Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

مسقط تعلن الإفراج عن طاقم سفينة هاجمها الحوثيون قبل أشهر

أعلنت سلطنة عُمان اليوم، 12 مارس 2025، عن تسهيل إطلاق سراح طاقم السفينة “إتيرنيتي سي” المحتجزة في اليمن، والتي تتكون من 11 بحارًا من الفلبين والهند. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الدبلوماسية العمانية المستمرة لحل الأزمة في البحر الأحمر، وتهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية المرتبطة باحتجاز السفن و طواقمها. وتعد قضية سفينة إتيرنيتي سي من القضايا البارزة التي أثارت قلقًا دوليًا خلال الأشهر الماضية.

تم نقل البحارة من صنعاء إلى العاصمة العمانية مسقط على متن طائرة تابعة لسلاح الجو السلطاني العماني، وذلك تمهيدًا لعودتهم إلى بلدانهم الأصلية، حسبما صرحت به وزارة الخارجية العمانية عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”. وأكدت الخارجية الفلبينية أنها تلقت تعهدًا من سلطنة عُمان بإطلاق سراح البحارة الفلبينيين التسعة المحتجزين.

تفاصيل إطلاق سراح طاقم سفينة إتيرنيتي سي

يأتي الإفراج عن طاقم السفينة بعد جهود دبلوماسية مكثفة قادتها سلطنة عُمان مع الأطراف المعنية في اليمن. وقد هاجمت جماعة أنصار الله الحوثي السفينة في يونيو/تموز الماضي على بعد 50 ميلًا بحريًا جنوب غرب ميناء الحديدة، مما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم. وبحسب قناة المسيرة التابعة للحوثيين، فإن الإفراج عن الطاقم جاء “بوساطة عمانية”.

أشارت تقارير إعلامية إلى أن السفينة تعرضت لأضرار بالغة بعد الهجوم، مما أدى إلى غرقها. نجا عدد من أفراد الطاقم، بمن فيهم البحارة الفلبينيون والهنديون، الذين احتجزهم الحوثيون بعد ذلك. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الاحتجاز استمر لعدة أشهر، وسط مطالبات دولية بإطلاق سراحهم دون شروط.

الأزمة في البحر الأحمر وتأثيرها على الملاحة

تندرج هذه القضية في سياق أوسع نطاقًا يتمثل في الأزمة المتصاعدة في البحر الأحمر، والتي تشمل هجمات متكررة على السفن التجارية من قبل الحوثيين. تأتي هذه الهجمات ردًا على العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها في اليمن، والتي تهدف إلى دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. ونتيجة لهذه الهجمات، شهدت حركة الملاحة في البحر الأحمر اضطرابات كبيرة وارتفاعًا في تكاليف الشحن.

وقد أثارت هذه التطورات مخاوف بشأن الأمن البحري وتأثيرها على الاقتصاد العالمي. وتدعو العديد من الدول إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، بهدف وقف الهجمات على السفن التجارية وضمان حرية الملاحة. البحر الأحمر يعتبر ممرًا مائيًا حيويًا للتجارة العالمية، وأي تعطيل لحركة الملاحة فيه يمكن أن يكون له تداعيات وخيمة.

ردود الأفعال الدولية

قوبلت أنباء إطلاق سراح طاقم سفينة إتيرنيتي سي بترحيب من قبل العديد من الأطراف الدولية. وأعربت الأمم المتحدة عن تقديرها لجهود سلطنة عُمان في تسهيل الإفراج عن البحارة، مؤكدة أهمية الدبلوماسية في حل الأزمات. كما ثمنت الفلبين والهند بشكل خاص الدور الذي لعبته عُمان في إطلاق سراح مواطنيها.

ودعت بعض الدول إلى إجراء تحقيق شامل في الهجوم الذي استهدف السفينة، ومحاسبة المسؤولين عنه. في المقابل، أكدت جماعة أنصار الله الحوثي أن هجماتها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل، وأنها تهدف إلى الضغط على تل أبيب لوقف عملياتها في غزة. الأزمة اليمنية تظل معقدة، وتتطلب جهودًا متواصلة من جميع الأطراف المعنية للتوصل إلى حل مستدام.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تلعب فيها سلطنة عُمان دورًا دبلوماطيًا في حل الأزمات في اليمن. وقد نجحت عُمان في السابق في التوسط لإطلاق سراح العديد من الرهائن والمحتجزين في البلاد. وتعتبر الدبلوماسية العمانية مبنية على مبادئ الحياد والمصالحة، وتسعى إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.

من المتوقع أن تستكمل سلطنة عُمان الإجراءات اللازمة لعودة البحارة إلى بلدانهم في أقرب وقت ممكن. بينما لا يزال الوضع في البحر الأحمر متوترًا، فإن إطلاق سراح طاقم “إتيرنيتي سي” يمثل خطوة إيجابية نحو تخفيف حدة التوتر وتهدئة الأوضاع. وتبقى الأعين متوجهة نحو تطورات الأزمة اليمنية وجهود السلام الإقليمية، مع أهمية مراقبة أي تصعيدات أو تهديدات جديدة لحركة الملاحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى