Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

ماذا يفعل الاحتلال في بلدة يعبد شمال الضفة؟

جنين – تشهد مدينة جنين وبلداتها، وخاصة يعبد، تصعيدًا ملحوظًا في الاقتحامات الإسرائيلية، مما أدى إلى تدمير الممتلكات وتهجير السكان، وتحويل المنازل إلى مراكز عسكرية. وتأتي هذه الأحداث في ظل استمرار التوتر في الضفة الغربية، وتصاعد المخاوف بشأن مستقبل العملية السياسية، وتؤثر بشكل مباشر على حياة الفلسطينيين اليومية. وتعتبر هذه الاقتحامات جزءًا من نمط متزايد من الاعتقالات والقيود المفروضة على الحركة.

في الرابع عشر من نيسان/أبريل 2025، اقتحم جنود الاحتلال منزل أبو يوسف الكيلاني في بلدة يعبد جنوب جنين، وأجبروه وعائلته على المغادرة تحت التهديد، وحولوا المنزل إلى ثكنة عسكرية. هذه الحادثة ليست منفردة، بل تتكرر مع عائلات أخرى في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية من وراء هذه الاقتحامات.

الوضع في يعبد: استيلاء وسرقة الممتلكات

يصف أبو يوسف، البالغ من العمر 60 عامًا، للجزيرة نت كيف طرد من منزله، وفقد مصدر رزقه. وأكد أنه لم يتمكن من أخذ أي من ممتلكاته الشخصية، وأن منزله تحول إلى مركز عسكري للاحتلال. وأضاف أن جنود الاحتلال استولوا على المخازن في الطابق الأرضي، والتي كانت تستخدم لتصنيع الألمنيوم والزجاج، وصاروا يستخدمونها لتعتقل واستجواب السكان المحليين.

وبحسب تقارير محلية، أجبر الاحتلال 11 أسرة أخرى على مغادرة منازلها في المنطقة ذاتها دون إبداء أسباب واضحة. وقد أدى ذلك إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلدة، وزيادة الشعور بالخوف وعدم الاستقرار بين السكان.

وأفاد الأهالي أن جنود الاحتلال والمستوطنين يقومون بنهب ممتلكاتهم وسرقة محتويات منازلهم. وقد تعرض محل أبو يوسف للسرقة الكاملة، بما في ذلك الآلات والمواد الخام، مما كبده خسائر فادحة تقدر بـ 600 ألف شيكل.

تأثير الاقتحامات على الحياة اليومية

تؤثر هذه الاقتحامات بشكل كبير على حياة الفلسطينيين في يعبد. بالإضافة إلى فقدان المنازل ومصادر الدخل، يعاني السكان من صعوبة في الحركة والتنقل بسبب إغلاق الطرق والحواجز. وقد أدى ذلك إلى تعطيل الحياة اليومية، وتأخير وصول الطلاب إلى المدارس، وتعطيل عمل الموظفين.

ويشير رئيس بلدية يعبد، أمجد عطاطرة، إلى أن هذه الاقتحامات تهدف إلى تثبيت الوجود العسكري الإسرائيلي في البلدة، وخلق حالة من الترهيب بين السكان. وأضاف أن الاحتلال يستهدف بشكل خاص المواقع الإستراتيجية والطرق الرئيسية التي تربط البلدة بالمدن الأخرى.

القيود المفروضة على الحركة تشمل إغلاق الحاجز في دوتان، مما يقطع الاتصال بين يعبد ومدينتي جنين وطولكرم، إضافة إلى إغلاق الطريق الواصل بين طولكرم وجنين. هذه الإجراءات تعزل يعبد عن محيطها، وتعرض اقتصادها للخطر.

الخلفية السياسية والأمنية

تأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واستمرار الصراع حول الأراضي المحتلة. وقد صعدت الحكومة الإسرائيلية من سياساتها المتشددة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك زيادة عمليات الهدم والاعتقال، وتقييد الحركة والتنقل.

ويرى مراقبون أن هذه السياسات تهدف إلى إضعاف السلطة الفلسطينية، وتقويض جهود السلام، وتثبيت الوضع الراهن. و يضاف إلى ذلك، تصاعد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، وتزايد محاولات المستوطنين لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

يذكر أن هذه الأحداث تتزامن مع جدل دولي حول السياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، ودعوات إلى محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها لحقوق الإنسان.

المستقبل المجهول

لا تزال الأوضاع في يعبد متوترة وغير مستقرة، ومن المتوقع أن يستمر الاحتلال في اقتحام البلدة وتنفيذ سياساته المتشددة ضد السكان. وتثير هذه التطورات مخاوف جدية بشأن مستقبل الفلسطينيين في الضفة الغربية، واحتمال اندلاع مواجهات واسعة النطاق.

في الوقت الحالي، لا يوجد أي مؤشر على أن الاحتلال سيغير من سياساته، أو أنه سيبدأ في التفاوض الجاد مع الفلسطينيين. ويتوقف الكثير على ردود فعل الفاعلين الآخرين، بما في ذلك المجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية. من الضروري متابعة التطورات على الأرض، والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها، والعودة إلى طاولة المفاوضات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى