لبنان يؤكد تمسكه بخيار التفاوض وغوتيريش يطالب إسرائيل بالانسحاب الكامل

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون التزام بلاده بالخيار الدبلوماسي في تحرير الأراضي اللبنانية، مشيرًا إلى عدم تلقي أي رد من إسرائيل بشأن هذا الخيار. جاء ذلك خلال استقباله وفد “نقابة المحررين” في قصر بعبدا. وأوضح عون أن الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة التي تعمل في منطقة جنوب الليطاني، مؤكدًا أن “حزب الله” لا يتدخل هناك.
وفي سياق متصل، جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته لإسرائيل للانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية شمال الخط الأزرق، بما في ذلك بلدة الغجر والمنطقة المجاورة لها. كما دعا إلى الوقف الفوري للتحليقات الجوية فوق الأراضي اللبنانية، مؤكدًا على ضرورة ممارسة الدولة اللبنانية لسيادتها الكاملة على أراضيها.
التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية
وتأتي تصريحات الرئيس اللبناني في ظل استمرار إسرائيل في خرق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2024، بعد حرب شاملة بدأت في أكتوبر 2023 وأدت إلى مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة 17 ألفًا في لبنان. ولا تزال إسرائيل تحتل خمس تلال لبنانية في الجنوب، بالإضافة إلى مناطق أخرى منذ عقود، في تحدٍ واضح للاتفاق الذي كان يهدف إلى إنهاء العدوان.
وفي هذا السياق، رحب غوتيريش بقرار الحكومة اللبنانية بتكليف الجيش بوضع خطة لضبط السلاح في البلاد، مشيدًا بالتقدم المحرز في حصر السلاح داخل المخيمات الفلسطينية. وأكد على أن احتكار السلاح يجب أن يكون بيد الدولة اللبنانية وحدها.
موقف حزب الله من التفاوض
وفي حين يدعو الرئيس اللبناني إلى اعتماد الحوار والدبلوماسية، يرفض “حزب الله” أي تفاوض سياسي جديد مع تل أبيب، داعيًا إلى “توحيد الموقف الوطني في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية”. وقال نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، إن الحزب لن يتخلى عن سلاحه رغم الجهود الحكومية في هذا الصدد، مؤكدًا أن “لكل شيء حد” في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي ختام تصريحاته، شدد الرئيس اللبناني على ضرورة اعتماد “قوة المنطق” في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أنه أبلغ “حزب الله” بأن “منطق القوة لم يعد مجديًا”. ويبقى الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية متوترًا، مع استمرار إسرائيل في خرق الاتفاقات المبرمة.
التطورات المقبلة
وفي ضوء التطورات الأخيرة، ينتظر أن تتخذ الحكومة اللبنانية خطوات إضافية لتعزيز سيطرتها على الأراضي اللبنانية وضبط السلاح. كما ينتظر أن يستمر المجتمع الدولي في الضغط على الأطراف المعنية لاحترام الاتفاقات المبرمة وضمان استقرار المنطقة.
ومع استمرار التوترات، يبقى الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية محط مراقبة من قبل المجتمع الدولي، حيث يترقب الجميع الخطوات المقبلة التي ستتخذها الأطراف المعنية لتهدئة الوضع وضمان احترام السيادة اللبنانية.





