اختتم مركز (كونا) لتطوير القدرات الإعلامية برنامجًا تدريبيًا متخصصًا في مهارات الحديث وتقنيات المتحدث الرسمي، بهدف تعزيز قدرات التواصل لدى موظفي عدد من المؤسسات الحكومية الكويتية. البرنامج، الذي اختتم فعالياته أمس، يمثل خطوة مهمة في تطوير الكفاءات الإعلامية في البلاد، خاصةً في ظل أهمية الدور الذي يلعبه المتحدث الرسمي في تشكيل الرأي العام.
شارك في البرنامج التدريبي الذي انطلق في السادس عشر من الشهر الجاري، ممثلون عن وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، ومؤسسة الموانئ الكويتية، ووزارة الشؤون الاجتماعية، والأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، وديوان المحاسبة، والهيئة العامة للشباب، والصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة. يهدف المركز من خلال هذه الدورات إلى الارتقاء بالعمل الإعلامي المهني وتطوير القدرات الشخصية في هذا المجال.
أهمية تطوير مهارات المتحدث الرسمي
أكد خبراء في مجال الاتصال أن المتحدث الرسمي أصبح الواجهة الأكثر تأثيرًا لأي مؤسسة، وبالتالي فإن امتلاكه للأدوات المهنية اللازمة لإيصال الرسالة بدقة ووضوح وثقة أمر ضروري. يتطلب هذا الأمر ليس فقط القدرة على التعبير اللفظي الجيد، بل أيضًا فهمًا عميقًا لآليات عمل وسائل الإعلام وكيفية التعامل مع المواقف الحساسة.
محاور البرنامج التدريبي
ركز البرنامج على مجموعة واسعة من المحاور المتقدمة في مجال الاتصال الفعال. شملت هذه المحاور مهارات إعداد الرسائل الإعلامية، وإدارة المواقف الحساسة، والتعامل مع الأسئلة الصعبة، بالإضافة إلى التواصل الشفهي واللغوي والجسدي. كما تضمن التدريب العملي على إعداد البيانات والتقارير الصحافية، وإدارة الأزمات الإعلامية بمهنية عالية.
وبحسب مدير إدارة الاتصال لدى منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بركات الوقيان، فإن البرنامج اعتمد على مزيج من الأساليب النظرية والعملية. يهدف هذا النهج إلى تمكين المتدربين من تحويل التحديات الإعلامية إلى فرص إيجابية تعزز صورة المؤسسة وترفع مستوى الخطاب الرسمي.
أشار الوقيان إلى أن تنوع المؤسسات المشاركة في البرنامج أتاح فرصة قيمة لتبادل الخبرات والتعرف على التحديات المختلفة التي تواجه كل مؤسسة بحسب طبيعة عملها. هذا التفاعل ساهم في تعزيز قدرات المشاركين وتمكينهم من أداء دور المتحدث الرسمي بكفاءة أكبر.
تأثير التدريب على المؤسسات المشاركة
من المتوقع أن ينعكس هذا التدريب إيجابًا على أداء المؤسسات المشاركة من خلال تحسين قدرتها على التواصل الفعال مع الجمهور ووسائل الإعلام. يعتبر التواصل الشفاف والواضح من أهم عوامل بناء الثقة بين المؤسسات والمجتمع، وهو ما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير مهارات الحديث لدى الموظفين يساهم في تعزيز الصورة الذهنية الإيجابية للمؤسسة وقيمها. هذا الأمر مهم بشكل خاص في ظل التحديات الإعلامية المتزايدة التي تواجه المؤسسات في العصر الحديث.
وتشير التقارير إلى أن الاستثمار في تطوير القدرات الإعلامية للموظفين يعتبر من العوامل الرئيسية لتحسين الأداء المؤسسي وزيادة الإنتاجية. كما أن التدريب المستمر يساعد على مواكبة التطورات السريعة في مجال الاتصال والإعلام.
يعد مركز كونا لتطوير القدرات الإعلامية، الذي تأسس في ديسمبر 1995، من أبرز مراكز التدريب الإعلامية في الكويت. قدم المركز مئات البرامج التدريبية في مجالات إعلامية مختلفة، وساهم في تطوير الكفاءات الإعلامية في البلاد. ويعتبر المركز ركيزة أساسية في دعم العمل الإعلامي المهني.
من المتوقع أن يعلن مركز كونا عن خططه لبرامج تدريبية مستقبلية في مجال الإعلام خلال الأشهر القادمة. وستركز هذه البرامج على مواكبة التطورات التكنولوجية في مجال الاتصال، وتعزيز قدرات الموظفين على استخدام وسائل الإعلام الحديثة. من المهم متابعة إعلانات المركز لمعرفة المزيد عن هذه البرامج والفرص التدريبية المتاحة.
