«مرضى» السوشال ميديا!
تكشف مواقع التواصل الاجتماعي (السوشال ميديا) وبشكل صادم بالفعل لشدة وضوحه ولا منطقيته، عن وجود حالات اضطراب في الشخصية يعاني منها عدد لا بأس به ممن يتصدرون هذه المواقع ويعتبرون أنفسهم مشاهير يحظون باهتمام ومتابعة ومتابعين ورواج ومقبولية عالية في سوق الترويج والإعلان، أول اضطرابات الشخصية تظهر في الارتباك الذي يظهر على بعض هؤلاء حول حقيقة هويتهم الجنسية، فالمتحدث «يبدو» للناظر ذكراً، بعضلات مفتولة وصوت ذكوري واضح لكنه يشير إلى نفسه باعتباره فتاة لا يمت للأنوثة بصلة!
تكشف مواقع التواصل الاجتماعي عن سلوكيات مستهجنة اجتماعياً فيما يتعلق بطريقة الظهور والحديث والحوار بين الأشخاص الراغبين في اجتذاب أكبر عدد ممكن من المكتسبات المادية وبأية طريقة، ما يجعل هؤلاء المتنافسين على الهدايا والأموال يبيحون لأنفسهم اختراق المحظور بمنتهى البساطة!
تجلس الفتيات ليفتحن حوارات غاية في التفاهة واللاجدوى في أمكنة عامة فيتشاركن أسرارهن الخاصة مع الناس وبشكل عام ودون أي إحساس بالخجل أو بتأنيب الضمير، ما يجعل الكثيرين يتساءلون عن مدى الحاجة الملحة التي تدفعهم لذلك، وبحسب نظريات علم النفس فإن واحدة من علامات اضطراب الشخصية عند المصابين بالنرجسية هي رغبتهم في اجتذاب اهتمام المحيطين وإطرائهم بشكل مستمر، دون أي اهتمام بأن ما يفعلونه قد يتسبب في إيذاء أسرهم مثلاً، المشكلة هنا أن هذا النوع من مرضى انعدام الثقة يفتقرون تماماً لحاسة الفهم والشعور بالآخرين، بآلامهم وجراحهم حتى وإن كانوا هم السبب في ذلك!
تكشف مواقع التواصل عن أن حالات الحروب الكلامية التي يدخلها البعض بلا هوادة، يقف فيها أشخاص نرجسيون عديمو الشعور بمقدار وحجم الإهانات والآلام التي يتسببون فيها، لذلك فإنهم قد يدفعونك لترك التطبيق وإغلاق حسابك أما هم فمحلك سر! يغيرون دوائر العلاقات وساحات الحروب، كما يعيدون تدوير قوائم الأعداء والأصدقاء ببساطة، فمن خاضوا ضده حرباً بالأمس يمكنهم اليوم محو كل آثارها، وكأن شيئاً لم يكن، وهم في كل ذلك متمترسون خلف انعدام إحساسهم بالآخر، عديم الإحساس كـ «أخو الجهالة»، كما قال المتنبي، في الجهالة ينعم!