الإمارات نموذج عالمي في استدامة الموارد الحكومية

أكد خبراء ومختصون أن نموذج دولة الإمارات في استدامة الموارد الحكومية يعتبر استثنائياً ورائداً، وقالوا في حديثهم لـ«البيان»على هامش القمة العالمية للحكومات 2024 إن هذا النموذج عزز تنافسية الدولة في مختلف مؤشرات التنافسية العالمية، وترجمة رؤية القيادة الرشيدة في المرونة وتحويل التحديات إلى فرص ومواكبة التقنيات الحديثة وتسخيرها للارتقاء بالعمل الحكومي والخدمات التي يقدمها بما يسهم في تحقيق سعادة المجتمع وتعزيز جودة الحياة.
قدرات استثنائية
قال معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، رئيس مجلس تنمية الموارد البشرية الإماراتية في دبي: بمجرد ظهور قدرات استثنائية توجدها التقنيات الجديدة تحرص قيادتنا الحكيمة على أن نكون في مقدمة المستفيدين منها مع وعينا وأخذنا الاحتياطات اللازمة لمواجهة المخاطر المرتبطة بأي تقنية، وهذه ميزة تنافسية تتميز بها دولة الإمارات وإمارة دبي، ومن يراقب خارطة الاستثمارات الأجنبية والشركات المحلية التي وُلدت في دبي على مدار العقدين الماضيين وتسارعت بشكل كبير العام الماضي، يعلم أننا نجحنا في تحويل التحديات إلى فرص، وأثر ذلك ظهر جلياً في إعلان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي أن اقتصاد إمارة دبي في النصف الأول من عام 2023 نما بنسبة 3.2 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وبقيمة إجمالية بلغت 223.8 مليار درهم بما يعكس الجهود الرامية لتحقيق الأهداف الاقتصادية الطموحة التي حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
تحديات
وحدد معالي سلطان المنصوري جملة تحديات تواجه استدامة الموارد البشرية عالمياً ومستقبلها، منها: فجوة المهارات لدى المورد البشري، والتفاوت بين حاجة السوق ومخرجات التعليم، والتفاوت في البنى التحتية اللازمة لاستثمار إمكانيات التقنية، والحاجة الماسة لتطوير البيئة التشريعية وسياسات العمل في المؤسسات لتواكب آثار التطوّر الحاصلة، وندرة الخريجين من حملة التخصصات التقنية الحديثة، وأهمّ تحدٍ بنظري هو الارتقاء بالقيادات المؤسسية لتكون قادرة على تحويل التحديات لفرص.
وقال: نجحت قيادتنا في وضعنا على الطريق الصحيح للاستفادة من كل جديد عالمياً، وقد تغلبنا على التحديات عبر تبني نهج استباقي بحيث نُسارع لاستكشاف مجالات وآليات التقنية فور ظهورها، وأوجدت القيادة مؤسسات مثل مجلس تنمية الموارد البشرية الإماراتية تُعنى بالتنسيق مع وزارة الموارد البشرية والتوطين وبرنامج نافس والقطاعين العام والخاص وخاصة الجامعات في ردم الهوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، وكذلك تتميز الإمارات بالبرامج المتخصصة التدريبية على اختلاف مستوياتها التي ترفد الكفاءات المواطنة بالمهارات الجديدة وحققت دولتنا في وقت مبكّر نوعية متوافقة مع المستقبل من البنى التحتية الرقمية المتطورة.
نموذج إماراتي
أكد عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي نائب رئيس مجلس تنمية الموارد البشرية الإماراتية في دبي: نحن محظوظون برؤية القيادة الحكيمة التي جعلت دولتنا مقصداً لأكثر من 200 جنسية جاءت حاملة تنوعها الثقافي والاجتماعي وحتى الكفاءات، وهو ما جعلنا حاضنة أعمال لتطوير نموذج استثنائي من المورد البشري والقدرات ولذلك حتى الحوار الدائر على مستوى القمة العالمية للحكومات في دبي حول الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة وأثرها على الحياة كان غير نمطي وناقش نقاطاً لم تُطرح من قبل عالمياً، وهذه المنظومة الديمغرافية التي ولّدتها جاذبية دولتنا وتنافسيتها أدّت إلى إيجاد منظومة من تبادل الخبرات والمهارات في سياق الحياة والعمل.
وأضاف: أطلقنا في دبي «منصة الذكاء الاصطناعي لتوظيف الكفاءات المواطنة» التي تقوم على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإدارة مطابقة ملفات الباحثين عن عمل المواطنين مع الفرص الوظيفية المتاحة، وتعتمد على تحليل البيانات وتوفّر لوحة تحكّم تُمكّن المجلس من توفير الفرص الوظيفية الأنسب للباحثين عن عمل بشكل لحظي.
مسرّعات المستقبل
أكد سعيد الفلاسي، المدير التنفيذي لقطاع تصميم ومسرّعات المستقبل في مؤسسة دبي للمستقبل، أن التطور التكنولوجي ساهم بدور كبير في تنامي متطلبات المجتمعات وتصورات الأفراد لمعايير جودة الحياة، وهذا ما فرض حاجة ملحة لوجود مؤسسات حكومية تتصف بمرونة التعامل مع المتغيرات المتسارعة، وتعزيز الإنتاجية للعاملين في القطاع الحكومي وتمكينهم من استشراف المستقبل والاستعداد له.
وأضاف: أطلقنا مؤخراً «برنامج مسرعات مستقبل العمل الحكومي»، بالشراكة مع دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، والذي يهدف إلى تصميم منهجية مستقبلية ومبتكرة تدعم الجهات الحكومية في دبي في ابتكار أساليب إبداعية في ممارسة العمل الحكومي واحتضان المواهب ودعمها.
مواكبة التطورات
قال البروفيسور رائد العواملة، عميد كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: من بين التحديات التي تواجه الحكومات اليوم تأهيل وإعداد الكوادر الحكومية القادرة على مواكبة التطورات السريعة جداً التي تطال كافة القطاعات، وغالبية هذه التغيرات سببها القفزات التكنولوجية المتسارعة.
وأضاف: بالنسبة لدولة الإمارات وحكومة دبي ثمة العديد من المزايا التي جعلتها تتبوأ مكانة رائدة عالمياً في مجال العمل الحكومي، فالاستثمار الحكومي في العنصر البشري غير محدود، مع وجود كل فرص التعليم المستمر والتدريب العملي.
استدامة الموارد
أوضح الدكتور ريمون خوري الشريك الرئيسي في شركة «آرثر دي ليتل» والمسؤول عن ممارسات القطاع العام وإدارة التكنولوجيا والابتكار، أن استدامة الموارد البشرية والمالية في القطاع العام تواجه العديد من التحديات المتعلقة بتأهيل الموارد البشرية والفجوة ما بين مخرجات المؤسسات الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل، ومرونة التشريعات والسياسات الوطنية، والحوكمة والشفافية وغيرها.
وأشار خوري إلى أن النموذج الإماراتي في العمل الحكومي واستدامة الموارد البشرية والمالية رائد وناجح، واستندت الإمارات إلى عدة ركائز كإعداد الكوادر البشرية المؤهلة والتمويل المدروس والقيادات المرنة والتحول الرقمي.