فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عليها

اختارت مؤسسة “فاركي” العالمية المعلمة الفلسطينية مها أبو منشار ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم لعام 2026، تقديرًا لجهودها المتميزة في تطوير العملية التعليمية. يأتي هذا التكريم بعد سنوات من العمل الدؤوب وتقديم مبادرات مبتكرة تهدف إلى تعزيز جودة التعليم في فلسطين، خاصةً في ظل التحديات التي تواجه الطلاب والمعلمين.
أبو منشار، معلمة الجغرافيا في مدرسة ياسر عمرو الثانوية للبنات في الخليل، هي واحدة من أكثر من 5 آلاف مرشح من 139 دولة تم اختيارهم. يعكس هذا الاختيار التزامها الراسخ بتقديم تعليم متميز، وتحويل العقبات إلى فرص للإبداع والابتكار في الفصول الدراسية. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة اعتراف دولي بأهمية دور المعلمين الفلسطينيين في بناء مستقبل أفضل.
مبادرات التعليم المبتكرة لمها أبو منشار
ركزت مبادرات أبو منشار على إيجاد حلول عملية للتحديات التي يواجهها الطلاب في الخليل، بما في ذلك تأثير المستوطنات وحواجز التفتيش على الوصول إلى المدارس. لم تدع هذه الظروف تعيقها، بل استلهمت منها أفكارًا جديدة لتحفيز الطلاب وتعزيز فهمهم للمواد الدراسية.
من أبرز مبادراتها، مبادرة “كتابي وسيلتي”، حيث قامت بتحويل محتوى الكتب المدرسية وصورها إلى مجسمات تعليمية باستخدام عجينة السيراميك. هدفت هذه المبادرة إلى جعل المفاهيم المجردة أكثر وضوحًا وجاذبية للطلاب، مما ساهم في تحسين نتائجهم الدراسية. وقد حازت هذه المبادرة على جائزة الإنجاز والتميز على مستوى فلسطين عام 2019.
تطوير المهارات الرقمية
بالإضافة إلى ذلك، قامت أبو منشار بتدريب الطلاب على مجموعة متنوعة من المهارات الرقمية، مستخدمةً أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز العملية التعليمية. هذا التدريب يهدف إلى إعداد الطلاب لمواجهة متطلبات سوق العمل المتغيرة، وتمكينهم من استخدام التكنولوجيا في حياتهم اليومية.
وأشارت أبو منشار إلى أنها أنجزت ما يقارب 58 وسيلة تعليمية تجسّد المفاهيم المجردة في الكتب المدرسية بأسلوب بصري مبتكر، مما يعكس تفانيها في إيجاد طرق جديدة ومثيرة للاهتمام لتدريس المادة.
تحديات تواجه العملية التعليمية في الخليل
أكدت أبو منشار أن الطلاب في الخليل يواجهون تحديات كبيرة، بما في ذلك وجود بؤرة استيطانية بالقرب من المدرسة وحاجز تفتيش عند البوابة. تؤثر هذه العوامل سلبًا على بيئة التعلم، وتزيد من صعوبة وصول الطلاب إلى المدرسة بانتظام. ومع ذلك، تعتبر هذه التحديات دافعًا إضافيًا لها لتعزيز الأمل والإبداع في الفصول الدراسية.
وتشير التقارير إلى أن قطاع التعليم في فلسطين يعاني من نقص في الموارد والتحديات السياسية والاقتصادية. ومع ذلك، يواصل المعلمون الفلسطينيون تقديم تعليم عالي الجودة، على الرغم من الظروف الصعبة. وتعتبر مبادرات مثل مبادرات أبو منشار نموذجًا يحتذى به في التغلب على هذه التحديات.
التقدير الإقليمي والدولي
أبو منشار ليست المعلمة الوحيدة التي تم اختيارها من فلسطين. فقد تم اختيار معلم آخر من قطاع غزة أيضًا، تقديرًا لجهودهما في خدمة التعليم في فلسطين. يعكس هذا التكريم التزام كلا المعلمين بتقديم تعليم متميز، على الرغم من الظروف الصعبة التي يواجهونها.
ويأتي هذا التكريم في وقت تشهد فيه فلسطين اهتمامًا متزايدًا بتطوير قطاع التعليم، وتحسين جودة التعليم المقدم للطلاب. وتعتبر مبادرات مثل مبادرات أبو منشار جزءًا من هذا الجهد، وتهدف إلى إعداد جيل جديد من القادة والمفكرين.
الخطوات المستقبلية
من المتوقع أن يتم تكريم المعلمين الفائزين في حفل رسمي سيقام في دبي في شهر فبراير 2026. وستتاح لهم الفرصة لتبادل الخبرات مع معلمين من جميع أنحاء العالم، والمشاركة في ورش عمل وبرامج تدريبية تهدف إلى تطوير مهاراتهم وقدراتهم. وستشكل هذه التجربة فرصة قيمة لهم لتعزيز دورهم في تطوير التعليم في فلسطين.
يبقى التحدي الأكبر هو توفير الدعم اللازم للمعلمين الفلسطينيين، وتمكينهم من مواصلة عملهم المتميز في ظل الظروف الصعبة. ويتطلب ذلك تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة الفلسطينية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني. ومن المهم متابعة تأثير هذه المبادرات على أداء الطلاب، وتقييم مدى فعاليتها في تحقيق الأهداف المرجوة.




