عادة يومية بسيطة تقلّل تهيّج العينين الناتج عن الحساسية الموسمية

أظهرت دراسة حديثة أجريت في اليابان أن غسل العينين بانتظام قد يمثل طريقة فعالة لتخفيف أعراض الحساسية الموسمية، مثل الحكة والاحمرار والدموع، دون زيادة خطر جفاف العين. توصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد تحليل بيانات مستخدمي تطبيق AllerSearch، مما يقدم دعماً إضافياً لممارسة قديمة أوصى بها أطباء العيون في اليابان.
نُشرت الدراسة في مجلة Scientific Reports، وشملت بيانات 476 شخصًا يستخدمون تطبيق AllerSearch لتتبع أعراض الحساسية. وبحسب التحليل، أبلغ الأفراد الذين اعتادوا غسل أعينهم كإجراء وقائي عن انخفاض ملحوظ في شدة الأعراض وتحسين جودة حياتهم الصحية خلال مواسم الحساسية. النتائج، التي تم جمعها خلال فترة غير محددة، تشير إلى فائدة محتملة لهذه الممارسة البسيطة والمتاحة على نطاق واسع.
تأثير غسل العينين على أعراض الحساسية الموسمية
تعد الحساسية الموسمية، أو حمى القش، مشكلة صحية شائعة تصيب ملايين الأشخاص حول العالم، خاصة في فصلي الربيع والخريف. تتسبب هذه الحساسية في مجموعة من الأعراض المزعجة، بما في ذلك حكة في العينين والأنف والحلق، بالإضافة إلى احمرار العينين وسيلان الدموع. غالبًا ما تكون هذه الأعراض نتيجة استجابة الجهاز المناعي لجسيمات حبوب اللقاح الموجودة في الهواء.
وأظهرت الدراسة اليابانية أن غسل العينين قد يساعد في إزالة هذه المهيجات من سطح العين، مما يقلل من الالتهاب والحكة. لم يحدد الباحثون بعد أفضل طريقة أو عدد المرات المثلى لغسل العينين، لكنهم لاحظوا أن الأشخاص الذين قاموا بذلك بانتظام أبلغوا عن أعراض أقل.
آلية العمل المحتملة
يعتقد الخبراء أن غسل العينين يعمل عن طريق إزالة مسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح والغبار من العين. يساعد ذلك في تقليل التفاعل الالتهابي الذي يؤدي إلى الحكة والاحمرار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يوفر غسل العينين راحة مؤقتة عن طريق ترطيب سطح العين.
من المهم ملاحظة أن الدراسة لم تقارن فعالية غسل العينين بالعلاجات التقليدية للحساسية، مثل مضادات الهيستامين أو قطرات العين المضادة للالتهابات. ومع ذلك، فإن حقيقة أن غسل العينين لم يؤدّ إلى تفاقم جفاف العين تعتبر نقطة إيجابية، حيث أن جفاف العين هو أحد الآثار الجانبية الشائعة للعديد من علاجات الحساسية.
دراسات سابقة وممارسات طبية
تعتبر هذه الدراسة إضافة إلى البحوث السابقة التي تشير إلى أن غسل العينين قد يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من التهاب الملتحمة التحسسي. أشار أطباء العيون في اليابان لسنوات إلى هذه الممارسة كإجراء بسيط يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض.
بالإضافة إلى غسل العينين، تشمل العلاجات الأخرى للحساسية الموسمية تجنب مسببات الحساسية، واستخدام مرطبات العين، وتناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أو بوصفة طبية. قد يوصي الأطباء أيضًا بالعلاج المناعي، وهو عبارة عن سلسلة من الحقن التي تساعد الجسم على بناء تحمل لمسببات الحساسية.
تتنوع الأبحاث المتعلقة بـ الحساسية بشكل كبير. تشير بعض الدراسات إلى أهمية النظام الغذائي في السيطرة على أعراض الحساسية، بينما تركز أخرى على تطوير علاجات مناعية جديدة.
القيود والتداعيات المستقبلية
أقرّ الباحثون بأن دراستهم لها بعض القيود. أولاً، اعتمدت الدراسة على بيانات ذاتية الإبلاغ من مستخدمي تطبيق AllerSearch، مما قد يؤدي إلى تحيز في الإبلاغ. ثانيًا، لم تحدد الدراسة عدد مرات غسل العينين الأمثل أو أفضل طريقة للقيام بذلك. أخيرًا، لم تشتمل الدراسة على مجموعة ضابطة لمقارنة النتائج بها.
في المستقبل، من الضروري إجراء المزيد من الدراسات السريرية للتحقق من فعالية غسل العينين في علاج الحساسية، وتحديد أفضل الممارسات. يجب أن تشمل هذه الدراسات مجموعات ضابطة وحجم عينة أكبر وتقييمًا موضوعيًا لأعراض العين. البحث المستمر في مجال التهاب الملتحمة التحسسي والحلول الممكنة له أمر بالغ الأهمية.
تخطط وزارة الصحة اليابانية لمراجعة نتائج هذه الدراسة ودمجها في إرشاداتها المتعلقة بعلاج الحساسية الموسمية. من المتوقع أن يتم نشر هذه الإرشادات المحدثة بحلول نهاية العام الجاري. وستراقب الوزارة أيضًا أي آثار جانبية محتملة مرتبطة بغسل العينين على نطاق واسع.





