركات الإسرائيلية في سوريا.. غياب رؤية واضحة
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، نقلت “جيروزاليم بوست” عن الصحفية إليزابيث تسوركوف انتقادها للسياسة الإسرائيلية الحالية في دمشق، واصفة إياها بأنها “تفتقر إلى الرؤية الواضحة، خصوصًا في الجنوب”. وتشير تسوركوف إلى أن هذه التحركات “لا تحقق مكاسب تكتيكية بقدر ما تؤدي إلى ردود فعل عنيفة قد تفتح جبهة جديدة لم تكن في الحسبان”.
وتؤكد تسوركوف أن غياب تصور واضح بشأن مستقبل الحكم في سوريا والعلاقة المستقبلية معها يجعل الوجود الإسرائيلي في هذا البلد “بلا أي أفق واضح”. ويثير هذا الأمر تساؤلات حول مدى فعالية الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا، وأهدافها الحقيقية.
مخاوف أوروبية من مساعي إنهاء الحرب في أوكرانيا
على صعيد آخر، أفادت “وول ستريت جورنال” بأن تحركات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا تثير “مخاوف جديدة بشأن مستقبل حلف شمال الأطلسي (ناتو)”. ويرجع هذا القلق إلى اختلاف الأولويات بين الولايات المتحدة وأوروبا في التعامل مع الأزمة الأوكرانية.
ونقلت الصحيفة عن الخبيرة في الشؤون الروسية إيملي فيرست أن الأوروبيين يشعرون بقلق بالغ من التهديد الروسي المباشر، في حين يركز الأميركيون على تحقيق هدنة سريعة واستقرار مؤقت. وتعزو فيرست هذا الاختلاف إلى قرب الأوروبيين من ساحة المعركة وشعورهم بأنهم قد يكونون الهدف التالي لموسكو، بينما يشعر الأميركيون بقلق أكبر من الصين ويعتبرونها تهديدًا طويل الأمد.
وتشير التقارير إلى أن هناك تهميشًا لدور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في الملف الأوكراني، بسبب تعاطفه الظاهر مع كييف. وقد ساعد روبيو في إعادة صياغة خطة السلام المكونة من 28 بندًا، والتي تم التفاوض بشأنها في مباحثات سرية بين مبعوثين أمريكيين وروسيين.
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تطورات متسارعة في كل من إسرائيل وأوكرانيا، مع استمرار الجدل حول طلب العفو لنتنياهو، وجهود السلام في أوكرانيا. ويجب مراقبة ردود الفعل الإقليمية والدولية على هذه التطورات، وتقييم تأثيرها على الاستقرار الإقليمي والعلاقات الدولية. كما يجب الانتباه إلى أي تغييرات في السياسة الخارجية للجهات الفاعلة الرئيسية، مثل الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل.





