علامات خفية لنقص الفيتامينات والمعادن.. تحذيرات طبية لا يجب تجاهلها

حذرت الدكتورة ناتاليا تاناناكينا، أخصائية الغدد الصماء، من خطورة تجاهل أعراض نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم، مشيرةً إلى أن العديد من هذه النواقص قد تكون صعبة التشخيص في مراحلها المبكرة. وأكدت الخبيرة أن نقص فيتامين D، والمغنيسيوم، والزنك، وفيتاميني B12 وB6، وأحماض أوميغا 3، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة العامة.
تأتي هذه التحذيرات في ظل تزايد الاهتمام بأهمية التغذية السليمة ودورها في الوقاية من الأمراض المزمنة. وقد لوحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع في حالات نقص بعض الفيتامينات والمعادن، خاصةً في بعض الفئات العمرية والمجموعات السكانية.
أهمية الفيتامينات والمعادن ووظائفها في الجسم
تلعب الفيتامينات والمعادن دورًا حيويًا في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، بما في ذلك استقلاب الطاقة، وتعزيز المناعة، ووظائف الجهاز العصبي. وفقًا للدكتورة تاناناكينا، تشترك هذه العناصر الغذائية الخمسة في تنظيم النواقل العصبية، وهي المسؤولة عن نقل الإشارات بين الخلايا العصبية وباقي خلايا الجسم.
علامات نقص المغنيسيوم
قد يظهر نقص المغنيسيوم على شكل تهيج عصبي، أو ارتعاشات عضلية، أو عدم انتظام ضربات القلب. غالبًا ما يتم تفسير هذه الأعراض بشكل خاطئ على أنها مشاكل نفسية أو عصبية، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص والعلاج المناسبين. يُعد المغنيسيوم ضروريًا لوظيفة العضلات والأعصاب، وتنظيم ضغط الدم، والتحكم في مستويات السكر في الدم.
نقص الحديد وفيتامين D: أعراض شائعة
يرتبط نقص الحديد وفيتامين D عادةً بالإرهاق الشديد، واضطرابات النوم، وتساقط الشعر، وهشاشة الأظافر. قد تتكرر هذه الأعراض يوميًا دون أن ينتبه المريض إلى السبب الأساسي. فيتامين D مهم لامتصاص الكالسيوم، وتقوية العظام، وتعزيز وظيفة المناعة. بينما يلعب الحديد دورًا أساسيًا في نقل الأكسجين في الدم.
الصداع والقلق: مؤشرات خفية
قد يكون الصداع المتكرر إحدى العلامات الصامتة لنقص المغنيسيوم، خاصةً في غياب أي مشاكل مرضية أخرى واضحة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يرتبط القلق وزيادة التوتر، إلى جانب القشعريرة وخدر الأطراف وتقلبات المزاج، بنقص فيتامين B12 أو حمض الفوليك (B9) أو الزنك. هذه الفيتامينات ضرورية لإنتاج هرموني السيروتونين والدوبامين، اللذين يلعبان دورًا مهمًا في تنظيم المزاج والعواطف.
صحة العين وأحماض أوميغا 3
قد يشير جفاف العين وضعف الرؤية الليلية إلى نقص فيتامين A أو أحماض أوميغا 3. تعتبر هذه العناصر الغذائية ضرورية للحفاظ على الغشاء الدمعي وصحة العين. أحماض أوميغا 3، على وجه الخصوص، معروفة بفوائدها في تقليل الالتهابات وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
أشارت دراسات حديثة إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون يمكن أن يساعد في الوقاية من نقص الفيتامينات والمعادن. ومع ذلك، قد يحتاج بعض الأفراد إلى مكملات غذائية لتعويض النقص الموجود.
وحذرت الدكتورة تاناناكينا من أن تجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى مضاعفات صحية أكبر مع مرور الوقت. ونصحت بالالتزام بنظام غذائي متوازن وإجراء فحوصات دورية لتحديد مستويات هذه العناصر في الجسم، خاصةً لدى كبار السن والحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضغط أو إجهاد مستمر. نقص الفيتامينات يمكن أن يؤثر سلبًا على جودة الحياة.
من المتوقع أن تصدر وزارة الصحة قريبًا توصيات بشأن الفحوصات الدورية للكشف عن نقص الفيتامينات والمعادن، خاصةً للفئات الأكثر عرضة للخطر. كما يجري حاليًا تقييم إمكانية إدراج بعض المكملات الغذائية في برامج الرعاية الصحية الأولية. يجب متابعة التطورات في هذا المجال لضمان حصول الجميع على الرعاية الصحية اللازمة.





