ما علاقة ارتفاع الدولار بترجيحات فوز ترامب؟
سجّل الدولار أكبر مكاسبه الشهرية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في أكثر من عامين، مدفوعًا بالرهانات على أن البيانات الاقتصادية القوية وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري سيؤديان إلى بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
وزاد مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات أخرى، بما في ذلك الجنيه الإسترليني والين الياباني، بنسبة 3.2% في أكتوبر/تشرين الأول، وهو أفضل شهر له منذ أبريل/نيسان 2022.
علامات مرونة
وقال خبراء اقتصاد وإستراتيجيون إن الارتفاع الحاد للدولار يعكس علامات مستمرة على المرونة الاقتصادية، بما في ذلك بيانات الرواتب القوية بشكل مفاجئ في سبتمبر/أيلول والدليل على ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن كبير خبراء الاقتصاد في “أليانس بيرنستين” (AllianceBernstein)، إريك وينوغراد، قوله إن كثيرا من البيانات والمعلومات الداعمة للدولار صدرت خلال الأسابيع القليلة الماضية مما يرسم صورة بعيدة عن التباطؤ.
وقال مشاركون في السوق إن التوقعات المتزايدة في السوق بفوز الجمهوريين في الانتخابات عززت جاذبية الدولار.
وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي أن ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس متقاربان تقريبًا، مما مهد الطريق لسباق متقارب للغاية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
لماذا يرفع فوز ترامب الدولار؟
ويتوقع مستثمرون أنه إذا فاز ترامب وتم تنفيذ التعريفات التجارية وتخفيضات الضرائب، فإن الضغوط التضخمية ستتضاعف وسيكون بنك الاحتياطي الاتحادي أقل ميلا إلى خفض الفائدة بسرعة.
ومن شأن زيادة التعريفات الجمركية على السلع المستوردة في الولايات المتحدة رفع أسعار المنتجات المحلية، كما أن خفض ضرائب الدخل يزيد من الإنفاق مما يرفع الطلب على السلع والخدمات كما يزيد المعروض النقدي بالتالي يرتفع التضخم.
وقال أندريه سكيبا رئيس الدخل الثابت في الولايات المتحدة في آر بي سي غلوبال أسيت مانجمنت، إن الدولار ارتفع على وقع البيانات الاقتصادية الأفضل من المتوقع والترجيح المتزايد لفوز ترامب بالانتخابات، مضيفًا: “مع ترامب، يمكنك توقع ضغوط أكبر على التضخم ما قد يكون عليه الحال بخلاف ذلك”.
وفي حين صرح ترامب بتفضيله للدولار الأكثر مرونة، قال إستراتيجيون إنه من الصعب من الناحية اللوجستية إضعاف العملة.
وبعد أن خفض الاحتياطي الفدرالي الفائدة 0.5% في سبتمبر/أيلول الماضي، حددت الأسواق سعرًا لخفض آخر تضخم على الأقل قبل نهاية العام.
لكن هذه التوقعات تم تقليصها خلال الشهر الماضي، وتتوقع أسواق العقود الآجلة خفضا بمقدار ربع نقطة في اجتماع بنك الاحتياطي الفدرالي الأسبوع المقبل، وقد تعززت هذه الآراء بعد أن جاءت رواتب أكتوبر/تشرين الأول أقل كثيرا من المتوقع يوم الجمعة، وإن كانت مشوهة بسبب الأعاصير الكبرى وإضرابات العمال، في حين ظل معدل البطالة ثابتا.
فوز هاريس
أظهرت الأسواق في نهاية هذا الأسبوع احتمالات متزايدة لخفض آخر بمقدار ربع نقطة في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ومع ذلك، إذا فازت كامالا هاريس في الانتخابات، فإن رئيس إستراتيجية النقد الأجنبي في تي دي سيكيوريتيز، مارك ماكورميك لا يعتقد أن ذلك سيكون سلبيًا على الدولار، لكنه قال إن العملة الأميركية ستتراجع على الأرجح إذا خسر ترامب الانتخابات، مضيفا أن البيانات والبنوك المركزية والتوقعات الاقتصادية عناصر تتحرك “لصالح الولايات المتحدة”.
ويتوقع لوينوغراد أن يكون تراجع الدولار محدودًا بدعم من إيجابية البيانات الاقتصادية الأخيرة، مستبعدا أن ينخفض عن مكاسب شهر كامل.