فيلم القيد.. الدراما البدوية تنطلق إلى الشاشة الكبيرة برؤية سينمائية جديدة

تستعد دور العرض السعودية في الرابع من سبتمبر المقبل لاستقبال الفيلم السعودي «القيد» للمخرج حسام الحلوة، بعد أكثر من عام ونصف العام على الانتهاء من تصويره في فبراير 2024.
ويُعد العمل خطوة لافتة في مسار الدراما البدوية، حيث ينتقل بها من إطارها التلفزيوني التقليدي إلى تجربة سينمائية واسعة الطموح، تحمل ملامح الأصالة والهوية المحلية بروح معاصرة.
وفي حديث خاص لـ«العربية»، أوضح المخرج حسام الحلوة أن رهانه في الفيلم يقوم على العودة إلى «الأصالة السينمائية»، بعيداً عن التجريب المفتعل أو البحث عن لغة غريبة عن بيئتنا، قائلاً: «لم يكن هدفي أن أبتكر لغة جديدة، بل أن أستعيد اللغة الأصيلة التي أحبها شخصياً؛ السرد الذي يمنح المشاهد تجربة إنسانية متكاملة، ويركز على الإيقاع وبناء السياق والشعور، معتمداً على العناصر النقية: أداء الممثل، حركة الكاميرا، التأطير، الموسيقى، الصوت، والمونتاج».
وأضاف: «أردت أن أقدّم قصة محلية برؤية سينمائية مشوّقة، وأن أنقل الدراما البدوية من الشاشة الصغيرة إلى الشاشة الكبيرة، بما يتيح لها أفقاً أوسع وأكثر غنى».
تصوير وسط برد قارس وتضاريس وعرة
كشف الحلوة أن رحلة تصوير الفيلم استغرقت أكثر من 60 يوماً وسط ظروف مناخية صعبة وتضاريس وعرة في شمال السعودية، موضحاً: «واجهنا برداً قارساً في أبرد أيام السنة، وكنا نصوّر في مناطق من أصعب بقاع المملكة وصولاً، ومع ذلك تمكنا من الالتزام بالجدول الزمني دون أي تأخير، بفضل الروح الجماعية والهمة العالية لأفراد الفريق».
وتابع: «أيقنت من هذه التجربة أن الإيمان بالمشروع هو الدافع الأول لإنجازه، وأن مهمتي كمخرج تكمن في الثبات ووضوح الرؤية، لأن ذلك ينعكس مباشرة على أداء الفريق ويغرس الثقة الجماعية بالعمل».
إضافة نوعية للمشهد السينمائي السعودي
وعن القيمة التي يمثلها «القيد» للسينما المحلية، قال الحلوة: «لا أعرف كيف سيكون وقع الفيلم عند عرضه، لكنني على يقين أنه يضيف تنوعاً للمشهد الدرامي السينمائي في السعودية. ما جذبني منذ البداية هو فكرة تقديم قصة سعودية بجذور محلية، تُروى بأدوات سينمائية عالمية، من دون أن تتحول إلى محاكاة أو تقليد، بل لتشكّل صنفاً محلياً جاداً وقابلاً للتكرار والاستمرار».
تعاون واسع مع خبرات دولية
وأشار الحلوة إلى أن التعاون مع شركة «تلفاز11» كان أحد عوامل نجاح المشروع، مؤكداً: «وجدت لديهم شجاعة وإيماناً بالفيلم وثقة كبيرة بي، مما ساعد على دفع العمل إلى الأمام. وهذا يُعد أكبر إنتاج لشركة تلفاز حتى الآن، ويضم إمكانيات لم نعتد رؤيتها في السينما المحلية».
وأوضح أن الفيلم استعان بطواقم دولية لتحقيق مستوى متقدم من المؤثرات البصرية والخدع السينمائية، لافتاً إلى مشاركة خبراء من فرنسا وبلجيكا وتونس ومصر والأردن في التصوير، إضافة إلى مجازفين من الجزائر، وفريق مكياج متخصص من إسبانيا، وفريق مؤثرات خاصة من إيطاليا.
كما أشار إلى أن مدير التصوير البلجيكي شون دون تولى الجانب البصري للفيلم، فيما أشرف فريق InsideFX الإسباني على المكياج، إلى جانب المصمم الفني السعودي أحمد باعقيل.
قصة «القيد»
تدور أحداث الفيلم في شمال الجزيرة العربية مطلع عشرينيات القرن الماضي، حيث تتحول الصحراء القاسية والشتاء القارس إلى ساحة صراع محتدم بين الانتقام والفداء، في إطار يمزج بين الدراما والإثارة والتشويق. ويشارك في بطولته يعقوب الفرحان، سعد الشطي، خالد عبد العزيز، حسام الحارثي، عاصم العواد، أيمن مطهر، براء عالم، وفهد المطيري.
وكان الحساب الرسمي للفيلم على «إنستغرام» قد روج للعمل قائلاً: «من تضاريس نيوم الوعرة، وشتاء وصل إلى 4 درجات تحت الصفر، ما بقى شيء»، في إشارة إلى صعوبة ظروف التصوير.
بهذا، يشكّل «القيد» علامة فارقة في التجربة السينمائية السعودية الناشئة، إذ يجمع بين الهوية المحلية والقدرة التقنية العالية، واضعاً الدراما البدوية في سياق جديد يُمكّنها من الوصول إلى أوسع محلياً وعالمياً.