قمة أوروبية في غرناطة تبحث أزمة قره باغ بغياب أذربيجان
يلتقي اليوم الخميس نحو 50 قياديا أوروبيا في غرناطة (جنوبي إسبانيا) على أمل تأكيد عزمهم على إحراز تقدم بشأن مسائل جيوسياسية عدة، غير أن غياب رئيس أذربيجان قد يقوض مصداقية الاجتماع.
وفي حين تحمل القمة الحالية -وهي الثالثة للمجموعة السياسية الأوروبية- رمزية كبيرة، فإن غياب رئيس أذربيجان إلهام علييف وغياب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتوقع سيشكلان نكسة للمنتدى الذي يرمي بشكل أولي إلى توفير إطار غير رسمي لتسوية بؤر توتر إقليمية.
وبعد أسبوعين على الهجوم الخاطف الذي شنته قوات أذربيجانية على ناغورني قره باغ، وما تبعه من مغادرة معظم سكان الإقليم الأرمن، كان المسؤولون الأوروبيون يأملون في استضافة اجتماع بين علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان.
غير أن رئيس أذربيجان عدل عن التوجه إلى إسبانيا إثر ورود إشارات دعم أوروبية ليريفان.
وندد علييف بـ”أجواء معادية لأذربيجان”، معتبرا أنه من غير “الضروري” المشاركة في المفاوضات في إطار الاجتماع الأوروبي، وفق ما أعلن مسؤول أذربيجاني لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأعرب باشينيان -الذي سيحضر القمة- عن خيبة أمله، وقال “كنا في ذهنيّة بناءة ومتفائلة، كنا نعتقد أنه من الممكن توقيع وثيقة”، مضيفا أنه “حتى صباح اليوم، كان ذلك يبدو مرجحا بقوة”.
والتقى باشينيان وعلييف خلال القمة الأخيرة للمجموعة السياسية الأوروبية يونيو/حزيران الماضي في مولدافيا، وشارك في الاجتماع آنذاك رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز.
وهدف المجموعة السياسية الأوروبية، التي انطلقت من فكرة طرحها ماكرون، جمع دول من خارج الاتحاد الأوروبي. وفي هذا السياق، دعيت 20 دولة إلى المشاركة في هذه القمة الثالثة إلى جانب دول التكتل الـ27.
وانطلاقا من هذه الفكرة، تضم المجموعة دولا ذات مسارات متباينة تماما تجاه التكتل الأوروبي، بينها دول مرشحة للانضمام وأخرى على يقين بأن الباب أغلق أمامها لوقت طويل، فضلا عن المملكة المتحدة التي اختارت قبل 7 سنوات الخروج من الاتحاد.
سوناك يعتزم بحث الهجرة
ورأى سيباستيان مايار من معهد جاك دولور أن “غياب أردوغان للمرة الثانية على التوالي يضعف المجموعة السياسية الأوروبية التي صممت للتعامل مع أنقرة في إطار مختلف عن الاتحاد الأوروبي، حيث طلب انضمامها مجمد”.
وتابع أنه “من دون تركيا وأذربيجان، تتخذ المجموعة السياسية منحى أوروبيا بمعنى أكثر حصرية، وتبدو أكثر معاداة (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، باستثناء بعض القادة”.
وقال “يبقى أن نعرف إن كان هذا الغياب موقتا أم نهائيا”، مشيرا إلى أن الانتماء إلى المجموعة السياسية الأوروبية يبقى مرنا.
ومع إلغاء اللقاء المرتقب بشأن ناغورني قره باغ، قد ينتقل تركيز قمة غرناطة إلى أزمة الهجرة التي يأمل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن تكون في صلب المحادثات.
واتفقت الدول الـ27 -أمس الأربعاء- على نص يهدف إلى تنسيق استجابة مشتركة في حال تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي، كما حدث في أثناء أزمة اللاجئين عامي 2015 و2016.
لكن في انتظار وضع اللمسات الأخيرة على مشروع إصلاح نظام الهجرة الأوروبي، تعتزم إيطاليا والمملكة المتحدة التحرك بأسرع ما يمكن.
كما ستكون الحرب الروسية في أوكرانيا مدرجة على جدول أعمال المحادثات، إذ تعتزم الدول الأوروبية إعادة تأكيد دعمها لكييف، في ظل التساؤلات عن استمرارية الدعم الأميركي لهذا البلد.