في يومهم العالمي.. الجزيرة تعايش مأساة أطفال غزة

في ظل استمرار الأوضاع الإنسانية المتردية، يعيش أطفال غزة واقعًا مأساويًا يتفاقم مع دخول فصل الشتاء. فقد وثقت التقارير الدولية استشهاد آلاف الأطفال وإصابة عشرات الآلاف، بينما يواجه الناجون تحديات هائلة في الحصول على الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والدواء والمأوى، مما يثير قلقًا دوليًا واسعًا بشأن مستقبلهم.
وقد أفاد مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة باستشهاد ما يقرب من 20 ألف طفل منذ بداية الحرب، وهو رقم مروع يعكس حجم المعاناة. وفي الوقت نفسه، أكدت منظمة اليونيسيف أن غزة تشهد أكبر عدد من الإصابات ببتر الأطراف في التاريخ الحديث، مما يضع ضغوطًا هائلة على النظام الصحي المتهالك.
الوضع المأساوي لأطفال غزة يتفاقم مع الشتاء
مع بدء فصل الشتاء، يواجه أطفال غزة ظروفًا معيشية قاسية للغاية. يعيش العديد منهم في خيام متهالكة لا توفر لهم الحماية الكافية من البرد والأمطار، ويعانون من نقص حاد في الملابس والأغطية الدافئة. هذا الوضع دفع العديد من المنظمات الدولية إلى وصف ما يحدث في غزة بأنه “حرب شاملة ومنهجية على الأطفال”.
أظهرت لقطات حديثة لأطفال غزة يرتدون ملابس صيفية في الطقس البارد، ويعيشون بين الأنقاض، والخيام الممزقة، مدى التدهور في الأوضاع الإنسانية. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن 93% من خيام الغزيين لم تعد صالحة للإيواء، مما يزيد من معاناة النازحين.
تأثير النزوح على صحة الأطفال
لا يقتصر تأثير النزوح على الجوانب المادية فحسب، بل يمتد ليشمل الصحة النفسية والجسدية للأطفال. يعاني العديد منهم من صدمات نفسية عميقة بسبب مشاهد العنف والخسارة، ويحتاجون إلى دعم نفسي متخصص. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص الغذاء والدواء يزيد من خطر إصابتهم بالأمراض وسوء التغذية.
وفقًا لمراسل الجزيرة، فإن أكثر من ألف طفل ولدوا واستشهدوا خلال فترة الحرب، و14 طفلاً قضوا بسبب البرد. كما أن هناك حوالي 56 ألف طفل يبحثون عن الطعام في الشوارع والتكايا بعد فقدان معيليهم، مما يعرضهم للخطر.
قيود على المساعدات الإنسانية
أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن قلقها البالغ إزاء القيود التي تفرضها إسرائيل على وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خاصة مع دخول فصل الشتاء. وصرحت المتحدثة باسم اليونيسيف، تيس إنغرام، بأن المساعدات التي سُمح بدخولها لا تفي بالاحتياجات المتزايدة للسكان.
الأمطار الأخيرة فاقمت الوضع بالنسبة للنازحين، وتسببت في أضرار كبيرة للخيام. كما أن نقص الملابس والأغطية يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. وتشير التقارير إلى أن الوضع الإنساني في غزة أصبح “أخطر مكان في العالم على الأطفال”.
الوضع في غزة يتطلب استجابة دولية عاجلة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين. الاحتياجات الإنسانية في القطاع هائلة، وتشمل الغذاء والدواء والمأوى والرعاية الصحية والنفسية. مستقبل أطفال غزة يعتمد على قدرة المجتمع الدولي على التدخل الفوري وتقديم الدعم اللازم.
الجهود الدولية والمطالب المتزايدة
أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، فيليب لازاريني، على الحاجة الماسة لفتح جميع المعابر وتأمين لوازم الشتاء للسكان. ودعا إلى رفع القيود المفروضة على حركة المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
على الصعيد العالمي، حذرت اليونيسيف من أن 4.5 مليون طفل قد يموتون في مناطق النزاع بحلول عام 2030 بسبب التقليص غير المسبوق لحجم المساعدات. كما أشارت إلى أن 19% من أطفال العالم كانوا يعيشون في مناطق نزاع خلال عام 2024، وأن 50% منهم يعيشون في فقر مدقع.
من المتوقع أن تستمر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في الضغط على إسرائيل لرفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية. كما من المرجح أن يتم إطلاق حملات لجمع التبرعات لتلبية الاحتياجات المتزايدة لأطفال غزة. ومع ذلك، فإن الوضع لا يزال غير مؤكد، ويتوقف على التطورات السياسية والأمنية في المنطقة. يجب مراقبة تطورات فتح المعابر وتدفق المساعدات الإنسانية عن كثب في الأسابيع القادمة.




