الذهب يتراجع وسط حذر المستثمرين قبيل صدور بيانات أميركية

شهدت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء انخفاضًا طفيفًا، متأثرة بالحذر الذي يسود أوساط المستثمرين قبيل الإعلان عن بيانات اقتصادية أمريكية هامة. تشمل هذه البيانات تقارير الوظائف ومعدلات التضخم، والتي من المتوقع أن تلقي الضوء على المسار المحتمل للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفدرالي في ظل اقتراب نهاية العام.
وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 4285 دولارًا للأوقية (الأونصة) عند كتابة هذا التقرير، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.5%. يأتي هذا بعد عام استثنائي للذهب، حيث ارتفع بأكثر من 64% وحقق أرقامًا قياسية جديدة، ليصبح أحد أفضل الأصول أداءً في عام 2025.
تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية على سعر الذهب
يولي المستثمرون اهتمامًا بالغًا بالبيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة، والتي قد تحدد وتيرة التيسير النقدي المحتملة من قبل مجلس الاحتياطي الفدرالي في عام 2026. وفقًا لإيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في تيستي لايف، فإن السوق تتساءل عما إذا كان هناك زخم كافٍ لدفع الذهب نحو مستويات أعلى، أو ما إذا كان السعر الحالي يمثل نقطة تحول.
ومن الجدير بالذكر أن تقرير الوظائف المجمع لشهرَي أكتوبر ونوفمبر قد يفتقر إلى بعض التفاصيل بسبب الإغلاق الحكومي الذي استمر 43 يومًا، والذي أثر على جمع البيانات، بما في ذلك معدل البطالة لشهر أكتوبر. بالإضافة إلى ذلك، ستترقب الأسواق بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية ومؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى البنك المركزي الأمريكي.
العلاقة بين أسعار الفائدة والذهب
عادةً ما يشهد الذهب إقبالًا متزايدًا في أوقات انخفاض أسعار الفائدة، حيث يعتبر ملاذًا آمنًا للأموال ولا يحقق عائدًا مباشرًا. تتوقع العديد من المؤسسات المالية أن يبدأ مجلس الاحتياطي الفدرالي في خفض أسعار الفائدة في النصف الثاني من عام 2026، مما قد يدعم الطلب على الذهب.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
لم يقتصر التراجع على الذهب فقط، حيث انخفضت الفضة الفورية بنسبة 1.6% لتصل إلى 63 دولارًا للأوقية، بعد أن سجلت مستوى قياسيًا مرتفعًا عند 64.65 دولارًا يوم الجمعة. في المقابل، شهد البلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.8% ليصل إلى 1807.4 دولارًا، بينما زاد البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 1886.5 دولارًا للأوقية.
يعزى أداء الفضة القوي جزئيًا إلى الطلب الصناعي المتزايد، خاصة في قطاع الطاقة الشمسية. أما البلاتين والبلاديوم، فيستخدمان بشكل أساسي في صناعة السيارات، حيث يساهمان في تقليل الانبعاثات الضارة. تعتبر المعادن الصناعية (secondary keywords) خيارًا استثماريًا بديلًا في ظل التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية.
تتأثر أسعار الذهب أيضًا بالوضع الجيوسياسي العالمي، حيث يميل المستثمرون إلى اللجوء إليها في أوقات الأزمات وعدم اليقين. كما أن ضعف الدولار الأمريكي عادة ما يدعم أسعار الذهب، حيث يصبح الذهب أرخص للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.
من المتوقع أن تستمر الأسواق في مراقبة البيانات الاقتصادية الأمريكية عن كثب في الأيام القليلة القادمة. سيكون التركيز بشكل خاص على مؤشر التضخم الشخصي، حيث أن أي ارتفاع غير متوقع قد يدفع مجلس الاحتياطي الفدرالي إلى تأجيل خطط خفض أسعار الفائدة، مما قد يؤثر سلبًا على سعر الذهب. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة التطورات الجيوسياسية العالمية، حيث يمكن أن تؤدي أي تصعيد إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن.
في الختام، يبقى مستقبل أسعار الذهب غير مؤكدًا ويتوقف على مجموعة متنوعة من العوامل الاقتصادية والسياسية. من المرجح أن يشهد السوق تقلبات في المدى القصير، ولكن على المدى الطويل، قد يستمر الذهب في لعب دور مهم في محافظ المستثمرين كأداة للتحوط ضد التضخم وعدم اليقين.





