أطلقت شركة أمازون نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد “أليكسا+” (Alexa+) للمتصفحات، في محاولة لمنافسة النماذج الرائدة مثل “شات جي بي تي” و”جيميناي”. يأتي هذا الإطلاق بعد فترة حصر للنموذج داخل مكبرات الصوت الذكية الخاصة بالشركة، مما يمثل تحولاً استراتيجياً نحو توسيع نطاق الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
يمكن للمستخدمين الآن الوصول إلى “أليكسا+” مباشرة من خلال موقع الويب الخاص به، بعد تسجيل الدخول. تتميز الواجهة الجديدة بتشابهها مع واجهات روبوتات الدردشة المنافسة، لكن السؤال المطروح هو ما إذا كانت هذه النسخة الجديدة قادرة على تقديم ميزات مبتكرة ومنافسة قوية في هذا المجال المتسارع.
ما هي قدرات “أليكسا+” الجديدة؟
تُقدم واجهة “أليكسا+” الجديدة على أجهزة الكمبيوتر تجربة مماثلة لتطبيق الهاتف المحمول، ولكنها مُحسَّنة لتناسب شاشات الكمبيوتر الأكبر. تتميز الواجهة بشاشة رئيسية كبيرة تضم مربعاً أساسياً للمحادثة النصية مع النموذج.
يُمكن للمستخدمين الاستفادة من مجموعة من الأوامر والأسئلة المدمجة في الواجهة، بالإضافة إلى إمكانية نسخ الأوامر واستخدامها مباشرة. يدعم النموذج أيضاً الأوامر الصوتية، مما يتيح للمستخدمين التفاعل معه بشكل طبيعي، ورفع الملفات إليه مباشرة، وإجراء عمليات التسوق عبر متاجر أمازون المختلفة.
في الجانب الأيسر من الشاشة، تظهر قائمة تعرض سجل المحادثات السابقة مع “أليكسا+” عبر جميع الأجهزة، مما يتيح الوصول الموحد إلى تفاعلات المستخدم مع النموذج سواء عبر مكبرات الصوت أو تطبيق الهاتف.
تُركز أمازون في ترويجها للواجهة الجديدة على تعزيز إنتاجية النموذج وسهولة استخدامه، خاصة في المهام التي تتطلب استخدام لوحة المفاتيح والماوس، مثل نسخ وتعديل المستندات الطويلة. ومع ذلك، لا يزال “أليكسا+” يفتقر إلى بعض الميزات المتقدمة المتوفرة في المنافسين.
هل “أليكسا+” قادرة على منافسة “شات جي بي تي”؟
أعلنت أمازون عن نموذج “أليكسا+” لأول مرة في سبتمبر/أيلول 2023، لكن إطلاقه الرسمي تأخر حتى فبراير/شباط 2025 بسبب بعض التحديات التقنية. يعكس هذا التأخير مدى تعقيد تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي القادرة على المنافسة في سوق متطور باستمرار.
يُعد هذا النموذج ثمرة استثمارات كبيرة قامت بها أمازون في مجال الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية لمركز البيانات. ومع ذلك، لا يزال “أليكسا+” في مرحلة تجريبية محدودة، ويُعتبر تحسيناً تدريجياً على قدرات “أليكسا” التقليدية.
يستطيع النموذج التعامل مع الأوامر اليومية البسيطة، مثل البحث عن الموسيقى والأخبار والمنتجات، بالإضافة إلى الاستعلام عن حالة الطقس. لكن تقارير تشير إلى أنه لا يزال يواجه بعض المشكلات التقنية، بما في ذلك التوقف المفاجئ أثناء المحادثات.
بالإضافة إلى ذلك، وردت تقارير عن ردود غير مرغوب فيها من “أليكسا+”، مما أثار استياء بعض المستخدمين. تعتبر أمازون هذه الردود جزءاً من جهودها لجعل النموذج أكثر تميزاً وواقعية في تفاعلاته.
تخطط أمازون لدمج “أليكسا+” في اشتراك “برايم” وتوفير اشتراك منفصل له بقيمة 20 دولاراً شهرياً. هذه الخطوة تشير إلى أن الشركة ترى في الذكاء الاصطناعي ميزة إضافية قيّمة لعملائها.
مشروع “بروميثيوس” السري
في سياق منفصل، كشفت تقارير عن استثمار جيف بيزوس، مؤسس ورئيس مجلس إدارة أمازون، في مشروع سري يُعرف باسم “بروميثيوس”. لا تزال تفاصيل المشروع غير واضحة، لكن يُعتقد أنه يركز على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في مختلف الصناعات.
يُمثل هذا الاستثمار عودة بيزوس المباشرة إلى مجال الابتكار التكنولوجي، بعد فترة من التركيز على المشاريع الأخرى. من غير المؤكد ما إذا كان مشروع “بروميثيوس” مرتبطاً بشكل مباشر بتطوير “أليكسا+”، لكنه يعكس اهتماماً متزايداً بالذكاء الاصطناعي داخل أمازون.
من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة المزيد من التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن تواصل أمازون الاستثمار في هذا المجال. سيكون من المهم مراقبة أداء “أليكسا+” وتطور مشروع “بروميثيوس” لتقييم قدرة أمازون على المنافسة في هذا السوق الحيوي.
