Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

“مصائد موت”.. تحقيق يكشف تفاصيل صادمة لتجريف جثث فلسطينيين

كشف تحقيق صحفي أمريكي عن ممارسات صادمة للجيش الإسرائيلي، حيث قام بتجريف جثث فلسطينيين قُتلوا أثناء انتظار المساعدات الإنسانية بالقرب من معبر زيكيم شمال قطاع غزة، ودفنها في مقابر جماعية ضحلة. هذه الممارسات، التي تثير تساؤلات حول احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، تزيد من تعقيد الوضع الإنساني المأساوي في غزة وتلقي بظلالها على جهود وقف إطلاق النار. التحقيق يركز على انتهاكات محتملة تتعلق بالتعامل مع الجثث، وهي قضية حساسة للغاية في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

التحقيق الذي أجرته شبكة “سي إن إن” الأميركية، ونُشر يوم الأربعاء، استند إلى مئات مقاطع الفيديو والصور، بالإضافة إلى مقابلات مع شهود عيان وسائقي شاحنات المساعدات. ويوثق التحقيق كيف أن الجيش الإسرائيلي قام بإزالة الجثث ودفنها بشكل غير لائق، وفي بعض الحالات تركها مكشوفة للتحلل في العراء، بالقرب من معبر زيكيم الذي كان نقطة دخول محدودة للمساعدات الإنسانية إلى القطاع. هذه الممارسات تثير مخاوف جدية بشأن المساءلة والعدالة.

التحقيق في تجريف الجثث: تفاصيل مروعة

وصف سائقو الشاحنات الذين تحدثوا إلى “سي إن إن” المشاهد بأنها مروعة، مؤكدين أن رؤية الجثث المتناثرة أصبحت أمرًا شائعًا على طول طريق زيكيم. وأشاروا إلى أن الجرافات الإسرائيلية كانت تقوم في بعض الأحيان بإزالة الجثث وتركها في العراء، مما يزيد من معاناتهم ومعاناة الفلسطينيين الذين يحاولون استعادة جثث أحبائهم. هذه الشهادات تثير أسئلة حول الإجراءات المتبعة من قبل الجيش الإسرائيلي في التعامل مع الجثث.

كما نقلت الشبكة عن جندي إسرائيلي سابق شهادته حول رؤية تسع جثث لفلسطينيين عزل تُركت لتتحلل لمدة يومين بالقرب من قاعدته. وأضاف أن رائحة الجثث المتعفنة كانت قوية للغاية، وأن الكلاب كانت تنبش في البقايا. وأكد الجندي أن القائد أمر بتغطية الجثث بالرمل، لكنه وصف المشهد بأنه “مريع”.

تأتي هذه التقارير في سياق أوسع من الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعاني الفلسطينيون من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه. وقد أدى القصف الإسرائيلي المستمر إلى تدمير البنية التحتية وتشريد مئات الآلاف من الأشخاص. الوضع الإنساني الكارثي في غزة يفاقم من حدة هذه القضية، حيث يجد الفلسطينيون صعوبة في العثور على جثث أحبائهم ودفنهم بشكل لائق.

الاعتبارات القانونية

يرى خبراء قانونيون أن التعامل مع الجثث بهذه الطريقة قد يشكل انتهاكًا للقانون الدولي، الذي يلزم الأطراف المتحاربة باحترام كرامة الموتى والسماح بانتشالهم ودفنهم بشكل لائق. التعامل مع الجثث بشكل غير لائق يمكن أن يعتبر جريمة حرب، ويجب التحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها. هناك حاجة إلى تحقيق مستقل لتحديد ما إذا كانت هذه الممارسات قد ارتكبت بشكل ممنهج.

ردود الفعل

أدانت حركة حماس هذه الممارسات بشدة، واعتبرتها “جرائم حرب” و”اعتداءات ممنهجة” ضد الشعب الفلسطيني. ودعت الحركة المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية إلى التحقيق في هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها. كما اتهمت الحركة الإدارة الأميركية بالتواطؤ مع إسرائيل من خلال عرقلة الملاحقة القضائية الدولية.

لم يصدر رد رسمي من الجيش الإسرائيلي على هذه الاتهامات حتى الآن. ومع ذلك، من المتوقع أن يقدم الجيش تفسيرًا لهذه الممارسات، وأن يدافع عن إجراءاته. من المهم أن يتم سماع وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، وأن يتم التحقيق في جميع الادعاءات بشكل شامل.

من المرجح أن تثير هذه التقارير مزيدًا من الغضب الدولي، وأن تزيد من الضغوط على إسرائيل لوقف حربها على غزة والتحقيق في الانتهاكات المزعومة. المجتمع الدولي يراقب الوضع في غزة عن كثب، ويتوقع من جميع الأطراف الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين. من المتوقع أن يتم مناقشة هذه القضية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأيام المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى