غوتيريش يطالب بالسماح بدخول مساعدات كافية تنقذ الأرواح في غزة

طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مجدداً بالسماح بدخول مساعدات إنسانية كافية إلى قطاع غزة، وذلك بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني. يأتي هذا في ظل استمرار الأزمة الإنسانية وتصاعد الدعوات الدولية لإنهاء المعاناة في القطاع، وتقديم الدعم اللازم للسكان المتضررين، مع التركيز على ضرورة تحقيق الاستقرار وتقديم المساعدة للسكان الفلسطينيين.
يحيي العالم يوم 29 نوفمبر من كل عام يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو مناسبة أقرتها الأمم المتحدة في عام 1977 بهدف التأكيد على الدعم الدولي لحقوق الفلسطينيين، بما في ذلك تقرير المصير والاستقلال الوطني والسيادة وعودة اللاجئين. وتأتي هذه الذكرى هذا العام بعد أكثر من عام من الصراع الدامي في غزة، مما يضاعف من أهمية الدعوات إلى السلام والعدالة.
الوضع الإنساني في غزة يتطلب استجابة عاجلة
أكد غوتيريش في رسالة نشرها موقع أخبار الأمم المتحدة، أن الناجين في غزة يعيشون في حالة حداد على عشرات الآلاف من القتلى، الذين يشكل الأطفال نسبة كبيرة منهم. بالإضافة إلى ذلك، هناك الآلاف من الجرحى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، بينما يواجه القطاع نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والمياه النظيفة.
وأضاف أن البنية التحتية في غزة تعرضت لدمار واسع النطاق، حيث أصبحت المدارس والمنازل والمستشفيات مجرد أنقاض. ونتيجة لذلك، يعاني السكان من صدمات نفسية عميقة، ويحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي لمساعدتهم على تجاوز هذه المحنة.
التحديات التي تواجه إدخال المساعدات
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي يفترض أن يسمح بإدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، إلا أن إسرائيل لم تلتزم بالكامل بالاتفاق. ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يقتصر على 200 شاحنة في اليوم على الأكثر، مما يعد غير كافٍ لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.
هذا النقص في المساعدات يعيق جهود الإغاثة ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. وتدعو الأمم المتحدة إلى الضغط على جميع الأطراف للامتثال الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود.
وشدد غوتيريش على ضرورة أن يواصل المجتمع الدولي الوقوف بحزم مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وأشار إلى أن الأونروا تمثل شريان الحياة لملايين الفلسطينيين، وأنها تقدم خدمات أساسية في مجالات التعليم والصحة والإغاثة.
وأضاف أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، لا يقل سوءاً، حيث يستمر الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عمليات عسكرية، وتتعرض المنطقة لعنف المستوطنين وتوسعهم الاستيطاني. هذا التدهور في الوضع يهدد بزيادة التوترات وتعقيد عملية السلام.
الحاجة إلى حل سياسي دائم
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أن المأساة في غزة والضفة الغربية قد وضعت المعايير والقوانين الدولية موضع الاختبار. وأكد أن قتل المدنيين وتهجير السكان وعرقلة المساعدات الإنسانية أمر غير مقبول على الإطلاق.
كما جدد غوتيريش دعوته إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والتوصل إلى حل الدولتين على أساس خطوط ما قبل عام 1967. وأشار إلى أن هذا الحل هو الوحيد الذي يضمن سلاماً وأمناً دائمين لإسرائيل وفلسطين، وأن القدس يجب أن تكون عاصمة للدولتين.
وأحصت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أكثر من 69 ألف شهيد و171 ألف جريح منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023. كما أشارت إلى أن الحرب تسببت في دمار هائل في البنية التحتية، وستتطلب جهوداً كبيرة لإعادة إعمار القطاع.
وفي الضفة الغربية، قُتل أكثر من 1085 فلسطينياً وأصيب ما يقرب من 11 ألفاً، فيما اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 21 ألف شخص منذ بداية الأزمة. هذه الأحداث تؤكد على الحاجة الملحة إلى تدخل دولي لوقف العنف وحماية المدنيين.
من المتوقع أن يستمر الضغط الدولي على الأطراف المعنية للتوصل إلى حلول مستدامة للأزمة الفلسطينية الإسرائيلية. وستظل قضية المساعدات الإنسانية لغزة والضفة الغربية على رأس أولويات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. ومع ذلك، فإن تحقيق السلام الدائم يتطلب التزاماً حقيقياً من جميع الأطراف، و استعداداً لتقديم التنازلات اللازمة.





