غوتيريش يحذر من الوضع الأمني في غرب أفريقيا والساحل

أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تحذيراً حازماً بشأن تدهور الأوضاع الأمنية في منطقة غرب أفريقيا والساحل، مؤكداً أن التحديات المتزايدة تشكل تهديداً عالمياً متصاعداً. وحذر غوتيريش من خطر انهيار الأوضاع في المنطقة، مشيراً إلى أن العديد من الدول تواجه وضعاً هشاً للغاية. هذا التحذير يأتي في ظل تصاعد خطر الإرهاب في الساحل وتنامي نفوذ الجماعات المتطرفة.
جاءت تصريحات غوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، حيث أكد على أن الوضع الحالي يتطلب تدخلاً عاجلاً. وأضاف أن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على السكان المحليين وجهود الإغاثة الإنسانية.
تنامي خطر الإرهاب في الساحل وتأثيره العالمي
وفقاً لغوتيريش، فإن جماعات إرهابية مثل “نصرة الإسلام والمسلمين” (فرع تنظيم القاعدة في الساحل) وتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى وبوكو حرام، تعمل على توسيع نفوذها واستغلال نقاط الضعف في دول المنطقة. وقد أدت هذه الجماعات إلى تعطيل إمدادات الوقود والسلع الأساسية في مالي، مما أثر سلباً على الخدمات الحيوية وعمليات الأمم المتحدة المنقذة للحياة.
وأضاف غوتيريش أن هذه الجماعات الإرهابية لا تقتصر على التهديد الإقليمي، بل أصبحت تشكل خطراً عالمياً متزايداً نظراً لصلاتها المتنامية بشبكات إرهابية أخرى في أفريقيا وخارجها. وتتطلب هذه الصلات تنسيقاً دولياً لمكافحة التطرف العنيف بفاعلية.
الأسباب الكامنة وراء تفاقم الأوضاع
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن دول الساحل تعاني من ظروف معيشية قاسية، حيث تحتل مرتبة متدنية في مؤشر التنمية البشرية، وتعاني من الفقر المدقع، وضعف المؤسسات الحكومية، وتأثيرات التغير المناخي. هذه العوامل مجتمعة تخلق بيئة مواتية لنمو الجماعات المسلحة وتجنيد المزيد من المقاتلين.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم غياب الأمن والاستقرار في تفاقم الأوضاع الإنسانية وزيادة الاعتماد على المساعدات الخارجية. ويشكل هذا تحدياً كبيراً أمام جهود التنمية المستدامة في المنطقة. ويتطلب الوضع معالجة شاملة تتضمن تعزيز الأمن وتوفير فرص اقتصادية وتحسين الحوكمة.
جهود الأمم المتحدة والتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب
أكد غوتيريش على التزام الأمم المتحدة بالتعاون مع دول الساحل لمواجهة هذه التحديات. وشدد على أهمية الجهود المنسقة والإرادة السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار والفرص لسكان غرب أفريقيا والساحل. ويتضمن ذلك تقديم الدعم الفني والمالي لتعزيز قدرات الدول على مكافحة التنظيمات الإرهابية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.
وأشار إلى أهمية معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب، مثل الفقر والبطالة والظلم، من خلال تنفيذ برامج تنموية مستدامة تخلق فرص عمل وتعزز المساواة. كما أكد على ضرورة تعزيز الحوكمة الرشيدة وسيادة القانون ومكافحة الفساد.
وفي سياق متصل، تعمل الأمم المتحدة على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الجهود الأمنية. ويتطلب ذلك أيضاً دعم الدول المجاورة لمنطقة الساحل لمساعدتها على مواجهة التهديدات العابرة للحدود.
وتشير التقارير إلى أن الوضع الأمني في الساحل سيظل معقداً وغير مستقر في المستقبل القريب، ويتطلب استمرار الجهود الدولية لمواجهة التحديات وتقديم الدعم للمنطقة. من المتوقع أن يقدم مجلس الأمن الدولي تقريراً مفصلاً عن الوضع في الساحل بحلول نهاية العام، مع توصيات بشأن الخطوات اللازمة لتحسين الأوضاع الأمنية والإنسانية.





