مارغريت آتوود تنقل قراءها لعالمها الداخلي في “كتاب الحيوات”

تُصدر الكاتبة الإنجليزية الكندية الشهيرة مارغريت آتوود كتاب سيرة ذاتية جديد بعنوان “كتاب الحيوات” (The Book of Lives) يوم الخميس المقبل. ويأتي هذا الكتاب بعد طول انتظار، حيث ينتظر قراء آتوود حول العالم فرصة الاطلاع على تفاصيل حياتها الشخصية والفنية. يمتد الكتاب على مدار 600 صفحة، ويروي تفاصيل حياة حافلة للكاتبة التي أنجزت خلالها ما يقرب من 50 عملًا أدبيًا.
مارغريت آتوود، المولودة في أوتاوا يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1939، تُعد واحدة من أهم الكتاب في العصر الحديث. وقد ترجمت أعمالها إلى العديد من اللغات، ونالت العديد من الجوائز الأدبية المرموقة، بما في ذلك جائزة بوكر البريطانية. في كتابها الجديد، تروي آتوود قصصًا من طفولتها غير التقليدية في الغابات الكندية، وتكشف عن العلاقة العميقة بين تلك التجربة البيئية وأسلوبها الروائي.
طفولة غير تقليدية
كبرت آتوود في كوخ وسط غابة في أونتاريو، بدون كهرباء أو هاتف. وقد تمتعت بقدر كبير من الحرية، مما حفز مخيلتها وشغفها بالقصص. بدأت الكتابة في سن مبكرة، وكتبت أولى حكاياتها الخيالية في سن السادسة. وتقول آتوود إن “الصمت الذي يلف الغابة هو نفس الضجيج الذي أشعر به عندما أكتب”.
نشأة آتوود في الغابة لم تكن فقط مصدر إلهام لها، بل كانت أيضًا مصدرًا لتعلمها. تقول “عشتُ نصف الأعمار في الشمال، في كوخٍ بدون كهرباء أو هاتف”. وقد تأثرت آتوود بشكل كبير ببيئتها، مما انعكس على أسلوبها في الكتابة.
المسيرة الأدبية والنشاط السياسي
آتوود لم تكتف بالكتابة الإبداعية، بل شاركت أيضًا في العديد من النقاشات العامة حول قضايا اجتماعية وسياسية. كانت من المدافعين عن حقوق المرأة والبيئة، وشاركت في العديد من الحركات الاحتجاجية. وقد عُرفت بروايتها الأيقونية “حكاية الجارية” (The Handmaid’s Tale)، التي نُشرت عام 1985 وتُعتبر اليوم عملًا استشرافيًا هامًا.
وفي كتابها الجديد، تخصص آتوود حيزًا كبيرًا لروايتها الأشهر “حكاية الجارية”، التي تُصوّر أميركا وقد تحولت إلى دكتاتورية دينية أبوية. وقد نالت الرواية شهرة واسعة بعد تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني ناجح عام 2017.
الاستقبال النقدي
قوبل كتاب “كتاب الحيوات” باحتفاء كبير من قبل النقاد. ووصفت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية الكتاب بأنه “أقل من سيرة تقليدية وأكثر بروح السيرة الذاتية الكاملة”. ومع ذلك، يرى بعض المراجعين أن الكتاب يمثل اختيارًا واعيًا من جانب الكاتبة لتقديم نسخة مقبولة لجمهور واسع.
ورغم الانتقادات، يظل الكتاب إضافة هامة إلى مسيرة آتوود الأدبية. وقد عبرت آتوود في ختام سيرتها الذاتية عن قلقها العميق من تصاعد الاستبداد في العالم، مشيرة إلى أن “عصر التفاؤل” الذي عرفته قد شارف على الانتهاء.
وفي الختام، ينتظر قراء آتوود حول العالم ما ستقدمه الكاتبة في المستقبل. وقد يشهد العام المقبل صدور أعمال جديدة لها، خاصة وأنها لا تزال نشطة في المشهد الأدبي رغم تقدمها في السن. وستظل أعمال آتوود محط اهتمام النقاد والقراء على حد سواء، خاصة في ظل التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجه العالم اليوم.




