مسودة أميركية جديدة بشأن أوكرانيا وترامب يجدد انتقاده لكييف

كشف مفاوض أوكراني عن تفاصيل جديدة لخطة سلام أمريكية مقترحة، مما أثار ردود فعل متباينة بين الأطراف المعنية. هذه الخطة، التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، تتضمن مقترحات حول الوضع الإقليمي والأمني، وتهدف إلى إيجاد حلول تفاوضية مقبولة. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار القتال وتبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا، وتسعى الولايات المتحدة لتقديم إطار عمل للمفاوضات. هذه خطة السلام الجديدة قد تكون نقطة تحول في الصراع.
أكد رستم عمروف، المفاوض الأوكراني، أن الوثيقة ما زالت قيد المراجعة، معربًا عن أمله في تحقيق تقدم إضافي خلال الساعات القادمة. تجري اجتماعات مكثفة في سويسرا بمشاركة مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين وأوروبيين لمناقشة تفاصيل الخطة، التي تتألف من 28 بندًا. تعتبر واشنطن هذا الإطار “أساسًا للمفاوضات” وليس عرضًا نهائيًا، بينما يخشى كل من كييف والاتحاد الأوروبي من أن الخطة قد تتضمن مطالب بتنازلات قد تضر بمصالح أوكرانيا.
تقييم الأطراف لخطة السلام
أشار كبير المفاوضين الأوكرانيين في جنيف إلى تحقيق تقدم في المحادثات مع الجانب الأمريكي، وهو ما أكده وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي تحدث عن تطور إيجابي مقارنة بالمراحل السابقة. ومع ذلك، وعلى صعيد آخر، أعرب مسؤولون أوروبيون عن قلقهم وغضبهم من بعض بنود الخطة التي يرونها قد تعرض جهودهم لدعم أوكرانيا للخطر.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين شددت على أهمية الحفاظ على حق أوكرانيا في تحديد مصيرها، وأكدت على ضرورة الاعتراف بالدور المحوري للاتحاد الأوروبي في أي تسوية مستقبلية. وأوضحت أن أي خطة سلام قابلة للتطبيق يجب أن تضع حدًا للمعاناة الإنسانية وتضمن عدم تجدد الصراع.
التحديات المحتملة
تتضمن الخطة، وفقًا لمصادر دبلوماسية، مقترحًا بتنازل أوكرانيا عن مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك لصالح روسيا، مع إمكانية عودة روسيا إلى مجموعة الثماني للاقتصادات الكبرى. هذا البند تحديدًا أثار استياءً واسعًا في كييف وبين بعض الحلفاء الغربيين.
في المقابل، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن انفتاحه على الخطة، واصفًا إياها بأنها قد تمثل “منصة” لبدء حوار جاد حول مستقبل العلاقات بين البلدين. ومع ذلك، يظل الموقف الروسي ثابتًا فيما يتعلق بضمان مصالحه الأمنية ورفض أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية.
يزيد من تعقيد المشهد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي انتقد القيادة الأوكرانية واتهمها بعدم تقدير الدعم الأمريكي. يأتي هذا في وقت تواجه فيه أوكرانيا ضغوطًا عسكرية واقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى اتهامات بالفساد داخليًا.
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تمر بلحظة حرجة في تاريخها، موضحًا أنه سيقدم مقترحات بديلة للخطة الأمريكية. وأقر في الوقت ذاته بأن أوكرانيا قد تواجه خيارات صعبة للغاية بين الحفاظ على كرامتها أو فقدان شريك استراتيجي مهم.
وتشير التقارير إلى أن المفاوضات تتناول أيضًا قضايا أخرى، مثل ضمانات أمنية لكييف، ومستقبل العلاقات الاقتصادية، وتبادل الأسرى. الغموض يكتنف العديد من هذه القضايا، وتختلف وجهات النظر حول كيفية التعامل معها.
يستمر البحث عن حلول وسط ترضي جميع الأطراف، ولكن الطريق لا يزال طويلاً ومليئًا بالعقبات. هذا يتطلب جتمع الأطراف المعنية ووضع رؤية واضحة للمضي قدمًا.
مواقف إقليمية ودولية
بالتزامن مع هذه المحادثات، تجري مشاورات إقليمية ودولية واسعة النطاق لبحث التطورات. ومن المتوقع أن يناقش القادة الأوروبيون الخطة المطروحة خلال قمتهم في لواندا، وأن يصدروا بيانًا رسميًا يعبر عن موقفهم. الجانب الفرنسي شدد على ضرورة وجود “عوامل ردع” لمنع أي عدوان روسي مستقبلي على أوكرانيا.
التركيز الآن ينصب على تعديل الخطة الأمريكية لتلبية مخاوف أوكرانيا وحلفائها، وإيجاد صيغة مقبولة تسمح ببدء عملية سياسية. لكن مع استمرار القتال على الأرض، يبقى من غير المؤكد متى يمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فضلًا عن اتفاق سلام دائم. تشمل القضايا الثانوية المطروحة على طاولة المفاوضات أيضاً تعويضات الحرب ووضع شبه جزيرة القرم.
من المتوقع أن تستمر المناقشات في الأيام القليلة المقبلة، وأن يتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل في وقت لاحق. ويبقى التوصل إلى حل سلمي للصراع في أوكرانيا تحديًا كبيرًا يتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة وتعاونًا دوليًا.





