Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

مجزرة ونزوح جماعي للبدو من ريف السويداء بعد انسحاب قوات الجيش

|

السويداء- تشهد مناطق ريف السويداء الغربي، منذ صباح اليوم الخميس، موجة نزوح واسعة لعائلات من عشائر البدو، باتجاه قرى ريف درعا الشرقي، وذلك بعد انسحاب قوات الجيش السوري والأمن العام من مواقعها، بموجب اتفاق مع المجموعات المسلحة المحلية من أبناء الطائفة الدرزية، أنهى 3 أيام من المواجهات العنيفة داخل المدينة ومحيطها.

وقالت مصادر من داخل ريف السويداء للجزيرة نت إن مجموعات مسلحة درزية اقتحمت صباح اليوم قرى ذات أغلبية بدوية، مثل شبها وميماس والكفر والرحى وسهوة بلاطة والعفينة، حيث ارتكبت عمليات قتل أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين “في ظل غياب كامل لأي قوة رسمية قادرة على منع الانتهاكات أو حماية السكان”.

وأضافت المصادر أن عملية الانسحاب، التي تمت وفق اتفاق مسبق، نُفذت ليلا واستمرت حتى ساعات الفجر، مما أعاق خروج مئات العائلات من قراها في الوقت المناسب، وجعلها عرضة مباشرة لهجمات المسلحين في اليوم التالي.

من بين النازحين عائلات من أبناء عشائر البدو قادمة من محافظة دير الزور (الجزيرة)

نزوح اضطراري

ومن بين النازحين، هناك عائلات من أبناء عشائر البدو القادمين أصلا من محافظة دير الزور، الذين استقروا في السهول الزراعية في ريف السويداء الغربي للعمل في المشاريع الزراعية، وتؤكد شهادات للجزيرة نت أن هؤلاء اضطروا بدورهم لترك خيامهم ومغادرة المنطقة خوفا من المصير ذاته.

يقول أبو عبد الله، أحد النازحين الذين وصلوا ريف درعا الشرقي “هربنا بأطفالنا ونحن لا نحمل شيئا سوى ثيابنا، تركنا بيوتنا وخيامنا خوفا من القتل، ولا نعرف إلى أين نذهب أو كيف سنعيش؟”.

نزوح عائلات بدوية من السويداء (الجزيرة)
نازحون أكدوا أنهم تركوا كل شيء خلفهم خوفا من القتل (الجزيرة)

من جانب آخر، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن ما وصفتها بمجموعات خارجة عن القانون ارتكبت اليوم الخميس مجازر بحق مدنيين وأبناء عشائر في أحياء بمدينة السويداء وريفها (جنوبي سوريا) وذلك بعد ساعات من انسحاب قوات الجيش والأمن بموجب اتفاق بين الحكومة ووجهاء من الطائفة الدرزية.

وأضافت أنه بعد تطبيق بنود الاتفاق في السويداء، الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية مساء أمس، وتكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل (الدروز) بمسؤولية حفظ الأمن بالمحافظة، قامت مجموعات خارجة عن القانون بالاعتداء على حي المقوس شرقي المدينة، وارتكاب مجازر وانتهاكات بحق المدنيين.

فزعات شعبية

وفق ما علمت الجزيرة نت، بدأت بعض مدن وقرى في ريف درعا الشرقي تجهيز نفسها لاستقبال النازحين في مراكز إيواء مؤقتة، وسط مبادرات أهلية واسعة النطاق تُعرف محليا بـ”الفزعات الشعبية” لتأمين المأوى والغذاء والماء للوافدين الجدد “في ظل غياب استجابة رسمية أو منظماتية حتى الآن”.

ويعود التوتر بين المجموعات المسلحة في السويداء وعشائر البدو إلى سلسلة من حوادث الخطف والاعتقال المتبادل خلال الأشهر الماضية، والتي تطورت إلى مواجهات مفتوحة، كان آخرها الاشتباكات مع الجيش السوري، وانتهت بانسحابه ليترك خلفه “فراغا أمنيا”.

ويسود الجنوب السوري حالة من الخوف والقلق من عودة زمن الفوضى والاقتتال، بعدما ظن الأهالي أن هذه الحقبة قد انتهت مع سقوط نظام بشار الأسد، حيث قال أحد السكان “كنا نعتقد أن زمن المعارك قد انتهى، لكن ما جرى يعيد إلينا كوابيس الماضي. الناس خائفة من أن يتحول الجنوب إلى ساحة صراعات من جديد”.

انسحاب

وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن قوات الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي انسحبت من جميع المناطق التي دخلتها خلال الأيام الماضية في محافظة السويداء.

وأوضح أن هذا الانسحاب جاء بناء على الاتفاق الذي جرى بين الحكومة ومشايخ عقل في الطائفة الدرزية، والذي يقضي -حسب نص بيان الداخلية- بوقف فوري وشامل لجميع العمليات العسكرية، ونشر حواجزِ الأمن الداخلي والشرطة التابعة للدولة، بمشاركة منتسبي الشرطة من أبناء السويداء، بهدف تعزيز الأمن وحماية المواطنين.

وجاء الإعلان عن الاتفاق إثر اتصالات دبلوماسية شملت الولايات المتحدة وتركيا ودولا عربية، وذلك بعد الغارات الإسرائيلية العنيفة على دمشق وعلى القوات السورية بالسويداء.

وفي خطاب ألقاه فجر اليوم، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إنه تم تكليف بعض الفصائل المحلية في السويداء ومشايخ العقل بحفظ أمن المحافظة لتجنيب سوريا حربا جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى