Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الكويت

مشاركون بـ «منتدى الكويت الأول للحوار الاجتماعي»: التعليم ركيزة أساسية للتنمية المستدامة بدول مجلس التعاون

أكد مشاركون في “منتدى الكويت الأول للحوار الاجتماعي الوطني” أن التعليم في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يمثل حجر الزاوية في تحقيق التنمية المستدامة، ويلعب دوراً محورياً في تعزيز الوحدة المعرفية والمجتمعية. جاء ذلك خلال فعاليات المنتدى الذي نظمته معاهد المرأة للتنمية والسلام، تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبمشاركة نخبة من المفكرين الخليجيين، حيث ناقشوا أهمية الحوار المجتمعي في بناء مجتمعات خليجية متماسكة.

عقد المنتدى في المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، واستمرت جلساته الحوارية لليوم الثاني، مركزةً على دور التعليم في مواجهة التحديات وتعزيز الهوية الوطنية. ويهدف المنتدى إلى إيجاد حلول مبتكرة لتعزيز السلام والأمن المجتمعي من خلال الحوار البناء والشامل.

أهمية التعليم في التنمية المستدامة بدول الخليج

أشار المشاركون إلى أن التعليم ليس مجرد عملية تلقين للمعلومات، بل هو استثمار استراتيجي في مستقبل دول الخليج. فقد أكد الدكتور زيد الفضيل، مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث، على ضرورة ربط برامج التنمية المستدامة بالواقع الاقتصادي والسياسي للدول، وتوفير التدريب المتخصص وتعزيز الحوكمة الرشيدة. وأضاف أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص ضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

دور المناهج التعليمية في بناء الهوية الوطنية

من جانبه، شدد الدكتور سيف المعمري، أستاذ مناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، على الدور المحوري للمناهج التعليمية في تشكيل الهوية الوطنية لدى الطلاب. وأضاف أن المناهج تمثل منصات معرفية وقيمية تعزز الشعور بالانتماء والولاء للدولة والمجتمع. ويرى خبراء التعليم أن تطوير المناهج يجب أن يستند إلى السرديات التاريخية الأصيلة والوثائق الوطنية.

وبحسب ما ورد، فإن تطوير محتوى وطني يعتمد على التاريخ الأصيل والوثائق الرسمية، بالإضافة إلى دمج التعلم الخدمي الوطني في المناهج الدراسية، يعتبر من الأولويات. كما أكد المشاركون على أهمية تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب لمواجهة التحديات الرقمية المتزايدة.

الحوار المجتمعي وتعزيز الوحدة المجتمعية

أكد المشاركون أن الحوار المجتمعي يمثل أداة فعالة لتحقيق التفاهم والانسجام في المجتمعات الخليجية المتنوعة ثقافياً. ويرى الدكتور عبدالله الشريكة، مدير مركز الوسطية التابع لوزارة الشؤون الإسلامية، أن اللغة العربية والدين الإسلامي يمثلان أساس الهوية الثقافية والدينية المشتركة بين دول مجلس التعاون. وأضاف أن التاريخ الخليجي المشترك يعزز الوحدة والترابط بين شعوب المنطقة.

وفي سياق متصل، أشارت ناعمة الشرهان، عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، إلى الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة الخليجية في حفظ التماسك الاجتماعي وهندسة القيم. وأضافت أن المرأة الخليجية، بدعم من القيادات الخليجية، أصبحت شريكة فاعلة في بناء الهوية الوطنية وصون الوحدة المجتمعية من خلال أدوارها في التعليم والإعلام والعمل التطوعي.

التنمية المستدامة تتطلب أيضاً تعزيز الأمن المجتمعي ومواجهة الظواهر الدخيلة، وفقاً للخبير الاستراتيجي والأمني الدكتور خالد الصلال. وأوضح أن تجربة مجلس التعاون الخليجي تمثل نموذجاً إقليمياً في تحقيق التكامل وتوحيد الجهود في مجالات الأمن وحماية المجتمع. كما أكد على أهمية التنسيق الأمني بين دول المجلس لمكافحة الظواهر الغريبة على المجتمعات الخليجية.

بالإضافة إلى التعليم، يركز الحوار المجتمعي على تعزيز المواطنة والانتماء وحماية الأفراد من التطرف والانغلاق. ويرى المشاركون أن هذه الجهود المتكاملة ضرورية لبناء مستقبل مستدام لدول الخليج.

من المتوقع أن يصدر المنتدى توصيات مفصلة حول تطوير التعليم وتعزيز الحوار المجتمعي في دول الخليج خلال الأشهر القادمة. وستركز هذه التوصيات على تطوير المناهج التعليمية، وتنمية مهارات التفكير النقدي، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص. يبقى التحدي في ترجمة هذه التوصيات إلى خطط عمل قابلة للتنفيذ ومتابعة التقدم المحرز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى