قتيل بقصف إسرائيلي لسيارة في جنوب لبنان

شهد جنوب لبنان اليوم السبت، 22 نوفمبر 2025، تطوراً خطيراً بإعلان مقتل شاب لبناني في قصف جوي إسرائيلي، مما يثير مخاوف من تصعيد جديد للتوتر على الحدود. يأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه المنطقة هدوءاً هشاً منذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، ويطرح تساؤلات حول مستقبل هذا الاتفاق واحتمالية استئناف الأعمال القتالية. هذه التطورات تلقي بظلالها على ملف الوضع في جنوب لبنان، الذي يظل معقداً وحساساً.
ووفقاً لما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، فقد استشهد كامل رضا قرنبش نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارته على طريق عين السماحية في بلدة زوطر الشرقية في قضاء النبطية. هرعت فرق الإسعاف إلى الموقع لتقديم المساعدة، ولكن جهودها لم تفلح في إنقاذ الشاب. لم يصدر بعد أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حول هذا القصف.
استعداد للتفاوض بشأن الوضع في جنوب لبنان
في سياق متصل، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أمس الجمعة استعداده للتفاوض مع إسرائيل بهدف التوصل إلى اتفاق دائم ينهي الاعتداءات عبر الحدود. جاء هذا الإعلان في كلمة متلفزة بمناسبة عيد الاستقلال، حيث شدد الرئيس عون على أهمية تحقيق الاستقرار الدائم في الجنوب.
وأوضح الرئيس عون أن التفاوض يجب أن يتم برعاية أممية أو أمريكية أو دولية مشتركة، وأن يشمل آليات واضحة لتحديد دور القوات الدولية في دعم الجيش اللبناني وتعزيز سلطة الدولة. كما أكد على استعداد الجيش اللبناني لتولي مسؤولية النقاط الحدودية التي احتلتها إسرائيل.
الخروق المستمرة وتأثيرها
على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، استمرت إسرائيل في تنفيذ عمليات استطلاع جوي وبحري في الأجواء والمياه اللبنانية. تعتبر هذه العمليات من قبل لبنان خروقاً للسيادة الوطنية، وتساهم في تأجيج التوتر في المنطقة. وتواصل قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) جهودها لرصد الوضع والعمل على منع أي تصعيد.
وقد نشرت اليونيفيل على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) تغريدة بمناسبة الذكرى الـ82 لاستقلال لبنان، أكدت فيها التزامها المستمر بدعم الجيش اللبناني وتعزيز الاستقرار في الجنوب. وشددت على أهمية احترام سيادة ووحدة الأراضي اللبنانية لتحقيق التقدم في تنفيذ القرار 1701.
يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار أنهى عدواناً إسرائيلياً بدأ في أكتوبر 2023 وتصاعد في سبتمبر 2024، مخلفاً أكثر من 4 آلاف قتيل وحوالي 17 ألف جريح. خلال هذه الحرب، احتلت إسرائيل خمس تلال لبنانية في الجنوب، ومن المفترض أن تنسحب منها بموجب الاتفاق إلا أنها لم تفعل ذلك حتى الآن. وتتعلق قضية الانسحاب الإسرائيلي بشكل مباشر باستقرار المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في ظل سياق إقليمي معقد، يتسم بتوترات متزايدة بين إسرائيل وجماعات مسلحة في المنطقة. ويرى مراقبون أن أي تصعيد جديد في جنوب لبنان قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي. بالإضافة إلى ذلك، يثير الوضع الأمني في لبنان قلقاً بالغاً لدى جميع الأطراف المعنية.
من الجانب اللبناني، تؤكد الحكومة على حقها في الدفاع عن سيادتها وأراضيها، وتدعو المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للالتزام بقرارات الشرعية الدولية. كما تشدد على أهمية دعم الجيش اللبناني وتمكينه من القيام بمهامه في حماية الحدود والحفاظ على الأمن.
الخطوة التالية المتوقعة هي اجتماع محتمل لرؤساء الوفود الدائمة للدول المساهمة بقوات في اليونيفيل لمناقشة التطورات الأخيرة وسبل تعزيز جهود حفظ السلام. ومع ذلك، يبقى احتمال استئناف الأعمال القتالية قائماً في ظل استمرار الخلافات حول القضايا العالقة. يجب مراقبة ردود الفعل الإسرائيلية على حادثة القصف الأخيرة وتطورات المفاوضات المحتملة لتقييم الوضع بشكل دقيق.





