سندرس بدقة خطة ألمانيا الدفاعية لاحتواء روسيا

قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، إن موسكو ستدرس بدقة الخطة الدفاعية التي طورتها ألمانيا لاحتواء روسيا، متهماً برلين «بالعداء» لبلاده. فيما تبادلت موسكو وكييف، داخل مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، اللوم بشأن حادث تحطم طائرة النقل العسكرية الروسية «إليوشن إيل 76»، فوق بيلغورود، الأربعاء.
في وقت قال مسؤول أوكراني كبير، إن كييف لم ترَ، حتى الآن، دليلاً على أن الطائرة المنكوبة كانت تقل أسرى حرب أوكرانيين.
في الغضون، أوضح بيسكوف، في تصريحات صحافية، أوردتها وكالة أنباء «تاس» الروسية، رداً على سؤال يتعلق بالخطة التي طورتها ألمانيا، لاحتواء روسيا: «حقيقة، أن ألمانيا شرعت في طريق المواجهة الحاسمة مع روسيا ليست سراً. لا يوجد شيء جديد».
وأضاف: «في ضوء المزاج المعروف في برلين، سيتعين علينا التدقيق في هذه الخطة».
جدير بالذكر، أن وكالة الأنباء الألمانية، نقلت عن رئيس القيادة الإقليمية للجيش الألماني، الجنرال أندريه بوديمان، قوله، إن ألمانيا ستقدم بحلول أبريل المقبل، خطة دفاعية عملياتية – هي الأولى منذ نهاية الحرب الباردة -، تؤمن الدور القيادي للجيش الألماني في حماية الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي «الناتو».
على صعيد متصل، أكد بيسكوف، مجدداً، أن بلاده «ما زالت منفتحة» على المفاوضات بشأن التسوية في أوكرانيا، إذ تفضّل روسيا تحقيق أهدافها عبر الوسائل الدبلوماسية.
وصرح بيسكوف لـ«بلومبيرغ»، معلقاً على أنبائها التي تفيد بأن روسيا تستشعر إمكانية إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن حل الأزمة حول أوكرانيا: «لقد صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مراراً وتكراراً، بأن روسيا كانت، ولا تزال، وستبقى منفتحة على المفاوضات حول أوكرانيا».
وأضاف بيسكوف: «نحن مصممون على تحقيق أهدافنا. ونحن نفضل تحقيق ذلك عبر الوسائل الدبلوماسية. وإذا لم يتم الأمر بهذا الشكل، فإن العملية العسكرية ستستمر حتى تحقيق أهدافنا».
وأكدت المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون، أن الولايات المتحدة ليس لديها معلومات عن تغيّر في موقف روسيا بشأن أوكرانيا. وأضافت: «الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر ما إذا كانت ستتفاوض مع روسيا، ومتى، وكيف».
في الأثناء، وصف نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، خلال جلسة خاصة للمجلس، عقدت بناء على طلب موسكو، الواقعة بـ«جريمة متعمدة مع سبق الإصرار»، حيث تتهم موسكو، قوات كييف بتنفيذها.
ورفضت نائب سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة، خريستينا هايوفيشين، الاتهام الروسي، وقالت إن بلادها لم تخطر بعدد ونوع وسائل النقل، التي تم استخدامها لنقل الأسرى، الذين لقوا حتفهم في الحادث.
وحتى اللحظة، لم تتضح ملابسات تحطم طائرة النقل العسكرية الروسية، حيث تقول موسكو إن 65 أسير حرب أوكرانياً من أصل 74 آخرين، مع أفراد الطاقم ومرافقين، لقوا جميعاً حتفهم، عندما استهدفت صواريخ كييف الطائرة.
بينما لم تؤكد كييف سوى أن هناك خططاً لتبادل الأسرى مع روسيا، ولم تذكر ما إذا كانت صواريخها أسقطت الطائرة، ولم تقدم تفسيراً لسقوطها.
إلى ذلك، صرح مفوّض حقوق الإنسان الأوكراني، دميترو لوبينيتس، للتلفزيون الرسمي: «لم نرَ أي مؤشرات على وجود عدد كبير من الأشخاص على متن الطائرة، سواء كانوا مواطنين أوكرانيين أم لا».
ودعا لوبينيتس إلى إجراء تحقيق دولي في حادث تحطم الطائرة العسكرية المنكوبة، متهماً موسكو بشن حملة مستهدفة، ومخطط لها منذ فترة طويلة، لتشويه سمعة أوكرانيا.
وأكد لوبينيتس أنه وفقاً لبنود «اتفاقية جنيف»، فإن روسيا ستتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة أسرى الحرب وصحتهم.