أفادت تقارير إعلامية بأن إسرائيل تخطط لبناء حي استيطاني جديد في منطقة قلنديا شمال القدس المحتلة، وهو ما يهدد بوضع مئات العائلات الفلسطينية في مواجهة تهجير قسري محتمل. وأضافت التقارير أن هذه الخطوة تأتي في إطار مخططات تهويدية واسعة تسعى إسرائيل من خلالها إلى تغيير الواقع الديمغرافي للمدينة المقدسة.
ذكرت صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية أن اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في مدينة القدس المحتلة تعتزم عقد جلسة خلال الشهر المقبل لمناقشة إقامة حي استيطاني يمتد على مساحة تتجاوز 1263 دونمًا، حيث سيتم بناء نحو 9 آلاف وحدة سكنية لأكثر من 30 ألف مستوطن، معظمهم من اليهود المتزمتين (الحريديم).
تفاصيل المخطط الاستيطاني
المخطط الاستيطاني الجديد يستهدف أراضي منطقة عطروت و مطار القدس القديم في قلنديا، وهي مناطق تقع شمال القدس ورام الله. وتشير التقديرات إلى أن هذا المشروع يأتي امتدادًا لمخططات سابقة تهدف إلى تعزيز الوجود الاستيطاني الإسرائيلي حول القدس، وتوسيع رقعة المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية.
وفي سياق متصل، كشفت محافظة القدس أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تخطط أيضًا لإقامة منشأة لمعالجة النفايات واستعادة الطاقة على أراضي قرية قلنديا، الأمر الذي يهدد بتهجير عشرات العائلات الفلسطينية. وأوضحت المحافظة أن “سلطة أراضي إسرائيل” وزعت أوامر إخلاء تطالب السكان بإخلاء منازلهم وأراضيهم خلال 20 يومًا، تمهيدًا لمصادرة نحو 130 دونمًا لصالح المشروع.
تداعيات المخطط على السكان الفلسطينيين
تحذر محافظة القدس من أن هذا المشروع يشكل انتهاكًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، ويؤدي إلى توسيع جدار الفصل ومصادرة أراض إضافية. كما حذرت من التداعيات البيئية والصحية الخطيرة التي قد تنجم عن تحويل الأراضي الفلسطينية إلى مكب للنفايات الخطرة.
وفي سياق متصل، شهدت مناطق مختلفة في الضفة الغربية عمليات هدم لمنازل فلسطينية، حيث هدمت قوات الاحتلال منزل المواطن المقدسي موسى بدران في حي سلوان جنوبي القدس المحتلة بحجة البناء دون ترخيص. كما هدمت منازل أخرى في مناطق متفرقة، مما يعكس استمرار سياسة التهجير القسري التي تنتهجها سلطات الاحتلال.
وبالتزامن مع هذه التطورات، اقتحم 154 مستوطنًا المسجد الأقصى اليوم في حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما يعكس استمرار التوترات في المدينة المقدسة.
ردود الفعل والتحركات الدولية
دعت محافظة القدس المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف المشروع الاستيطاني وحماية السكان المقدسيين من التهجير وتدمير بيئتهم. كما طالبت بضرورة الضغط على سلطات الاحتلال لوقف مخططاتها التهويدية والاستيطانية في المدينة.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى الوضع في القدس والضفة الغربية ملتهبًا، حيث يواجه السكان الفلسطينيون تحديات كبيرة في مواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من التصعيد والاحتجاجات ضد هذه المخططات التهويدية.
