Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

مسلحون يسلمون أنفسهم لحماس بعد مقتل أبو شباب

بدأ مسلحون ينتمون إلى مليشيات عشائرية معارضة لحركة حماس في قطاع غزة بتسليم أنفسهم طوعًا للأجهزة الأمنية التابعة للحركة خلال الأيام القليلة الماضية. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود حماس لفرض سيطرتها الأمنية الكاملة على القطاع، وتأمين الاستقرار بعد أشهر من الصراع. وتعتبر هذه التطورات جزءًا من حملة أوسع نطاقًا تستهدف الجماعات المسلحة التي تتهمها حماس بالتعاون مع إسرائيل، أو بتقويض الأمن الداخلي.

وتركز عمليات التسليم الذاتي بشكل خاص في مناطق رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة، حيث تنشط أبرز المليشيات المسلحة التي كانت تتلقى دعمًا علنيًا من الاحتلال الإسرائيلي، وفقًا لمصادر فلسطينية. وقد أعلنت وزارة الداخلية في غزة عن فتح باب التوبة لمدة عشرة أيام، مع وعد بمعالجة ملفات المسلمين أنفسهم وتخفيف إجراءات المحاكمة.

جهود حماس لتعزيز الأمن الداخلي

أكد مسؤول في وزارة الداخلية بغزة أن عددًا من عناصر تلك العصابات قد سلموا أنفسهم مؤخرًا للأجهزة الأمنية، وأن الوزارة تعالج ملفاتهم وفقًا للقانون. ودعا المسؤول من تبقى منهم إلى تسليم أنفسهم على الفور، مؤكدًا أن مصيرهم سيكون حتميًا إذا استمروا في طريقهم الحالي.

وبحسب موقع المجد الأمني المقرب من حماس، فقد بادر ثمانية من المنتسبين إلى هذه المليشيات المدعومة من إسرائيل إلى تسليم أنفسهم للجهات المختصة، بعد إعلان فتح باب التوبة. وجرت عملية التسليم بشكل طوعي، بعد تواصل مباشر من عائلات المطلوبين، وبدعم من وجهاء العشائر الذين رفعوا الغطاء الاجتماعي عن المتورطين.

خلفية تشكيل المليشيات ودور الاحتلال

أشارت تقارير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قام بتوظيف مجموعة من الأفراد ذوي السجلات الإجرامية، محاولًا إضفاء صبغة قبلية وعشائرية عليهم، وذلك بهدف زعزعة الاستقرار في قطاع غزة. لكن هذه المحاولات لم تلقَ دعمًا شعبيًا أو مجتمعيًا، وظلت هذه المليشيات معزولة، وفقًا لتصريحات رئيس التجمع الوطني للقبائل والعشائر الفلسطينية، علاء الدين العكلوك.

وأضاف العكلوك أن العشائر تواصلت مع عائلات المتورطين في هذه العصابات، ومدت يد العون لمن يرغب في العودة إلى أحضان شعبه. وقد نجحت العشائر في إعادة عدد منهم عبر عائلاتهم وقبائلهم، وسجلت مواقف مشرفة لعائلات فضلت النزوح على التعاون مع الاحتلال.

مقتل ياسر أبو شباب وتداعياته

في تطور منفصل، قُتل ياسر أبو شباب، قائد إحدى هذه المليشيات، في ظروف غامضة شرق رفح الأربعاء الماضي. ولا تزال ملابسات قتله غير واضحة، وتضاربت الأنباء حول كيفية وقوعه ومكانه. وبرز اسم أبو شباب بعد استهداف كتائب عز الدين القسام لقوة من “المستعربين” شرق رفح، وتبين أنهم كانوا برفقة مجموعة من العملاء المجندين لصالح الاحتلال.

ويعتبر أبو شباب من مواليد عام 1990 في رفح، وينتمي إلى قبيلة الترابين. وكان قد أُطلق سراحه من السجن بعد قصف إسرائيل لمقرات الأجهزة الأمنية في غزة.

الوضع الأمني في غزة

تأتي هذه التطورات في ظل وضع أمني معقد في قطاع غزة، حيث تسعى حماس إلى تعزيز سيطرتها الأمنية، ومواجهة أي تهديدات للاستقرار. وتواجه الحركة تحديات كبيرة في التعامل مع الجماعات المسلحة، التي تتهمها بالتعاون مع إسرائيل، أو بتقويض الأمن الداخلي.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه قطاع غزة تحديات اقتصادية وإنسانية كبيرة، نتيجة للحصار الإسرائيلي، والصراع المتواصل.

من المتوقع أن تستمر حماس في جهودها لفرض سيطرتها الأمنية الكاملة على قطاع غزة، وملاحقة الجماعات المسلحة التي تعتبرها تهديدًا للأمن. وسيتم التركيز على معالجة ملفات المسلمين أنفسهم، وتخفيف إجراءات المحاكمة، في إطار جهود التوبة التي أعلنت عنها الوزارة. ومع ذلك، لا يزال الوضع الأمني في غزة غير مستقر، ويتطلب مراقبة دقيقة للتطورات المستقبلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى